تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : كعك العيد جذور فرعونية ورمز للبهجة
source icon

دار المعارف

.

زيارة الموقع

كعك العيد جذور فرعونية ورمز للبهجة

  تمثل العادات الغذائية في مصر جزءًا أصيلًا من نسيجها الثقافي، حيث تتداخل الموروثات التاريخية مع الممارسات المعاصرة لتشكل هوية فريدة. ومن بين هذه العادات، تبرز صناعة كعك العيد كتقليد متجذر في الضمير الجمعي للمصريين، يرتبط بمناسبات دينية واجتماعية، خاصة عيد الفطر. لا يقتصر هذا التقليد على كونه مظهرًا احتفاليًا فحسب، بل يحمل في طياته دلالات تاريخية تعود إلى آلاف السنين، مما يجعله شاهدا على استمرارية التراث المصري عبر العصور.  

الجذور التاريخية لكعك العيد  

تشير الدراسات الأثرية إلى أن صناعة الكعك في مصر تعود إلى الحضارة الفرعونية، حيث ارتبطت بشكل وثيق بالطقوس الدينية والمعتقدات الفلكية. فقد رأى المصريون القدماء في الشكل الدائري للكعك تمثيلًا لقرص الشمس، الذي كان رمزًا مقدسًا في عقيدتهم. وتوضح النقوش الموجودة في مقبرة الوزير "خميرع" في الأقصر كيف كانت النساء يعدّن الكعك باستخدام العسل والسمن، ثم يزينّهُ بالفواكه أو العجوة، ليُقدّم كقربان للمعابد أو كهدية للكهنة.  

وفي عصور لاحقة، تطورت صناعة الكعك مع تعدد الثقافات التي مرت على مصر، مثل الدولة الطولونية والإخشيدية، حيث أضيفت لمسات فاخرة كحشو الكعك بالذهب. كما انتقل هذا التقليد إلى الحضارة اليونانية، مما يدل على تأثيره الثقافي الواسع.  

الأعياد في مصر القديمة وصناعة الكعك:

صنّف المصريون القدماء أعيادهم إلى أنواع متعددة، مثل "أعياد السماء" المرتبطة بالتقويم الفلكي، و"الأعياد الدنيوية" كالزراعية والجنائزية. وكانت هذه المناسبات تُحتفل بها عبر طقوس متنوعة، كترديد الأناشيد وتقديم القرابين، حيث استُخدمت كلمة "حب" (بمعنى عيد) للتعبير عن الفرح، كما في عبارة "حب نفر" أي "عيد سعيد".  

وكان "فصل أخت" (فصل الفيضان) من أكثر الأوقات احتفالًا، حيث انتقلت عادة صناعة الكعك من عيد رأس السنة إلى سائر المناسبات، مع تطوير أشكالها ونقوشها. ففي الدولة القديمة، زُينت الفطائر بالتعاويذ، واقترنت الاحتفالات بالتبرع بالطعام للفقراء أو تقديمه قرابين للآلهة.  

استمرارية التقليد حتى اليوم
 
ما يزال كعك العيد يحتفظ بمكانته في المجتمع المصري، ليس فقط كطعام، بل كرمز للترابط الأسري والبهجة الجماعية. فطقوس تحضيره تكرس قيم المشاركة والتوارث، مما يجعله جسرًا بين الماضي والحاضر. وهذا يؤكد أن العادات المصرية، رغم تغير الزمن، تحافظ على جوهرها كإرث إنساني حي.  

تمثل صناعة كعك العيد نموذجًا حيًا لتراث مصري متعدد الطبقات، يجمع بين الدين والتاريخ والاجتماع. فدراسة هذه العادة لا تكشف فقط عن جذورها الضاربة في القدم، بل تؤكد أيضًا قدرة التراث على التكيّف والاستمرار، ليبقى جزءًا من الهوية المصرية التي تتجدّد دائمًا مع الاحتفال بكل عيد.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية