تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
سيطرت في الفترة الأخيرة مسلسلات الـ 10 أو 15 حلقة، بعد عرض مسلسل "عمر أفندي" الذي يقوم ببطولته الفنان أحمد حاتم، حيث انتشرت فكرة المسلسلات القصيرة في المنصات الرقمية في البداية، ولكنها أصبحت تعرض الآن على القنوات الفضائية، فهل انتشار تلك النوعية من الدراما تضفي حالة من الإيجابية وعدم الشعور بالملل؟ أم أنها ستكون سلبية في بعض الجوانب؟.. وهل هذا سيتيح فرصة أكبر لإنتاج أعمال درامية كثيرة؟.. في السطور التالية يجيب المتخصصون على تلك التساؤلات ...
في البداية، تقول الناقدة ماجدة موريس: إن إتاحة الفرصة لإنتاج أعمال فنية درامية كثيرة من خلال المسلسلات القصيرة هو شيء، مؤكد أن من ينتج مسلسل واحد مكون من 30 حلقة سيكون لديه مساحة أن ينتج ثلاثة أعمال درامية بثلاثة مواضيع مختلفة من خلال المسلسل المكون من 10 حلقات ويعد هذا مكسب للمنتج الفني .
وتابعت: هناك نقطة فنية يجب التحدث فيها من قبل عام 2011 أنه كان يوجد أحيانا بعض المسلسلات التي ينتجها التليفزيون المصري قصتها و السيناريو الخاص بها غير مجهز لـ 30 حلقة ويوجد بها تطويل ومط في الأحداث وبالتالي المشاهد كان يشعر بالملل وممكن أن يترك المسلسل مدة ويعود لمشاهدته ويجد أن الأحداث لم تتغير وذلك أساء للدراما المصرية في هذا الوقت و ذلك جعل الجمهور يتجه للمنصات الرقمية التي كانت تقدم مسلسلات بمواضيع غير منتشرة، و إنتاج هذه المسلسلات يكون غير مزعج للمنتج لأن عدد الجمهور غير عدد جمهور التليفزيون المصري و بالتالي بعد نجاح المسلسلات القصيرة للمنصات جعل الجهات المنتجة رسميا تنتج هذه المسلسلات للقنوات بدلا من المسلسلات الطويلة.
وأردفت: أن من ينتج مسلسل مكون من 10 حلقات غير مطالب أن يتناول قصة بلد بأكملها ولكن يتناول قصة عائلة أو قصة إنسان فهذه تكون فرصة للقصة و السيناريو والحوار أن تكون مختصرة على القصة الفنية أو الحقيقية أو القريبة من الواقع بشكل مهم وبشكل يجعل المشاهد يلم بجميع جوانبها و على سبيل مثال المقارنة بين مسلسل ليالي الحلمية أو مسلسل الشهد و الدموع كانت مليئة بالشخصيات و العلاقات و مجتمعات و بين القصص الحالية المتواجدة في المسلسلات القصيرة مثل مسلسل ليه لأ الجزء الثاني، التي قدمته الفنانة منة شلبي قدمت قصة تم التركيز فيها على الحالة الإنسانية للفرد أو عدد قليل من الناس.
وأشارت إلى أن من هذه المسلسلات القصيرة الناجحة مسلسل نصيبي وقسمتك للمؤلف عمرو محمود يس؛ لأنه يناقش قصص حقيقية وتحدث في الواقع و لدى المؤلف فرصة كبيرة لتحليل العلاقات الإنسانية المتناولة في المسلسل بكل أجزائه وأصبحت هذه القصص مؤثرة بالإيجاب ومطلوبة من الجمهور أكثر و هذه أهمية المسلسلات القصيرة المكونة من 10 حلقات إلى جانب لم يعد هناك مؤلفين كبار يستطيعون تأليف مسلسلات كبيرة مثل زيزينيا و أرابيسك كل هذه العوامل جعلت المسلسلات القصيرة تظهر أكثر.
