تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > دار المعارف : الخطر الخفي هل أصبح الذكاء الاصطناعي شبحا يهدد الصحة النفسية للشباب؟
source icon

دار المعارف

.

زيارة الموقع

الخطر الخفي.. هل أصبح الذكاء الاصطناعي شبحا يهدد الصحة النفسية للشباب؟

في عصرٍ يزداد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي، في أدق تفاصيل حياتنا، بدايةً من البحث عن المعلومات عن كل شيء مجهول بالنسبة لنا، وصولًا إلى درجة الصداقة ثم التعلق العاطفي لدى البعض، خاصةً فئة الشباب، التي أصبح الكثير منها يعاني من الاضطرابات النفسية؛ بسبب كثرة ارتباطهم به بصورةٍ تجعلهم يشعرون وكأنه ليس مجرد تطبيق يوفر المعلومات عما يبحثون عنه، بل يتعاملون معه وكأنه صديق قريب، أو شريك حياة، لا يشعرون بالأمان إلا بالحديث معه!

في هذا السياق، تحدث الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لـ «بوابة دار المعارف الإخبارية » عن مخاطر الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بشكلٍ مفرط، وتداعياته على «فئة الشباب» الأكثر اعتمادًا عليه.

استخدام مرضي

وقال: الأزمات النفسية موجودة بالفعل لدى فئة الشباب في هذا العصر وبشكلٍ كبيرِ ولها أسباب متعلقة بالدراسة والبحث عن العمل والمقارنات الدائمة، فالتحدث مع «الشات جي بي تي»، ليس هو سبب وجودها، ولكنه يفاقم من الأزمة التي تكون موجودة داخل الشخص، فالذكاء الاصطناعي عبارة عن عامل مؤثر، في حال سوء استخدامه، خاصةً لدى فئة الشباب، لأنهم يتعاملون على أنه صديق «بني آدم».

وأضاف «فرويز»: وتعد الفتيات الأكثر تضررًا من الشباب في هذا الأمر؛ لأنهن يتحدثن معه عن أسرارهن، بحثًا عن الأمان، فالبنت دائمًا في رحلة بحث عن الأمان، وفي حال عدم توافره من قبل الأب أو الأم، تلجأ إلى الحديث مع «الشات جي بي تي»؛ لأن الذكاء الاصطناعي دائما ما يُعطي الإجابة النموذجية على كافة الأسئلة، وهذا يُعد خطرًا شديدًا؛ لأن الإنسان ليس من المفترض أن يحصل على الإجابة النمودجية دائمًا، التي تصلح للرد على الناس جميعهم، بل الإنسان في حاجة للإجابة الأنسب وليس الأفضل؛ لأن كل إنسان له ما هو مناسب لحالته وليس الأفضل.

 

تعلق وهمي

وأشار استشاري الطب النفسي إلى أن دائما ما تحدث أزمة خطيرة أثناء تعامل الفتيات مع الذكاء الاصطناعي وهي «التعلق»، وهذه الأزمة ليست مقتصرة على الذكاء الاصطناعي، فمعظم الفتيات اللواتي في مقتبل عمرهن ويخدعهن لجلسات علاج نفسية، إذا كان عُمر الطبيب متقاربًا من عُمر تلك الفتاة دائما ما يحدث تعلق من قبل المريضة تجاه طبيبها؛ وهذا يرجع إلى كونها اعتادت الحديث معه باستمرار عن ما تعاني منه، فتبدأ تلقائيًا تشعر بأنه هو الوحيد الذي يسمع لها ويهتم بحل أزماتها، وتنسى إن هذا هو عمله، ولكن دائما ما يحدث هذا التعلق، وهذا ما يحدث بالفعل أثناء تعاملها مع الذكاء الاصطناعي.

حرمان عاطفي 

واستكمل «فرويز»: أزمة التعلق بالذكاء الاصطناعي يمكن أن تتعمق وتصل إلى حد الحب لدى بعض الشباب، فيبدأوه يجعلونه صاحب القرار الأول في حياتهم، ولا يمكن أخذ أي قرار دون الرجوع إليه، ومعرفة رأيه أولًا، والتي هي إجابة نموذجية وتتسم بالعقلانية الشديدة، وهذا يسمي اضطرابًا ناتجًا عن كون هذه الفتاة أو هذا الشاب في الأساس غير سوي نفسيًا، وهذا يرجع إلى أن كون الأسرة نفسها غير مترابطة ومتشاركة مع بعضها، فـ بالتالي تنشأ البنت أو الشاب في بيئة تعاني من الحرمان العاطفي، وشعورهم بالأمان ومستوى الثقة بالذات بيكون منخفض، وكل هذا الحرمان يجعل الشباب تلجأ إلى إشباعه بالحديث مع «الشات جي بي تي».

تداعيات كارثية 

وعن تداعيات هذا التعلق على الصحة النفسية، قال «فرويز»: الإنسان يبدأ في البحث عن العاطفة والشعور بالأمان بدايةً من 14 عامًا، لإشباع هاتين العاملين أن لم يجدهم داخل الأسرة يبدأ تلقيًا في البحث عنهما مع أي أحد أو مكان آخر، فيلجأ إلى الذكاء الاصطناعي، ويتحدث معه بشكلٍ مفرطٍ ويبدأ يتخيل أنه شخص وله وجود، وهُنا ممكن أن يصل الشخص في فترة معينة من التعلق الشديد إلى انهيارٍ عصبي، ثم اكتتاب وانفصام في الشخصية، وممكن أن يقوم بالانتحار بسبب تعلقه بشيء ليس له وجود على أرض الواقع، فالمخاطر كارثية، وكل شيء وارد، لذلك على الأسرة أن تكون دائما مترابطة ولا تترك أبناءها يبحثون عن الأمان خارج محيطها.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية