التنمر في المدارس أصبح من أبرز التحديات التي تواجه الأطفال في بيئتهم التعليمية، سواء كان تنمرا لفظيا، جسديا أو حتى عبر الإنترنت.

هذا السلوك لا يترك أثرا نفسيا فقط، بل قد يؤثر على تحصيل الطفل الدراسي وثقته بنفسه على المدى الطويل. وهنا تأتي المسؤولية المشتركة بين الأهل والمعلمين لاتخاذ خطوات عملية لحماية الأطفال وتعزيز بيئة مدرسية آمنة وصحية.

يقول د. محمد عبدالعزيز، استشاري علم نفس تربوي، أن هناك خطوات عملية للأهل:

1. فتح قنوات التواصل: الاستماع للطفل بعناية دون إصدار أحكام، وتشجيعه على مشاركة ما يتعرض له.

2. تعزيز الثقة بالنفس: تذكير الطفل بقيمته وتشجيعه على ممارسة أنشطة يحبها، لتقوية إحساسه بذاته.

3. تعليم مهارات المواجهة: مثل قول "توقف" بحزم أو الابتعاد عن الموقف واللجوء لشخص بالغ موثوق.

4. التواصل مع المدرسة: عند ملاحظة علامات التنمّر، يجب التعاون مع المعلمين والإدارة لإيجاد حلول.

وخطوات عملية للمعلمين:

1. مراقبة سلوك الطلاب: الانتباه للتغيرات المفاجئة في سلوك الطفل أو تفاعلاته مع الآخرين.

2. تطبيق قواعد واضحة: وضع قوانين ضد التنمّر وتوضيح عواقبه لجميع الطلاب.

3. خلق بيئة داعمة: تعزيز ثقافة الاحترام والتعاون من خلال الأنشطة الصفية والجماعية.

4. التدخل السريع: التعامل بجدية مع أي حالة تنمّر وعدم تجاهلها أو التقليل من أثرها.

ويضيف د. محمد:
"التنمر المدرسي ليس مجرد خلاف بين أطفال، بل هو سلوك يحتاج لتدخل واع من الأهل والمعلمين معا. الطفل المتنمر يحتاج إلى دعم نفسي يحميه من آثار التجربة، بينما الطفل المتنمّر يحتاج إلى التوجيه لفهم عواقب أفعاله. الحل الفعّال يكمن في بناء بيئة مدرسية قائمة على الاحترام والوعي."

التعامل مع التنمّر يتطلب جهدًا مشتركًا من البيت والمدرسة، فحين يجد الطفل دعمًا متكاملًا، يمكنه استعادة ثقته بنفسه ومتابعة يومه الدراسي بأمان. والوقاية تبدأ دائمًا من تعزيز قيم الاحترام والتسامح بين الطلاب