لا تزال الصحة النفسية محاطة بالكثير من الخرافات والمفاهيم المغلوطة التي تعيق الكثيرين عن طلب المساعدة النفسية في الوقت المناسب، مما يزيد من معاناتهم ويؤخر علاجهم. يوضح الدكتور أحمد محمد، الطبيب النفسي، بعض المفاهيم الشائعة الخاطئة حول الصحة النفسية ويصححها استنادًا إلى الحقائق العلمية.

خرافات شائعة عن الصحة النفسية وتصحيحها

1. المرض النفسي ضعف في الشخصية والإرادة

يعتقد البعض أن المرض النفسي ناتج عن ضعف الشخصية أو أنه يمكن التغلب عليه بمجرد قوة الإرادة، وهذا غير صحيح. فالاضطرابات النفسية قد يكون لها أسباب بيولوجية مثل اضطرابات كيمياء الدماغ والجينات، أو أسباب اجتماعية وبيئية، تمامًا مثل الأمراض الجسدية.

2. الصحة النفسية أقل أهمية من الصحة الجسدية

الحقيقة أن الصحة النفسية والصحة الجسدية مترابطتان، حيث تؤثر كل منهما على الأخرى. فالصحة النفسية الجيدة تمنح الإنسان السلام النفسي والقدرة على التكيف، بينما تؤدي الاضطرابات النفسية إلى مشاكل جسدية مثل ارتفاع ضغط الدم وضعف المناعة.

3. التحدث عن المرض النفسي يزيده سوءًا

على العكس، فإن التحدث عن المشاعر والمخاوف يساعد في فهم الذات وإدارتها بشكل أفضل، مما يسهل التعامل مع المشكلات النفسية بدلاً من تفاقمها.

4. الأدوية النفسية خطيرة وتسبب الجنون

هذا اعتقاد خاطئ، فالأدوية النفسية تساعد في إعادة التوازن الكيميائي للدماغ، مما يخفف من الأعراض النفسية. كما أن استخدامها تحت إشراف طبي آمن وفعال، ولا يؤدي إلى الإدمان أو فقدان العقل كما يشاع.

5. المرض النفسي دليل على ضعف الإيمان

الإيمان يساعد الإنسان على إيجاد معنى لحياته، لكنه ليس مانعًا للإصابة بالأمراض النفسية، والتي قد يكون لها أسباب بيولوجية أو اجتماعية خارجة عن إرادة الفرد. لذا، لا يجب ربط المرض النفسي بالإيمان، بل يجب التعامل معه كأي مرض آخر يتطلب العلاج.

6. المصابون بالأمراض النفسية خطرون وعدوانيون

يعد هذا من أكثر المفاهيم المغلوطة انتشارًا، حيث أن العنف ليس سمة أساسية للمرض النفسي، بل على العكس، قد يكون الشخص المصاب أكثر عرضة للأذى من الآخرين وليس مصدرًا له.

وأخيرا للتخلص من هذه الخرافات والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالصحة النفسية، من الضروري تعزيز الوعي المجتمعي ونشر الثقافة النفسية من مصادر علمية موثوقة. فالصحة النفسية جزء أساسي من صحة الإنسان، ويجب الاهتمام بها بنفس قدر الاهتمام بالصحة الجسدية.