مع ارتفاع درجات الحرارة واقتراب أشعة الشمس الحارقة في فصل الصيف، يلجأ كثيرون إلى استخدام واقيات الشمس (Sunblock) كحل أساسي للحماية من الأضرار.

لكن خلف الأرقام الكبيرة المكتوبة على عبوات SPF، هناك حقائق صادمة قد لا يعرفها معظم المستخدمين، ما يجعل الاعتماد الكلي على هذه المنتجات أمرًا يحتاج إلى إعادة نظر.

يوضح د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن واقيات الشمس توفر حماية من الأشعة فوق البنفسجية (UV)، لكن من المهم معرفة أن هذه الأشعة نوعان:
UVA: مسؤولة عن الشيخوخة المبكرة وتشقق الجلد وقد تؤدي إلى الإصابة بسرطانات الجلد.
UVB: وهي التي تسبب الحروق والالتهابات الجلدية عند التعرض المباشر والطويل للشمس.

ويشير سلامة إلى أن مؤشر SPF المكتوب على العبوة يوضح فقط مستوى الحماية ضد أشعة UVB، لكنه لا يعكس الحماية من UVA. كما أن هذه العلامة لا تحدد مدة ثبات المنتج على البشرة، ولا مدى تأثير الماء أو الحرارة على فعاليته، وهو ما يمنح المستهلك إحساسًا زائفًا بالأمان.

الجانب الخفي في واقيات الشمس:
تحتوي بعض المنتجات التجارية على مواد كيميائية مثل:
أوكسي بنزون (Oxybenzone)
أفوبينزون (Avobenzone)
أوكتينوكسات (Octinoxate)

وتشير الدراسات إلى أن هذه المواد قد تمتص بسرعة في مجرى الدم، مسببة اضطرابًا في توازن الهرمونات، كما أنها قد تتحلل تحت أشعة الشمس مطلقة جذورًا حرة تضر بخلايا الجلد.

طرق بديلة وآمنة للتعامل مع الشمس:
التعرض للشمس في أوقات آمنة مثل الصباح الباكر أو قبل الغروب.
ارتداء قبعة واسعة الحواف ونظارات شمسية واقية.
استخدام زيوت طبيعية بخصائص واقية مثل زيت جوز الهند، زيت الأفوكادو، زيت بذور التوت الأحمر، وزيت بذور الجزر.
الاعتماد على واقيات طبيعية معدنية مثل أكسيد الزنك.
تعزيز النظام الغذائي بأطعمة غنية بمضادات الأكسدة مثل الشوكولاتة الداكنة، الشاي الأخضر، والخضروات الكرنبية.

يؤكد د. سلامة أن "الشمس ليست عدوًا للبشر، بل هي مصدر أساسي لفيتامين D، وتنظيم الهرمونات، ودعم المناعة والمزاج. الخطر الحقيقي لا يكمن في الشمس بحد ذاتها، بل في الإفراط في الاعتماد على المواد الكيميائية وعدم التعامل الصحيح مع التعرض للشمس".

يبقى التوازن هو المفتاح، فالتعرض الذكي للشمس مع الحماية الطبيعية والوقائية يمكن أن يمنح البشرة فوائد عظيمة، ويقلل من المخاطر الصحية المرتبطة باستخدام بعض واقيات الشمس التجارية.