تمثل الحضانات بيئة أساسية للتعليم والنمو في المراحل الأولى من حياة الطفل. لكن هل كل الحضانات تقدم نفس المستوى من الجودة؟ دراسة حديثة أجرتها جامعة فرجينيا تناولت الفروق بين الحضانات الرسمية وغير الرسمية، وسلطت الضوء على أهمية وجود معايير تعليمية ومؤهلات مهنية للعاملين فيها لضمان تقديم رعاية تعليمية ذات جودة عالية للأطفال.

أوضحت الدراسة أن الأطفال الذين يلتحقون بالحضانات الرسمية يستفيدون من بيئة تعليمية محفزة أكثر مقارنة بالرعاية المنزلية غير الرسمية. يعود ذلك إلى مستوى تأهيل العاملين، حيث كشفت الإحصائيات أن:

56% من العاملين في الحضانات الرسمية يحملون مؤهلات عالية في التعليم المبكر.

بينما 9% فقط من مقدمي الرعاية المنزلية يتمتعون بالمؤهلات ذاتها.

وتُظهر الدراسة أن الحضانات الرسمية توفر برامج تعليمية مهيكلة تسهم في تطوير المهارات الاجتماعية، العقلية، والحركية للأطفال، في حين تفتقر العديد من الرعايات المنزلية إلى هذه البرامج بسبب نقص التدريب أو الموارد.

وقدم الخبراء القائمين على الدراسة مجموعة من التوصيات إلا وهى:

تعزيز التدريب المهني: أكدت الدراسة على ضرورة توفير برامج تدريب مستمر للعاملين في الحضانات، خاصةً في مجالات التعليم المبكر.

تشجيع الاستثمار في الحضانات الرسمية: تعزيز وصول العائلات إلى الحضانات ذات الجودة العالية من خلال دعم حكومي أو برامج دعم مالي.

تطوير معايير وطنية لجودة الرعاية: وضع إطار واضح لتقييم أداء الحضانات ومدى توافقها مع احتياجات الأطفال في سنواتهم الأولى.

وتشير نتائج الدراسة إلى أن جودة الحضانات لا تؤثر فقط على النمو الحالي للأطفال، بل تمتد آثارها إلى مستقبلهم التعليمي والاجتماعي. لذا، ينبغي أن يكون تحسين جودة الحضانات أولوية مجتمعية لضمان بداية قوية ومتكافئة لجميع الأطفال.