تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : الصحة العالمية: نحتاج إلى 856 مليون دولار لمواجهة الأزمات الصحية في غزة وسوريا والسودان
source icon

دار المعارف

.

زيارة الموقع

الصحة العالمية: نحتاج إلى 856 مليون دولار لمواجهة الأزمات الصحية في غزة وسوريا والسودان

قالت الدكتورة حنان البلخي  مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق  المتوسط، لأول مرة منذ توليت منصبي، نجد أنفسنا أمام لحظة تجمع بين الأمل والحذر. فوقف إطلاق النار لا يزال مستمرًا في غزة، وتم تمديده في لبنان، بينما شهدت سوريا تحولًا سريعًا في المشهد الإنساني. في مستهل هذه الإحاطة، أود أن أعبر عن أملي في أن يكون وقف إطلاق النار خطوة نحو إرساء سلام دائم، وليس مجرد هدنة مؤقتة. وأتذكر هنا كلمات الصبي أشرف من غزة، الذي قال: “نأمل أن يكون وقف إطلاق النار حقيقيًا… لا تخذلونا كما يحدث كل مرة.”
 
أزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة: الحاجة الملحة لاستعادة الخدمات الصحية
ربما شاهدتم جميعًا الصور المؤلمة للعائلات العائدة إلى شمال غزة، حيث لم تجد منازلها سوى أكوام من الركام. عاد مئات الآلاف إلى أحياء مدمرة بلا مرافق صحية تقريبًا، مما يجعل استعادة الخدمات الصحية الأساسية أولوية قصوى خلال هذه الأسابيع من وقف إطلاق النار.
 
ولكن الأضرار ليست مادية فحسب، بل إن الآثار النفسية لهذه الحرب لا يمكن قياسها. الجميع في غزة يعيش في حالة حزن عميق وصدمات نفسية جماعية. لقد عانى السكان من مستويات عنف لا يمكن تصورها، وواجهوا شهورًا من نقص الغذاء والماء، وسهروا ليالي طويلة على وقع الطائرات المسيرة والقصف المستمر. ولذلك، يمثل دعم الصحة النفسية محورًا أساسيًا في استجابتنا، إذ نعمل على توفير الدعم النفسي للأفراد والعائلات لمساعدتهم في مواجهة هذه الأزمات.
 
ضرورة السلام الشامل وإعادة بناء المرافق الصحية في فلسطين
 
يجب ألا يكون وقف إطلاق النار في غزة على حساب تصعيد العنف في مناطق أخرى. فقد شهدت الضفة الغربية منذ أكتوبر 2023 هجمات مستمرة على مرافق الرعاية الصحية، مما يستدعي تدخلًا عاجلًا لإصلاح هذه المنشآت وضمان توفير الخدمات الطبية لجميع السكان.
 
وفي هذا السياق، لا يمكن الحديث عن الاستجابة الإنسانية دون الإشارة إلى الأهمية الحاسمة لدور الأونروا. فقد فُرض على هذه الوكالة الأممية إخلاء مقرها في القدس الشرقية بحلول الغد، مما يهدد قدرتها على تقديم الخدمات الأساسية لملايين الفلسطينيين. أؤكد هنا أن الأونروا لا غنى عنها، ولا يوجد أي كيان آخر قادر على تقديم المعونة في غزة بنفس الكفاءة والفعالية. في هذا التوقيت الحرج، لا يمكن لغزة أن تستغني عن الأونروا، خاصة في ظل الحاجة الماسة للجهود الإنسانية.
 
سوريا: بين الأزمات والصمود.. دعم النظام الصحي أولوية
 
قبل أيام، اختتمت زيارتي إلى سوريا، حيث التقيت بأشخاص أظهروا إصرارًا ملهمًا على بناء مستقبل أفضل رغم عقود من الصراعات والعقوبات. وأولوياتنا هناك واضحة:
توفير الخدمات الصحية الطارئة بشكل عاجل.
دعم السلطات الصحية في جهود التعافي.
إعادة بناء نظام صحي أقوى وأكثر قدرة على مواجهة الأزمات المستقبلية.
 
نحن ملتزمون بالحفاظ على التقدم الذي تم إحرازه، وبناء نظام صحي يستطيع الصمود أمام التحديات المستقبلية.
 
السودان: مواجهة تفشي الكوليرا وسط أزمة إنسانية متفاقمة
 
لا تزال الأزمة الإنسانية في السودان معقدة ومليئة بالتحديات. ومع ذلك، نعمل بلا توقف لاحتواء فاشيات الأمراض، حتى في ظل أصعب الظروف. منذ الإعلان عن تفشي الكوليرا، قمنا بدعم حملات التطعيم الفموي ضد المرض في ثماني ولايات، واستفاد منها 7.4 مليون شخص. كما أنشأنا وحدات متخصصة لعلاج الكوليرا ونقاطًا لتعويض السوائل، إلى جانب تعزيز أنظمة الترصد لمنع تفاقم الوباء.
 
إن أهمية هذه التدخلات لا تقتصر على إنقاذ الأرواح في السودان فحسب، بل تمتد أيضًا إلى حماية الصحة العامة في جميع أنحاء الإقليم. فما يحدث في منطقتنا له تأثير مباشر على الأمن الصحي العالمي، مما يجعل تعزيز قدرة النظم الصحية على الصمود أولوية استراتيجية.
 
تعزيز قدرات العاملين الصحيين: إطلاق مركز إقليمي لعلاج المصابين بالرضوح
 
إلى جانب الاستجابة للطوارئ، نستثمر أيضًا في تطوير الكوادر الطبية وتعزيز جاهزيتها. وفي الأسبوع المقبل، سنطلق مركزًا تعاونيًا جديدًا في قطر لعلاج المصابين بالرضوح. وسيعمل هذا المركز على:
تقديم تدريبات عملية متخصصة للفرق الجراحية، بما يشمل الجراحين وأخصائيي التخدير وكوادر التمريض.
تحسين مهارات التعامل مع الإصابات البالغة في مناطق النزاع.
نشر أحدث الممارسات في جراحات الحرب في جميع أنحاء الإقليم.
 
نداء عاجل: 856 مليون دولار لإنقاذ الأرواح ودعم النظم الصحية
 
قبل أن أختتم، أود أن أؤكد على الحاجة الملحة لتمويل الاستجابة الصحية في منطقتنا. نحتاج إلى 856 مليون دولار أمريكي لمواجهة الأزمات الصحية العاجلة في غزة وسوريا والسودان وبلدان أخرى. ولكن نقص التمويل في عام 2024 أدى إلى تخفيضات خطيرة في العمليات الصحية المنقذة للأرواح.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية