تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : ألفاظ الأطفال الجارحة.. بين تقليد الكبار وحاجة إلى الاحتواء
source icon

دار المعارف

.

ألفاظ الأطفال الجارحة.. بين تقليد الكبار وحاجة إلى الاحتواء

كتب:دار المعارف

قد يُفاجئكِ طفلكِ أحيانًا بكلمة غير لائقة لم تعهديها منه، فتشعرين بالدهشة وربما الغضب، لكنّ رد الفعل الانفعالي ليس الحل. فالألفاظ البذيئة عند الأطفال لا تعني سوء تربية بالضرورة، بل قد تكون انعكاسًا لما يسمعونه أو شعورًا خفيًا بعدم الاهتمام. وهنا تظهر أهمية التربية الواعية التي تُعلّم الطفل قيمة الكلمة وأثرها بطريقة هادئة وتربوية.
حين يتلفظ الطفل بوقاحة أو بكلمات غير لائقة، فإن الصراخ أو العقاب الشديد يزيد الموقف سوءًا، بينما الهدوء والحكمة هما الطريق الأنجح لتعديل السلوك.
في كثير من الأحيان، يكون السبب وراء الألفاظ الجارحة هو التقليد لما يسمعه من الآخرين في المدرسة أو عبر الشاشات، أو رغبته في لفت الانتباه حين يشعر بالتهميش داخل الأسرة.
 

ولذلك، يُنصح بأن يكون الوالدان قدوة لغوية وسلوكية أمام الطفل؛ فالكلمة التي يسمعها في البيت تُرسّخ في ذاكرته أكثر مما يتعلّمه خارجه. كما يجب تجنّب المزاح بالألفاظ البذيئة حتى وإن كان بشكل ساخر، لأن الطفل لا يفرّق بين الجِد والمزاح.

ولغرس قيمة الكلمة الطيبة، يمكن استخدام أساليب تربوية مبتكرة مثل لوحة القلوب البيضاء، حيث يوضَّح للطفل أن كل كلمة سيئة تترك نقطة سوداء، يمكنه مسحها بالاعتذار أو السلوك الحسن. بهذه الطريقة، يتعلّم أن الكلمة الطيبة اختيارٌ وسلوكٌ مسؤول، لا مجرد عادة لغوية.

تؤكد زينب مهدي، أستاذة الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أن التعامل مع الألفاظ غير اللائقة يحتاج إلى توازن بين الحزم والاحتواء، موضحة: "الأطفال لا يدركون بالضرورة معنى الكلمة التي يقولونها، بل يختبرون رد الفعل. لذلك، إذا كانت الاستجابة غاضبة أو صادمة، تتحول الكلمة إلى وسيلة لجذب الانتباه. الأفضل أن نُظهر رفضنا للسلوك لا للطفل، مع شرح بسيط يوضح لماذا الكلمة مؤذية."

وتضيف: "العقاب الجسدي أو التوبيخ الحاد يُنشئ خوفًا لا إدراكًا، بينما الحوار والتوضيح يغرسان الوعي والاحترام الذاتي. حين يشعر الطفل أن كلماته تهمّ الآخرين، سيتعلم اختيارها بعناية."

التربية اللغوية جزء من التربية الأخلاقية. فحين نعلّم أبناءنا أن الكلمة يمكن أن تجرح أو تُصلح، فإننا نبني جيلًا يعرف قيمة الحديث بلطف واحترام.
ابدئي من بيتكِ، بالكلمة الطيبة، والقدوة الحسنة، والأسلوب الهادئ، لأن الطفل الذي ينشأ في بيئة تتحدث بحب… سيتحدث للعالم بلغة طيبة أيضًا.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية