يعتبر التبول اللاإرادي عند الأطفال من المشكلات الشائعة التي تؤرق الكثير من الآباء والأمهات، خاصة عندما يستمر الطفل في التبول أثناء النوم بعد سن معينة.

ويثير هذا الأمر قلق الأسرة، ما يدفع البعض إلى اتباع أساليب قاسية في التعامل مع الطفل، مثل العقاب أو التوبيخ، دون إدراك أن المشكلة قد تكون لها أبعاد نفسية أو طبية تحتاج إلى علاج مناسب.

في هذا التقرير، يوضح د. محمود كامل، طبيب الأطفال، أهم أسباب التبول اللاإرادي، أنواعه، وطرق التعامل الصحيحة معه.

متى يصبح التبول اللاإرادي مشكلة؟

يؤكد د. محمود كامل أن السن الرسمية التي يمكن عندها اعتبار التبول اللاإرادي مشكلة طبية هي خمس سنوات. فبعض الأطفال يتأخرون في التحكم بالمثانة مقارنة بغيرهم، وهذا أمر طبيعي نظرًا لاختلاف تطور القدرات الجسدية والعصبية بين الأطفال.

أنواع التبول اللاإرادي

هناك نوعان رئيسيان من التبول اللاإرادي:
1. التبول الأولي: حيث لا يتمكن الطفل من التحكم في التبول منذ ولادته ولم يمر بفترة 6 أشهر متواصلة من الجفاف.
2. التبول الثانوي: حيث يكون الطفل قد تمكن من التحكم في التبول لفترة لا تقل عن 6 أشهر، ثم يعود للتبول اللاإرادي مرة أخرى، وهو غالبًا مرتبط بأسباب نفسية أو صحية طارئة.

أسباب التبول اللاإرادي عند الأطفال

يعدد د. محمود كامل مجموعة من الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه المشكلة، ومنها:
1. سوء التدريب على استخدام الحمام: عدم اتباع أسلوب تدريجي صحيح في تدريب الطفل على التحكم في التبول.
2. تناول مشروبات تحتوي على الكافيين: مثل الشاي، القهوة، المشروبات الغازية، والشوكولاتة، حيث تعمل هذه المواد كمدرات للبول.
3. تناول كميات كبيرة من الطعام والسوائل قبل النوم: مما يؤدي إلى امتلاء المثانة أثناء النوم وعدم القدرة على التحكم.
4. مشاكل في التنفس أثناء النوم: مثل اللحمية، حساسية الأنف، أو حساسية الصدر، والتي تؤثر على النوم وتسبب تبولًا لا إراديًا.
5. الإمساك المزمن: حيث يؤدي إلى ضغط زائد على المثانة، مما يقلل من قدرتها على التمدد واستيعاب البول.
6. العوامل النفسية: مثل القلق، التوتر، الخوف، أو حدوث تغييرات كبيرة في حياة الطفل، مثل فقدان أحد أفراد الأسرة أو المشاكل الأسرية.
7. التهابات المسالك البولية أو زيادة نسبة الأملاح: والتي تسبب تهيج المثانة وزيادة الحاجة إلى التبول.
8. أسباب طبية أخرى: مثل العيوب الخلقية في المسالك البولية، مشاكل الكلى، أمراض السكر، أو اضطرابات الهرمونات.

كيفية التعامل مع التبول اللاإرادي وعلاجه

يؤكد د. محمود كامل أن التعامل مع الطفل يجب أن يكون برفق وصبر، مع اتباع الخطوات التالية:
1. تقليل تناول السوائل قبل النوم، خاصة المشروبات المدرة للبول.
2. تجنب الأطعمة المالحة والمحفوظة التي قد تزيد من نسبة الأملاح في الجسم.
3. منع المشروبات التي تحتوي على الكافيين، واستبدالها بالحليب أو المشروبات الصحية.
4. عدم معاقبة الطفل أو السخرية منه، بل تشجيعه وتحفيزه عند الاستيقاظ بجفاف.
5. تعويد الطفل على دخول الحمام قبل النوم والتأكد من تفريغ المثانة بالكامل.
6. إيقاظ الطفل مرة أو مرتين خلال الليل لاستخدام الحمام.
7. التأكد من تدفئة الطفل جيدًا أثناء النوم.
8. استخدام نظام المكافآت لتحفيز الطفل عند تحسن حالته.
9. تدريب الطفل على تأخير التبول تدريجيًا خلال النهار لزيادة قوة المثانة.
10. تجنب استخدام الحفاضات بعد عمر 5 سنوات لأنها تعزز الشعور بالأمان الزائف.
11. معالجة المشكلات النفسية التي قد تكون وراء المشكلة.
12. مراجعة الطبيب في حال استمرار المشكلة لاستبعاد أي أسباب عضوية وعلاجها بشكل صحيح.

متى يحتاج الطفل إلى العلاج الدوائي؟

يشير د. محمود كامل إلى أن 90% من الحالات تتحسن مع اتباع التعليمات السابقة دون الحاجة إلى أدوية، لكن في بعض الحالات التي تستمر لفترة طويلة دون تحسن، يمكن اللجوء إلى العلاج الدوائي تحت إشراف الطبيب المختص.

التبول اللاإرادي عند الأطفال مشكلة تحتاج إلى تفهم وصبر من الأهل، وليس إلى عقاب أو توبيخ. ومن خلال اتباع الأساليب الصحيحة في التعامل، يمكن مساعدة الطفل على تجاوز هذه المرحلة بثقة وأمان. وفي حال استمرار المشكلة، فإن استشارة الطبيب المختص هي الخطوة الأمثل لتحديد السبب ووضع خطة علاجية مناسبة.