تعد منتجات الألبان من أهم مصادر الكالسيوم والبروتين لنمو الطفل، إلا أن اختيار نوع الجبن المناسب يمثل تحديًا كبيرًا أمام الأمهات، خاصة مع انتشار الأنواع المصنعة التي تحتوي على زيوت مهدرجة ومواد حافظة قد تضر بصحة الصغار. ومع اختلاف أنواع الجبن بين الطبيعي والمصنع، يبقى السؤال: أيها آمن لطفلك وأيها يجب تجنبه؟

تؤكد الأبحاث الحديثة أن الجبن يمكن تقديمه للأطفال بعد عمر ستة أشهر، حيث يحتوي على بكتيريا نافعة تساعد في تحسين الهضم، ويقلل من الإمساك، كما يعد مصدرًا غنيًا ب الكالسيوم والبروتين، مما يعزز بناء العظام ويقوي المناعة.

لكن لا جميع أنواع الجبن مناسبة للأطفال، فبحسب دراسة صادرة عن المعهد الألماني للتغذية، فإن الجبن الكريمي والمثلثات من أكثر الأنواع ضررًا لصغار السن، نظرًا لاحتوائها على زيوت مهدرجة مثل زيت النخيل، وهي مواد تُستخدم لإطالة مدة الصلاحية وتقليل التكلفة، لكنها ترفع من معدلات الالتهابات في الجسم وتزيد خطر السمنة المبكرة والسكري ومشكلات القلب والكلى.

كما أن بعض الشركات تضيف مستحلبات كيميائية مثل فوسفات الصوديوم والبوتاسيوم لتحسين القوام والطعم، وهي مواد قد تؤثر على خلايا المخ، وترتبط في بعض الدراسات بزيادة فرص الإصابة باضطرابات النمو العصبي لدى الأطفال.

أما الجبن الصحي فيجب أن يُصنع من الحليب الطبيعي وليس من الزيوت النباتية، ويفضل أن يكون قليل الملح لتجنب إرهاق الكلى في مرحلة مبكرة. ويعد جبن القريش خيارًا مثاليًا لأنه غني ب الكالسيوم والبروتين، ويمكن تحسين طعمه بخلطه مع القليل من الزعتر أو زيت الزيتون أو الطماطم. كما يُسمح بتقديم أنواع طبيعية من الجبن الشيدر بشرط أن تكون من شركات موثوقة ومصنعة من الحليب البقري الكامل.

توضح الدكتورة مروة عبد الله، أخصائية تغذية الأطفال، أن «اختيار نوع الجبن لا يقل أهمية عن اختيار الحليب نفسه، فالأجبان المصنعة من الزيوت المهدرجة ترفع الكوليسترول الضار وتؤثر سلبًا على المناعة. من الأفضل أن تقرأ الأم الملصق الغذائي جيدًا وتتجنب أي منتج يحتوي على دهون نباتية أو فوسفات مضافة».

وتضيف: «الأفضل تقديم الجبن الطبيعي من مصدر موثوق مع الالتزام بالكميات المناسبة لعمر الطفل، وتجنب الأنواع المنكهة أو الملونة التي قد تحتوي على مواد حافظة ضارة».

اجعلي اختيارك ذكيًا وامنحي طفلك طعامًا طبيعيًا قدر الإمكان، فكل ما يستهلكه في سنواته الأولى يضع الأساس لصحة جسده ومناعته في المستقبل.