تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : المرض النفسي أم الاضطراب العقلي.. كيف نفرق بينهما؟
source icon

دار المعارف

.

المرض النفسي أم الاضطراب العقلي.. كيف نفرق بينهما؟

كتب:دارالمعارف

تزداد حيرة الناس حينما يسمعون مصطلحات مثل المريض النفسي والمضطرب العقلي ومريض الذهان، إذ يختلط الأمر عليهم في التفريق بين هذه الحالات. فالبعض يعتقد أن كل من يعاني من اضطراب نفسي يفقد القدرة على التفكير الصحيح أو اتخاذ القرار، بينما الحقيقة العلمية أكثر دقة وتعقيدًا. الفرق بين الحالات لا يقف عند حدود الأعراض فقط، بل يمتد إلى طبيعة الخلل في كيمياء المخ ومدى تأثيره على التفكير والسلوك والإدرا

تقول ميرفت رجب استشاري الطب النفسي، المرض النفسي بشكل عام يشير إلى مشكلات داخلية يعانيها الفرد، مثل الاكتئاب أو القلق أو الوسواس القهري، وقد ترتبط أحيانًا بخلل بسيط في كيمياء المخ، لكن المريض يظل قادرًا بدرجات متفاوتة على التواصل مع المجتمع واتخاذ القرارات.

 

أما الاضطراب العقلي أو الاضطرابات النفسية الشديدة، فهي تتعلق بخلل أعمق في كيمياء المخ، ما يجعل الأفكار والقرارات غير متزنة. هنا يفقد المريض القدرة على التمييز بشكل صحيح، ويظهر سلوك غير منطقي أو غير متوقع.

 

ويأتي "الذهان" كمرحلة أكثر تعقيدًا، إذ يعاني المريض من خلل شديد في كيمياء المخ، ويصاحبه أحيانًا هلاوس سمعية وبصرية، وفقدان للاتصال بالواقع. وقد يعتقد الشخص بأفكار غير واقعية (ضلالات) تجعله في عزلة عن إدراك الآخرين.

 

ومن جانبها تقول الدكتورة زينب مهدي، أستاذة علم النفس والعلاقات الزوجية، أن المرض النفسي لا يعني فقدان العقل أو الدين كما يعتقد البعض، بل هو استجابة طبيعية للضغوط أو الصدمات أو الاستعدادات الوراثية. تقول:

"الاكتئاب مثلًا قد يجعل المريض يشعر بعدم القيمة أو يفقد الشغف بالحياة، لكنه يظل واعيًا ومدركًا. أما الذهان، فهو حالة مرضية شديدة تحتاج إلى تدخل طبي عاجل لأنه يمس إدراك المريض للواقع".

الدكتور أحمد عبد الحميد، استشاري الطب النفسي

يشير إلى أن الخلط بين المرض النفسي والذهان يسبب وصمة اجتماعية خطيرة. يقول:

"المريض النفسي قد يكون إنسانًا منتجًا في عمله وحياته، لكنه يحتاج للعلاج والدعم النفسي. بينما مريض الذهان يعيش واقعًا مختلفًا تمامًا، وقد يسمع أصواتًا أو يرى أشياء غير موجودة، ما يستدعي علاج دوائي وجلسات متابعة دقيقة".

الفارق بين المرض النفسي و الاضطراب العقلي والذهان ليس مجرد مصطلحات، بل درجات مختلفة من المعاناة التي يعيشها المريض. الأهم أن ندرك أن جميع هذه الحالات تحتاج إلى علاج ورعاية، لا إلى أحكام مسبقة أو تصورات خاطئة. فالطب النفسي يؤكد أن العلاج المبكر والدعم المجتمعي هما المفتاح لإنقاذ المريض ودمجه في حياة طبيعية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية