في موسم الانتخابات يحاول البعض تحويل القيم الوطنية إلى سلع تُباع وتُشترى، وما يسمى «شراء الأصوات» ليس مجرد مخالفة قانونية بل جريمة أخلاقية تهدّم مستقبل الأوطان. ما يفعل هؤلاء السماسرة ليس تبادلًا عابرًا، بل اغتصابٌ لإرادة الشعب وعبورٌ على حق الأجيال القادمة في اختيار مصيرها.

يؤكد الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن شراء الأصوات جريمة تتجاوز الطابع التنظيمي لتصبح «رشوة» واضحة تقترن بكل ما يترتب على الفساد من لعنة وفساد اجتماعي. الوسيط الذي يمرّر هذه الصفقات —السمسار— يعمل كقناة لتجميل الحرام وتسويغ الفساد، محوّلًا صوت الناخب من شهادة ومسؤولية إلى بضاعة رخيصة.

هذه الممارسات لا تسرق مالًا فحسب؛ بل تغتال البركة وتطمس بصيرة المجتمع، وتشرعن شهادة الزور وأكل السحت كأدوات للتزوير السياسي. النتائج ليست مجرد خسارة انتخابية مؤقتة، بل تآكل ثقة المواطنين في المؤسسات وتضييع ميراث الأجيال القادمة.
(نداء): اجعل صوتك شهادة أمام الله والتاريخ لا سلعة في يد سمسار. التصويت مسؤولية وطنية وأمانة أخلاقية — بين أن تختار لمصلحة بلدك أو تبيع مستقبله بلحظة ضعف.