تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
في عصر تسارعت فيه ضغوط الحياة اليومية، أصبح التوتر جزءًا لا يتجزأ من روتين الإنسان الحديث. لكن ما لا يدركه كثيرون أن الضغط النفسي المزمن قد يتحول من مجرد انزعاج نفسي إلى اضطراب هرموني له انعكاسات صحية خطيرة.
يتصدر المشهد هنا هرمون يُعرف باسم الكورتيزول، والذي يُفرز في حالات التوتر، ويؤدي دورًا محوريًا في توازن الجسم... ولكن فقط إذا ظل في مستوياته الطبيعية.
يقول د. كريم الجمال – استشاري الغدد الصماء والباطنة "الكورتيزول هو هرمون أساسي تفرزه الغدة الكظرية، ووجوده ضروري لتنظيم الضغط، السكر، والمناعة. لكن المشكلة تبدأ عندما ترتفع مستوياته بشكل مزمن، كما هو الحال في متلازمة كوشينغ، أو نتيجة للتوتر المستمر. حينها، يبدأ الجسم في إرسال إشارات تحذيرية يجب عدم تجاهلها."
أعراض ارتفاع الكورتيزول (متلازمة كوشينغ)
يُحذر د. الجمال من أن ارتفاع الكورتيزول يؤدي إلى مجموعة من الأعراض المتنوعة، قد يُخطئ البعض في تفسيرها:
زيادة الوزن، لا سيما في الوجه (الوجه القمري) ومنطقة البطن.
تراكم الدهون بين الكتفين فيما يُعرف بـ"سنام الجاموس".
ظهور علامات تمدد جلدية واسعة وذات لون بنفسجي.
ضعف واضح في عضلات الأطراف، خاصة الذراعين والفخذين.
ارتفاع مستويات السكر في الدم، وقد يتطور إلى سكري من النوع الثاني.
ارتفاع ضغط الدم المزمن.
نمو مفرط للشعر غير المرغوب فيه عند النساء (الوجه أو الصدر).
هشاشة في العظام وزيادة القابلية للكسور.
ويضيف الدكتور الجمال: "إذا ظهرت هذه الأعراض مجتمعة أو استمرت لفترة، فلا بد من التوجه للطبيب لطلب التحاليل اللازمة لقياس الكورتيزول ومسببات اضطرابه."
كيف يمكن خفض الكورتيزول؟
أولاً: الحالات المرضية (متلازمة كوشينغ)
"عند تشخيص متلازمة كوشينغ، فإن التدخل الطبي هو الحل، وليس تغيير نمط الحياة فقط"، بحسب الدكتور الجمال، والذي يوضح أن العلاج قد يشمل:
أدوية تقلل إنتاج الكورتيزول أو تثبط عمل الغدة الكظرية.
جراحة، إذا ثبت وجود ورم في الغدة الكظرية أو الغدة النخامية.
ثانيًا: ارتفاع الكورتيزول بسبب التوتر النفسي
"في الحالات الأقل حدة، التي تحدث بسبب ضغوط الحياة اليومية، يمكن اعتماد تغييرات بسيطة لكن فعّالة لخفض الكورتيزول، منها:"
النوم الجيد: النوم غير المنتظم أو الأرق من أهم أسباب ارتفاع الكورتيزول.
ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني المعتدل يُقلل من مستويات التوتر ويُحسن نوعية النوم.
تمارين التنفس العميق والتأمل: تفعّل الجهاز العصبي اللاودي وتقلل إفراز الكورتيزول.
الضحك والمشاركة في أنشطة ممتعة: الضحك يرفع هرمونات السعادة مثل الإندورفين، ما يخفّض تلقائيًا الكورتيزول.
العلاقات الداعمة: تجنّب الصراعات، والحرص على علاقات إنسانية صحية، يساهم في تقليل الضغط النفسي.
ارتفاع الكورتيزول ليس مجرد استجابة طبيعية للتوتر... بل قد يكون مؤشرًا خطرًا لا يجب تجاهله.
بين التوعية الطبية، والتغييرات اليومية البسيطة، والرجوع إلى الطبيب عند الحاجة، يمكننا جميعًا أن نحافظ على توازن هذا الهرمون الحساس، ونتجنب ما يُعرف طبيًا بـ"خطر التوتر الصامت".
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية