كشف الدكتور أيمن سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بالقصر العيني جامعة القاهرة السابق، عن طرق الوقاية من التليف الرئوي الذي يعد من الأمراض الرئوية الخطيرة.

وأكد أنه نظرًا لأن التليف الرئوي قد يكون له أسباب متعددة، فإن الوقاية تركز على تجنب عوامل الخطر المعروفة لعل أهمها الإقلاع عن التدخين وهو أحد أهم الخطوات للوقاية من تليف الرئة وتفاقمه، ويشمل ذلك التدخين السلبي أيضًا.

وتابع د. أيمن سالم حديثه وقال يجب أيضا تجنب التعرض للملوثات في بيئة العمل أو المنزل، مثل غبار السيليكا، الأسبستوس، غبار الفحم، والمواد الكيميائية الضارة، ويجب ارتداء معدات الوقاية الشخصية المناسبة (مثل الأقنعة) عند التعامل مع هذه المواد، بالإضافة إلى السيطرة الجيدة على أمراض المناعة الذاتية والارتجاع المعدي المريئي والذي يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالتليف الرئوي.

وأشار  إلى أنه يجب مناقشة الآثار الجانبية للأدوية مع الطبيب، خاصة تلك المعروفة بأنها قد تسبب تلفًا في الرئة، والحفاظ على نمط حياة صحي، وتناول نظام غذائي متوازن وغني بالفيتامينات ومضادات الأكسدة، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام تحت إشراف الطبيب، للمساعدة في الحفاظ على وظائف الرئة وقوتها، والحصول على قسط كافٍ من النوم والراحة.

وشدد على ضرورة الحصول على اللقاحات اللازمة مثل لقاح الإنفلونزا والالتهاب الرئوي، لمنع العدوى التي يمكن أن تؤدي إلى تفاقم تليف الرئة.

أما عن علاج التليف الرئوي فأكد د. أيمن سالم أنه حاليًا، لا يوجد علاج نهائي للتليف الرئوي يقضي على الندبات الموجودة، والهدف من العلاج هو إبطاء تقدم المرض، تخفيف الأعراض، وتحسين نوعية حياة المريض، وتشمل الخيارات العلاجية الأدوية المضادة للتليف، والتي تساعد على إبطاء معدل تدهور وظائف الرئة وتقليل تفاقم التليف، وتعمل أيضًا على إبطاء تقدم المرض وتقليل عدد النوبات الحادة، وتُستخدم هذه الأدوية بشكل خاص في علاج التليف الرئوي مجهول السبب.

وهناك العلاج بالأكسجين، في حال انخفاض مستويات الأكسجين في الدم، يتم تزويد المريض بالأكسجين الإضافي عن طريق قناع أو أنابيب أنفية، ويساعد ذلك على تخفيف ضيق التنفس وتحسين النشاط البدني.

وأكد د. أيمن سالم أنه في الحالات الشديدة والمتقدمة، خاصة لدى المرضى الأصغر سنًا الذين تستجيب حالتهم للمعايير، قد تكون زراعة الرئة خيارًا لتحسين نوعية الحياة، وهناك أبحاث مستمرة حول علاجات جديدة، مثل العلاج بالخلايا الجذعية، ولكنها لا تزال في مراحل تجريبية وتحتاج إلى مزيد من الدراسات لتحديد فعاليتها وسلامتها.

وأوضح في نهاية حديثه أن التليف الرئوي يعتبر تحديًا صحيًا كبيرًا، ولكن بالتشخيص المبكر والالتزام بالعلاج المناسب واتباع نمط حياة صحي، يمكن إبطاء تقدم المرض وتحسين نوعية حياة المرضى، والتوعية بأسباب وأنواع هذا المرض ضرورية لتعزيز الوقاية والكشف المبكر.