تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الصمت في الحياة الزوجية ليس دائمًا علامة رضا ولا بالضرورة دليل غضب، بل قد يكون وسيلة للتأمل وإعادة التوازن.
ومع ذلك، قد يتحول هذا الصمت إلى حاجز عاطفي قاسٍ عندما يُستخدم للهروب من المواجهة أو كأداة للسيطرة على الطرف الآخر.
كثير من الزوجات يشتكين من الزوج الصامت الذي ينسحب من الحوار تاركًا شريكته فريسة للحيرة والقلق.
فهل صمت الزوج قوة أم ضعف؟ ومتى يكون حكمة ومتى يصبح هروبًا مدمّرًا للعلاقة؟
لماذا يلتزم بعض الأزواج الصمت؟
يختلف السبب من رجل لآخر؛ فالبعض يرى في الصمت وسيلة للسيطرة على غضبه وتجنّب التصعيد، بينما يعتبره آخرون أداة للضغط النفسي أو حتى عقاب عاطفي للشريكة. وهناك من لم يتعلّم منذ طفولته التعبير عن المشاعر بالكلمات، فيجد في الصمت ملاذًا يحميه من المواجهة.
وهنا يظهر الفارق بين الصمت الصحي المؤقت الذي يتيح التهدئة، والصمت المؤذي الذي يتحول إلى انسحاب وجفاء عاطفي.
تقول د. ميرفت ممدوح – استشاري العلاقات الأسرية
"لا يمكن أن نضع كل الأزواج الصامتين في قالب واحد. هناك صمت مؤقت وصحي يساعد الرجل على التفكير بهدوء بعيدًا عن الانفعال، وهذا مقبول بل أحيانًا ضروري. لكن عندما يصبح الصمت عادة مستمرة، ويتحول إلى وسيلة للهروب من المشاكل أو لفرض السيطرة على الزوجة، فإننا أمام ما أسميه (الإساءة العاطفية الصامتة).
هذا النوع من الصمت قد يترك أثرًا نفسيًا مدمرًا على الزوجة، لأنها تشعر بالتجاهل والعزلة وكأنها غير مرئية. أنصح الزوجات بعدم الدخول في مواجهة حادة مع الزوج الصامت، بل بمحاولة فتح حوار تدريجي بلغة هادئة وبعيدة عن الاتهام. كما أن الاتفاق المسبق على قواعد للتواصل – مثل تأجيل النقاش لفترة محددة ثم العودة للحديث – يساعد على منع تراكم الخلافات وتحول الصمت إلى جدار عازل بين الزوجين."
وتوضح د. فاطمة مهدي – أخصائية العلاج النفسي الأسري
"كثير من الرجال يجدون صعوبة حقيقية في التعبير عن مشاعرهم. هذا لا يعني أنهم لا يحبون زوجاتهم، بل لأنهم ببساطة لم يتعلموا منذ الطفولة كيف يحوّلون مشاعرهم إلى كلمات. بالنسبة لهؤلاء، الصمت ليس قسوة بل وسيلة دفاعية ضد الإحراج أو النقد.
هنا يأتي دور الزوجة في توفير الأمان العاطفي لزوجها: الاستماع له دون مقاطعة، احترام مساحته الشخصية، وعدم السخرية من محاولاته في التعبير.
هذه الأمور الصغيرة تجعل الرجل يشعر بالقبول، ومع الوقت قد يصبح أكثر استعدادًا للانفتاح ومشاركة مشاعره لفظيًا.
وأحب أن أنبّه أن الضغط المستمر على الزوج لإجباره على الكلام قد يأتي بنتائج عكسية. الأفضل أن تبادله الزوجة مشاعرها بصدق وهدوء، فهذا يشجعه تدريجيًا على كسر حاجز الصمت.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية