تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إن التحديات التي نواجهها في زمن الحروب والصراعات تتطلب منا أن نكون أقوياء ومتحدين، لا فقط جسديًّا، ولكن أيضًا عقليًّا وعاطفيًّا. هذه الفترة يمكن أن تُعد فُرصة للنمو والتطور إذا استطعنا التأقلم والصمود في وجه التحديات.
وعن خطورة التوتر على صحتنا وكيفية إدارته التوتر وأساليب مواجهته ..
يقول أستاذ دكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، إن التوتر النفسي أو الإجهاد (Stress) هو رد فعل لأي تغيير يتطلب تكيفًا أو استجابة، ويتفاعل الإنسان مع هذه التغيرات باستجابات جسدية وعقلية وعاطفية. ويعد التوتر جزءًا طبيعيًّا من الحياة، وقد يكون ناتجًا عن عوامل بيئية أو جسمية أو فكرية. وقد تكون المستويات الصغيرة من التوتر مرغوبة ومفيدة وحتى صحية، حيث يساعد الضغط الإيجابي على تحسين الأداء، ويُعد عاملًا على التحفيز والتكيف ورد الفعل تجاه البيئة.
ويوضح دكتور محمد أن المستويات المرتفعة من التوتر يمكن أن تؤدي إلى ضرر جسدي ونفسي، مثل: الإصابة بالسكتات الدماغية، والنوبات القلبية، والقرحة، والأمراض النفسية مثل الاكتئاب.
وأشار إلى أن ليست هي الأحداث والصدمات التي تسبب لنا التوتر، ولكن تقديرنا لهذه الأحداث والصدمات هو الذي يؤثر فينا، وأيضًا تصورنا لكيفية التعامل مع هذه الضغوط، والرصيد النفسي الذي نملكه، والدعم الاجتماعي الذي نتلقاه، والجوانب الدينية والروحية التي تمنحنا الصمود والصلابة.
ويتابع الطبيب النفسي أنه ومن الناحية الفسيولوجية يكون للضغوط المزمنة تأثير سلبي أكبر في صحة الأفراد من تأثير الضغوط اليومية التي لها بداية ونهاية، فعلى سبيل المثال، الضغوط اليومية كازدحام المرور والواجبات المنزلية والخلافات العائلية تسبب ضررًا أكبر على صحة الفرد على المدى الطويل من حدوث وفاة في العائلة أو خسارة مال وغير ذلك.
ولإدارة التوتر أو التعامل مع المشاعر السلبية التي تنتج عن التوتر بطريقة بنّاءة (غالبًا ما تكون التكيف)، فيقول دكتور المهدى إنه يمكن اتباع الآتى:
• الفكاهة: حيث يخطو الفرد خارج ظرف معين لكسب منظور أكبر، ولتسليط الضوء على أي جوانب فكاهية قد تكون موجودة في الظروف العصيبة التي يواجهها.
• التسامي: يتيح المجال لـ «حل غير مباشر» لصراع أو نزاع دون أن ينتج عنه أية عواقب وخيمة أو فقدان الرغبة، وتتيح هذه الآلية في الأساس توجيه المشاعر المزعجة إلى مخرجات مقبولة اجتماعيًّا.
• إعادة التقييم الإيجابي: بمعنى إعادة توجيه الأفكار (الطاقة المعرفية) إلى أشياء جيدة قابلة للحدوث أو التنفيذ. وهذا يمكن أن يؤدّي إلى نمو ونضج الشخصية، والتأمل الذاتي، وإدراك قدرات الشخص وإمكانياته.
• الترقّب والإيثار والمراقبة الذاتية.
• التثبيط العقلي/وآليات التنصل: تؤدي هذه الآليات إلى ضعف الوعي حيال حالات القلق والأفكار المهددة والمخاوف وغيرها.
• الإزاحة: ويكون هذا عندما يعيد الفرد توجيه مشاعره عن وضع معين إلى وضع آخر أقل تهديدًا.
• الكبت: يحدث عندما يحاول الفرد إزالة أفكاره ومشاعره أو أي شيء مزعج أو مجهد يهدد إدراكه وذلك للانفصال عن الوضع برمته.
• التكوين العكسي: حيث يبدل الأفراد مشاعرهم أو أفكارهم أو سلوكهم بالضد، وهي محاولة إزالة أية أفكار غير مقبولة من وعي الشخص عن طريق استبدال أفكار عكسية تمامًا بها.
ويصيف دكتور محمد أن هناك استراتيجيات للتكيف والصمود في زمن الحروب وفي ضوء التطورات المتسارعة والصراعات المنتشرة التي يشهدها العالم والمنطقة، وتلك الآليات يمكن أن تساعد في مواجهة القلق والضغوط والتوتر، وهي:
• تهيئة بيئة عمل محفزة: في ظل الأوقات الصعبة التي يشهدها العالم والصراعات المتنامية، ينبغي لبيئة العمل أن تكون داعمة ومحفزة للعاملين؛ حيث يتيح لهم ذلك بناء قدراتهم وتعزيز إنتاجيتهم رغم التحديات.
• تطوير مهارات إدارة التوتر: من المهم أن يتعلم الأفراد كيفية التعامل مع التوتر وإدارته بفاعلية، وذلك من خلال تبني تقنيات الاسترخاء والتأمل التي تعزز الهدوء الداخلي والتفاؤل.
• التمسك بروح التفاؤل والأمل: ينبغي للأفراد الإيمان بأن هناك ضوءًا في نهاية النفق، وأن التحديات الحالية ليست إلا محطات مؤقتة في رحلة الحياة، مما يعزز من قدرتهم على المواجهة بإيجابية وصلابة.
• تنظيم الوقت وتحديد الأولويات: في هذه الظروف الاستثنائية، يصبح تنظيم الوقت وتحديد الأولويات أمرًا بالغ الأهمية. يجب بالتالي تخصيص الجهد والوقت لإكمال المهام الأساسية والمهمة بكفاءة، من خلال تحديد الأهمية النسبية لكل مهمة وترتيبها وفقًا لذلك.
• استراحات منتظمة وتنويع الأنشطة: في ظل الظروف القاسية التي نمر بها، تتضح أهمية العمل على الحفاظ على توازن صحي بين العمل والراحة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية