يؤكد الدكتور أحمد السمان، استشاري الروماتيزم وأمراض المفاصل، أن تكرار التهاب العين – خصوصًا في القزحية – قد يكون جرس إنذار لمرض مناعي مرتبط بالروماتيزم، وليس مجرد عدوى ميكروبية عابرة.

ومن هنا تبرز أهمية التفرقة بين النوعين والتشخيص المبكر لتجنب مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فقدان النظر. كيف نميز بين الالتهاب المناعي والميكروبي؟ الالتهاب الميكروبي (بكتيري أو فيروسي): يظهر عادة مع إفرازات أو صديد، والتهاب في القرنية أو الملتحمة، وغالبًا ما يصاحبه حرارة أو عدوى في أماكن أخرى من الجسم، كما يستجيب بسرعة للمضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات.

الالتهاب المناعي (مرتبط بالروماتيزم): يتميز بغياب الإفرازات، مع وجود احمرار شديد في العين، ألم حاد، وحساسية قوية للضوء. غالبًا ما يتكرر في نفس العين أو بالتناوب بين العينين، وقد يسبق أو يصاحب أعراضًا روماتيزمية أخرى في المفاصل أو الجلد.

أمراض مناعية مرتبطة بالتهاب القزحية التهاب القزحية المناعي قد يظهر مع عدة أمراض، منها: التهاب الفقار اللاصق (Ankylosing Spondylitis): الأكثر شيوعًا، ويسبب نوبات حادة متكررة. متلازمة بهجت (Behçet): من أخطرها على العين، وقد تؤدي إلى فقدان البصر إن لم تُعالج بشكل صحيح.

التهاب المفاصل الصدفي (Psoriatic Arthritis): أقل شيوعًا لكنه قد يكون مزمنًا. الروماتويد (RA): يظهر بدرجة أقل في القزحية، لكنه يظل احتمالًا قائمًا. الساركويد: يسبب التهابًا قزحيًا مزمنًا قد يكون حُبيبيًا. العلاج في البداية يعتمد على قطرات الكورتيزون، مع موسعات الحدقة، وأحيانًا أقراص أو حقن كورتيزون. في الحالات المتكررة أو الشديدة قد تُستخدم أدوية مثبطة للمناعة.

العلاجات البيولوجية (مثل أداليموماب وإنفليكسيماب) تُوصَف إذا تكررت النوبات أكثر من مرتين إلى ثلاث مرات في السنة، أو في حال حدوث مضاعفات رغم العلاج التقليدي، أو مع الأمراض الشديدة مثل بهجت أو التيبس مع التهاب عنيد.

المضاعفات المحتملة عند تأخر العلاج التصاقات داخل العين. ارتفاع ضغط العين (جلوكوما). إعتام عدسة (كتاراكت). ضعف شديد أو فقدان كامل للبصر. المتابعة الصحيحة يشدد د.

السمان على أن التعامل مع التهاب القزحية المناعي يتطلب تعاونًا بين طبيب العيون المتخصص في أمراض القزحية لمتابعة العين، وطبيب الروماتيزم لتشخيص المرض المناعي وضبط العلاج المناسب. التهاب القزحية المتكرر ليس مجرد عرض عابر، بل قد يكون إنذارًا مبكرًا لأمراض مناعية خطيرة. والتشخيص المبكر مع المتابعة الدورية يقللان من فرص المضاعفات ويحافظان على صحة العين والبصر.