الإمساك عند الأطفال مشكلة شائعة، لكنها قد تكون خفية وغير ملحوظة في كثير من الأحيان، مما يجعل تأثيراتها السلبية تتراكم مع الوقت. هذه الحالة، التي يُطلق عليها "الإمساك الخفي"، لا تسبب فقط شعورًا بالانزعاج، لكنها قد تؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة تطال الجهاز الهضمي، المسالك البولية، وحتى نفسية الطفل. في هذا التقرير، نسلط الضوء على أبعاد هذه المشكلة وتأثيراتها طويلة المدى وكيفية التعامل معها بشكل فعّال.

يقول الدكتور محمد حمدى طبيب الأطفال وحديث الولادة، الإمساك خطير على الأطفال لعدة أسباب:

1. تمدد القولون وآلام البطن:

مع تراكم البراز في القولون على مدى طويل، يبدأ القولون بالتمدد كالبالون. هذا يؤدي إلى ضغط على الجدار العصبي للقولون، مما يسبب ألمًا مزمنًا وتقلصات مستمرة يشعر بها الطفل.

2. تأثير الإمساك على المثانة:

القولون الممتلئ يضغط على المثانة القريبة منه، مما يمنع المثانة من إفراغ البول بشكل كامل. هذا يؤدي إلى ركود البول وزيادة احتمالية الإصابة بالتهابات في المسالك البولية. الطفل قد يبدأ بالشعور بحاجة متكررة للتبول دون القدرة على إخراج كمية كافية.

3. مشكلات الجهاز الهضمي:

الضغط الناتج عن القولون الممتلئ يؤثر على المعدة، مما يؤدي إلى شعور دائم بالشبع أو فقدان الشهية. الأطفال المصابون غالبًا ما يأكلون كميات صغيرة جدًا ويشتكون من آلام في المعدة.

وعن ألاعراض المرتبطة بالإمساك الخفي يقول طبيب الأطفال: 
ألم في البطن والمعدة غير مستجيب للعلاج التقليدي.
التهابات بولية متكررة وحمى مجهولة المصدر.
فقدان شهية مزمن بسبب شعور الطفل بالامتلاء.
تبول لا إرادي قد يكون أوليًا أو ثانويًا.
وأشار دكتور محمد إلى أنه يمكن تشخيص الإمساك الخفي بسهولة من خلال طرح 6 أسئلة محددة للأم والطفل. إذا أظهرت الإجابات وجود مشكلتين من أصل 6، يتم تأكيد التشخيص. بالإضافة إلى ذلك، يمكن استخدام أشعة بسيطة تُظهر تراكم البراز بشكل واضح.

ويوضح أن علاج الإمساك الخفي يتطلب وقتًا وصبرًا، وقد يمتد لعدة شهور. العلاج يعتمد بشكل كبير على تغيير النظام الغذائي للطفل، والذي يجب أن يكون متوازنًا ومخصصًا وفقًا لحالة كل طفل. الالتزام بالعلاج يضمن تحسن الأعراض واختفاء المشكلات المرتبطة بها تمامًا.

ويقول دكتور محمد أن الإمساك الخفي هو مشكلة صحية قد تبدو بسيطة لكنها تحمل في طياتها آثارًا سلبية خطيرة. من الضروري توعية الأهل بأهمية متابعة عادات طفلهم الغذائية وإجراء الفحوصات اللازمة عند ظهور الأعراض، لأن التشخيص المبكر والعلاج الفعّال يمكن أن يغير مسار حياة الطفل تمامًا.