تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
قد نصادف في حياتنا رجالًا بالغين في العمر، لكن سلوكياتهم تكشف عن طفل مدلل يرفض المسؤولية ويبحث دائمًا عمّن يرعاه. هذه الظاهرة تُعرف في علم النفس باسم "الرجل الطفل"، وهي ليست مجرد وصف عابر بل نمط نفسي واجتماعي آخذ في الانتشار، يثير قلق الخبراء لما يسببه من خلل في العلاقات الإنسانية والأسرية.
يشير مصطلح "الرجل الطفل" (Man-child) إلى رجل ناضج جسديًا لكنه عالق نفسيًا وعاطفيًا في مرحلة الطفولة. يتميز هذا النمط بالسلوك الاعتمادي، التهرب من المسؤوليات، الحساسية المفرطة، وعدم القدرة على إدارة شؤون حياته باستقلالية.
بحسب المتخصصين، قد تنشأ هذه الحالة نتيجة تربية مفرطة في الحماية، أو غياب القدوة الذكورية، أو عوامل نفسية تعيق النمو العاطفي. ويُصنَّف في علم النفس تحت ما يُعرف بـ"النضج المؤجل" أو "التثبيت التطوري".
ومن أبرز سمات "الرجل الطفل":
التهرب من المسؤولية وإلقاء عبء القرارات على الآخرين.
الاعتمادية العاطفية المفرطة والبحث عن شريكة تقوم بدور "الأم".
نوبات غضب وسلوكيات درامية عند مواجهة الضغوط.
ضعف في إدارة المال أو الاستقرار المهني.
توضح د. هالة عبد العزيز – أستاذة علم النفس الإكلينيكي
أن شخصية "الرجل الطفل" تمثل تحديًا كبيرًا في العلاقات العاطفية، حيث تتحول العلاقة غالبًا إلى نمط غير متكافئ يشبه علاقة "الأم والطفل"، مما يرهق الشريكة نفسيًا. وتشير إلى أن التغيير ممكن فقط إذا توافرت الرغبة الداخلية لدى الرجل للاعتراف بالمشكلة والبحث عن علاج نفسي يساعده على تحمل المسؤولية تدريجيًا.
ويرى دكتور أحمد رضوان – أستاذ علم الاجتماع
أن الظاهرة لها بعد اجتماعي يرتبط بتغيّرات في أنماط التربية الحديثة، حيث يعتمد بعض الآباء على تدليل الأبناء وحمايتهم المفرطة من الضغوط. ويؤكد أن هذه الممارسات تنتج جيلًا يفتقر إلى المهارات الاجتماعية والنفسية اللازمة لمواجهة تحديات الحياة. ويضيف أن إصلاح الظاهرة يحتاج إلى وعي أسري مبكر يوازن بين الرعاية ومنح الاستقلالية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية