بعد سنوات من الاعتماد على الزيوت النباتية المصنعة ، بدأ كثيرون يعودون لاستخدام الدهن البقري بوصفه خيارًا طبيعيًا وأكثر أمانًا في الطهي.

وبينما كان يُعتبر قديمًا جزءًا أساسيًا من المطبخ التقليدي، تؤكد الدراسات الحديثة وأراء خبراء التغذية أنه يحمل فوائد غذائية متعددة إذا استُخدم باعتدال.

يقول الدكتور عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية ، إن الدهن البقري كنز صحي طبيعي كان أجدادنا يستخدمونه قبل ظهور الزيوت النباتية المهدرجة، مشيرًا إلى أنه يُعد من أكثر أنواع الدهون استقرارًا وصلاحية للطهي.

ويشرح الدكتور سلامة طريقة تحضيره قائلاً:
“يُستخرج الدهن البقري من قطع الدهن في جسم البقرة، ثم يُذاب على نار هادئة حتى ينفصل السائل عن الأنسجة الصلبة، وبعد تصفيته وتركه ليبرد، يصبح قوامه شبيهًا بالزبدة، وعند تسخينه مجددًا يتحول إلى سائل يشبه الزيت، وهو ما يُعرف باسم البيف تالو أو كما كان يُطلق عليه قديمًا: الذهب السائل.”

ويعدد أخصائي التغذية أبرز فوائد الدهن البقري، موضحًا أنه:

1. دهون طبيعية 100% لا تحتوي على إضافات كيميائية أو معالجة صناعية، ما يجعلها أقرب إلى الزبدة والسمن البلدي في قيمتها الغذائية.


2. يتحمل درجات الحرارة العالية دون أن يتأكسد أو يفسد، مما يجعله مثاليًا للقلي أو الطهي الحراري الطويل.


3. يساعد في توازن الهرمونات وصحة القلب والدماغ عند استخدامه باعتدال، بفضل احتوائه على دهون مشبعة طبيعية يحتاجها الجسم.
4. غني بالفيتامينات الذائبة في الدهن مثل A وD وE وK، التي تدعم المناعة والبشرة وصحة العظام.


5. يمكن إعادة تسخينه أكثر من مرة دون أن يفسد بسرعة، بعكس الزيوت النباتية التي تتأكسد وتنتج مركبات ضارة عند الاستخدام المتكرر.


ويؤكد الدكتور سلامة أن الاعتقاد الشائع بأن الدهون الحيوانية مضرة ليس دقيقًا، موضحًا أن الضرر لا يأتي من الدهن نفسه، بل من الإفراط في تناوله أو استخدام أنواع غير نقية. وأضاف أن الدهن الطبيعي النقي يساعد على تحسين الهضم، وزيادة الإحساس بالشبع، ورفع مستوى الطاقة.

ويختتم حديثه قائلاً: “العودة إلى الدهن البقري ليست رجوعًا إلى الماضي، بل عودة إلى الأصل الطبيعي للطعام. الزيوت المصنعة هي التي سببت للجسم مشكلات التهابات واضطرابات هرمونية، أما الدهن الحيواني النقي فهو غذاء متوازن إذا استُخدم باعتدال وحكمة.”