مع التقدم في السن، يبدأ هرمون الذكورة "التستوستيرون" في الانخفاض تدريجيًا، ما قد ينعكس على القوة الجسدية، والطاقة، وحتى الحالة المزاجية لدى الرجال. وللأسف، يلجأ البعض إلى مكملات صناعية قد تؤدي إلى نتائج عكسية وتوقف عمل الغدد الطبيعية. لكن المفاجأة أن الحل قد يكون بسيطًا وطبيعيًا، وموجودًا في مطبخك.. البصل. في هذا التقرير، يوضح د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، كيف يمكن للبصل أن يدعم صحة الرجال ويحافظ على هرموناتهم بشكل طبيعي وآمن.

البداية من التستوستيرون
يقول د. عماد سلامة إن هرمون التستوستيرون هو المسؤول الأساسي عن رجولة الرجل، بدءًا من نمو شعر الذقن والصدر، مرورًا ببناء العضلات، وصولًا إلى الحفاظ على طاقته وقوته الجنسية. هذا الهرمون يبلغ ذروته في مرحلة الشباب، لكن مع التقدم في السن، وتحديدًا بعد سن الأربعين، يبدأ في الانخفاض بمعدل 1% تقريبًا كل عام.

خطر المكملات الصناعية
للأسف، كثيرون يلجأون لتعويض النقص في التستوستيرون عبر المكملات والحقن والكبسولات، سواء بوصف طبيب أو بناءً على نصيحة مدرب في صالة الجيم. لكن الخطر الحقيقي – كما يحذر د. عماد – أن إدخال الهرمون من الخارج يجعل الغدة المسؤولة عن إنتاجه تتوقف عن العمل تدريجيًا، مما يؤدي إلى خلل هرموني طويل الأمد.

الحل في البصل!
المفاجأة التي تكشفها الدراسات الحديثة أن البصل يمكن أن يكون محفزًا طبيعيًا وفعالًا لإنتاج التستوستيرون. السر يكمن في أنه يزيد من إفراز هرمون LH (الهرمون المنشط للجسم الأصفر)، والذي يحفز بدوره الخصيتين على إنتاج التستوستيرون.

ووفقًا لما يقرب من 29 دراسة، فإن تناول البصل بانتظام قد يرفع مستويات التستوستيرون بنسبة تصل إلى 75%، مما يجعله بديلًا طبيعيًا وآمنًا للمكملات الصناعية.

فوائد إضافية مذهلة
إلى جانب دوره في تعزيز التستوستيرون، يتمتع البصل بعدة فوائد أخرى، منها:

مقاومة الإنسولين: يساعد على تحسين حساسية الجسم للإنسولين.

مضاد أكسدة قوي: يساهم في تقليل تأثير الجذور الحرة.

مضاد للسرطان: يحتوي على مركبات تقلل احتمالات الإصابة بالسرطان.

دعم الدورة الدموية: يعزز إنتاج أكسيد النيتريك الضروري لصحة القلب والأوعية.

غني بمركب الكيرسيتين: وهو مركب نباتي فعال موجود بتركيز عالٍ في البصل مقارنة بالخضروات الأخرى، ويُثبت علميًا أنه يرفع هرمون LH، ويقلل ضغط الدم، ويقي من المياه البيضاء على العين، وله تأثيرات مضادة للالتهاب والحساسية.

كيف تستفيد من البصل؟
أفضل طريقة للاستفادة من البصل هي تناوله نيئًا، إذ يحافظ على أعلى تركيز من المركبات المفيدة، خاصة الكيرسيتين. لكن حتى عند الطهي الخفيف أو التشويح السريع، يظل البصل محتفظًا بقدر من فائدته، شرط عدم المبالغة في تسويته.

نمط حياة داعم لهرموناتك
في النهاية، يؤكد د. عماد أن الحفاظ على التوازن الهرموني لا يقتصر على الغذاء فقط، بل يشمل أيضًا:

النوم الجيد

تقليل التوتر

التغذية المتوازنة

ممارسة الرياضة بانتظام

لأن كل هذه العوامل تؤثر بشكل مباشر على هرمونات الجسم، وعلى رأسها التستوستيرون، الذي يمثل – بحسب وصفه – "أهم حاجة في حياة كل راجل".

في عالم يميل للخيارات السريعة والمكلفة، قد يكون الحل الحقيقي في شيء بسيط وطبيعي كالـ"بصل". فقبل أن تبحث عن الحقن والدواء، ابحث في طبق سلطتك.. قد تجد فيه أكثر مما تتوقع.