وفي السياق ذاته، أوضح الناقد رامي عبد الرازق أن الفكرة ليست في عدد الحلقات وإنما هي مدى احتياج القصة لعدد حلقات معينة لكي يتم تناول الفكرة بكل جوانبها والعودة إلى إنتاج مسلسل من عشر حلقات مرة أخرى أعتبرها مسألة شكلية بحتة، والأصل هو أن ما يحدد الشكل هو المضمون وهذا ما كان يحدث منذ وقت بدايات التليفزيون المصري في الستينيات و السبعينيات و الثمانينيات و حتى أواخر التسعينيات كان عدد الحلقات مرتبط فقط بالاحتياج إلى سرد قصة المسلسل ولذلك كنا نرى أعمال بأعداد حلقات مختلفة بمعنى أن أساس الدراما التليفزيونية المصرية كانت السهرة التليفزيونية وكان عبارة عن فيلم تليفزيوني لمدة ساعتين و تطور إلى الثلاثيات التي كانت عبارة عن مسلسل مكون من ثلاث حلقات وبعدها ظهرت الخماسيات و السباعيات وكان ذلك شكل معروف بشكل كبير جداً من أشكال الدراما التليفزيونية والكثير من المؤلفين الكبار قدموا أعمال منها.
وتابع : كان المتوسط 13 حلقة وعندما كان يحتاج المسلسل إلى حلقات أكثر كان يتراوح في حدود 20 حلقة لأن عدد الحلقات لم يكن هدفا في حد ذاته، كانت قصة المسلسل هي المسيطرة في حد ذاتها و الوقت الذي نحتاجه في عرض هذه القصة ولكن بعد ذلك انتقلنا إلى السباق الرمضاني و سيطرة الإعلانات و أصبح الشكل هو الهدف و المسلسل تكون من 30 حلقة و بدأ البحث عن قصص يتم سردها خلال 30 يومًا دون النظر إلى المضمون أو القصة و الدراما.
وأضاف فكرة السباق الرمضاني لم تكن موجودة وكان يوجد مسلسل السابعة و الربع و كان معاد مقدس تم عرض فيه المئات من الأعمال الناجحة و هناك مسلسلات مهمة وكبيرة عُرضت في شهر رمضان الكريم لم تكن 30 حلقة مثل مسلسل رأفت الهجان الجزء الأول الجزء الأسطوري كان 13 حلقة فقط وتم عرضه في النص الثاني من الشهر الكريم فبتالي محاولة صناع الدراما الاحتفاء بعودة إنتاج مسلسلات قصيرة يدل على إن عدد الحلقات هو الهدف وليست قصة المسلسل، التي يتم عرضها و التعامل على هذا الأساس يعد آفة أكبر من الـ 30 حلقة، ومن باب التسويق لفكرة المسلسلات القصيرة وإظهاره على أنه ثورة تصحيح وعودة المسلسلات إلى قواعدها ولكن القاعدة الأساسية هي أن الكاتب أو صناع العمل ينتجون عدد حلقات مناسبة لقصة المسلسل سواء كانت حلقة واحدة أو عشرة و في الأزمنة الماضية لصناعة الدراما المصرية كانت أكثر حداثة وتفتح وثورية على الشكل وفهم طبيعة الدراما التليفزيونية من الآن وقبل وجود أي منصة رقمية التي أعادت إنتاج مسلسلات معتمدة على الفكرة وليست عدد الحلقات.
واختتم حديثه وقال: اعتبار صناع تلك الدراما أن المسلسل المكون من عشر حلقات فرصة لتطوير الصناعة هو فهم خاطئ لأنه لا يوجد فرصة لتطوير الصناعة إلا إذا تم فهم أن الصناعة الدرامية غير مرتبطة بشكل أو عدد الحلقات وإنما مرتبطة بمحتوى الحلقات و الزمن المستغرق لسرد قصة المسلسل فقط بدون أي زيادات أو فرض لشكل معين على الكاتب أو المخرج و أرى أن المسلسلات القصيرة تأثيرها تأثير كمي فقط لأن عدد ساعات إنتاجها أقل من ال30 حلقة ولكن التراكم الكمي هذا تراكم ليس له أهمية ويعد سطحية ولن يحسب لأحد لا للمنصة ولا للمنتج ولا الممثلين أو صناع العمل وفي النهاية الجمهور سيتذكر الأعمال الفنية الدرامية التي تناسقت فكرتها مع عدد حلقاتها ولم تشعر أنها كانت مضيعة للوقت أو لم تمل من هذه المسلسلات.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية