تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : الستر أبلغ من الترند… رسالة دار الإفتاء بعد صور حسن شحاتة
source icon

دار المعارف

.

الستر أبلغ من الترند… رسالة دار الإفتاء بعد صور حسن شحاتة

في زمن تسابق فيه الجميع على توثيق كل لحظة ومشاركتها، تتوارى أحيانًا حدود الإنسانية أمام عدسات الهواتف، فيتحول المرض – وهو أشد لحظات ضعف الإنسان – إلى مشهد عام يُتداول بلا مراعاة للشعور أو للكرامة. وبينما ترتفع أصوات الدعاء، يعلو معها نداءٌ أهم يذكّرنا بأن الستر قيمة، وأن الرحمة ليست صورة بل موقف، وأن احترام الإنسان واجبٌ لا يُعلّقهُ ظرف… حتى وإن كان مرضًا.

ينبّه الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إلى أصلٍ شرعي عميق حين قال: «ادعُ له بالشفاء، ولا تجعله مادةً للمشاهدة»، وذلك تعليقًا على ما انتشر من صور لبطل الكرة المصرية حسن شحاتة وهو يمر بأزمة صحية مؤخرًا.

وقد عبّر الدكتور عن صدمته مما يتم تداوله عبر مواقع التواصل، مستحضرًا المعنى الشرعي الذي يؤكد أن الإسلام حفظ كرامة الإنسان في حال الصحة والمرض، فلم يفرّق بين قوته وضعفه، بل شدّد على حرمة كشف حال المريض أو تصويره وهو في أقصى درجات الاحتياج للستر، لا للعرض.

ويرى أن تصوير المريض وهو يعاني ألمًا شديدًا لا يدخل فقط في دائرة مخالفة الذوق العام، بل يقترب من انتهاك مقاصد الشريعة التي تجعل صيانة الكرامة الإنسانية أصلًا ثابتًا. وحتى إذا أذن المريض أو أحد من ذويه بالتصوير، يبقى نقل صورته للعامة خروجًا على الأدب، وإخلالًا بالرحمة التي لا تُقاس بالإذن وحده، بل بما يوافق مقاصد الستر والاحترام.

ويقدّم الدكتور خمس توجيهات إنسانية وأخلاقية لحماية المريض، أولها أن يكون الستر هو المعيار الحاكم في التعامل مع لحظات الضعف، تمامًا كما يحب الإنسان أن يُصان حين يكون في قوته وعافيته. ويحذر من تحويل الألم إلى محتوى، مؤكدًا أن فراش المرض ليس مشهدًا مُعدًّا للاستهلاك الرقمي، ولا مادة لقياس التفاعل أو حصد التعاطف السطحي.

كما يدعو إلى طلب الدعاء بالكلمة، لا بالصورة؛ فالمقصد يتحقق دون الحاجة إلى إظهار حالة المريض، وذلك عبر نشر اسمه وصفته وطلب الدعاء له بأسلوب أكثر احترامًا وإنسانية. ويحذّر كذلك من الأذى غير المباشر الذي قد تسبّبه الصورة، فقد تكون بابًا للعين أو للشماتة أو لكسر خاطر الأسرة والأحبة دون قصد من الناشر.

ويختتم بأن أجمل ما يُقدّم للمريض هو حفظ صورته عن العيون، وأن أصدق الدعاء هو ما كان في ظهر الغيب؛ فالأول يصون كرامته في الدنيا، والثاني يرفع مقامه في الآخرة.

وفي رسالة محبة واحترام قال الدكتور: «ألف سلامة على الكابتن حسن شحاتة… نسأل الله له الشفاء والعافية، وأن يلهمنا جميعًا أدب الرحمة قبل نشر أي شيء.»
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية