تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الهبات الساخنة.. عرض طبيعي يربك النساء وحلول غذائية وهُرمونية لمواجهته
تُعد الهبات الساخنة واحدة من أكثر الأعراض المزعجة التي تواجه النساء خاصة في سن ما قبل انقطاع الطمث، حيث تعاني الكثيرات من ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة الجسم، تعرق شديد، وتسارع ضربات القلب، ما ينعكس سلبًا على حياتهن اليومية واستقرارهن النفسي. ويؤكد الأطباء أن هذا العرض لا يرتبط فقط بمرحلة عمرية محددة، بل قد يظهر في سن مبكرة نتيجة اضطرابات هرمونية أو مشاكل في الغدة الدرقية أو المبايض، وهو ما يجعل فهم أسبابه وطرق السيطرة عليه أمرًا بالغ الأهمية.
يوضح د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن الهبات الساخنة ليست مجرد شعور عابر بالحرارة، بل هي نتيجة مباشرة لاضطراب في عمل منطقة "الهايبوثالموس" بالمخ، والتي تعمل كـ"ثرموستات" طبيعي لضبط حرارة الجسم.
ومع انخفاض هرمون الإستروجين في فترات معينة مثل ما قبل انقطاع الطمث أو خلال الدورة الشهرية، يختل هذا التوازن فيبدأ الجسم بتشغيل آليات التبريد بشكل مبالغ فيه، لتظهر الأعراض في صورة سخونة مفاجئة، تعرق، احمرار الجلد، وزيادة ضربات القلب.
ويضيف أن النساء بين سن 40 و55 عامًا هن الأكثر عرضة للهبات الساخنة بسبب انخفاض الهرمونات، لكن قد تظهر أيضًا عند الأصغر سنًا إذا وُجدت مشكلات في الغدة الدرقية أو المبايض أو الرحم. وتختلف حدة الأعراض ومدتها بين سيدة وأخرى، فقد تستمر لعدة دقائق أو تتكرر مرات عدة يوميًا، وفي بعض الحالات قد تأتي على فترات متباعدة.
ويربط د. سلامة بين قوة الأعراض وكفاءة الغدة الكظرية، التي تعد المسؤولة عن إنتاج هرمون الكورتيزول وبعض الهرمونات الجنسية. ففي الوضع الطبيعي، تُعوّض الغدة الكظرية نقص الإستروجين، لكن مع الضغوط المستمرة والإرهاق المزمن وقلة النوم وزيادة الوزن، تضعف كفاءتها، ما يزيد من شدة الأعراض ويؤدي إلى مضاعفات أخرى مثل هشاشة العظام، السكري، جفاف المهبل، والتقلبات المزاجية الحادة.
سبل المواجهة:
يشدد د. سلامة على أن الاستعداد المبكر والاهتمام بصحة الغدة الكظرية يساعد في تقليل حدة الهبات الساخنة ودعم التوازن الهرموني، وذلك عبر:
1. التغذية الداعمة:
فيتامين C (من الخضروات الطازجة يوميًا).
فيتامين B5 (مصدره الكبدة مرة أسبوعيًا).
أعشاب كف مريم للمساعدة في تثبيت الإستروجين.
العرقسوس لدعم الغدة الكظرية (مع مراعاة من يعانون ارتفاع الضغط أو مشكلات بالكلى).
عشبة بلاك كوهوش، التي أثبتت فعاليتها في تقليل الهبات، بل وفاعليتها في تحسين المزاج بدرجة تفوق بعض مضادات الاكتئاب، لكن لا يُنصح بها لمن لديهم أمراض في الكبد.
2. أسلوب الحياة الصحي:
النوم المنتظم والكافي.
ممارسة الرياضة بانتظام.
تجنب الضغوط النفسية والأشخاص السلبيين.
الاعتماد على الدهون الصحية مثل السمن البلدي والزبدة.
تجنب السكريات والمصنعات والمواد البلاستيكية التي تضعف التوازن الهرموني.
ويختتم د. سلامة بأن الهبات الساخنة ليست مرضًا، لكنها إشارة من الجسم لضرورة إعادة التوازن، وهو ما يمكن تحقيقه من خلال التغذية السليمة، الاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، والمتابعة الطبية المنتظمة لتجنب أي مضاعفات مستقبلية
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية