تفاجأ كثير من الأمهات بظهور تسوس مبكر في أسنان أطفالهن، أحيانًا قبل أن يبلغ الطفل عامه الثاني، وهي حالة قد تبدو غير مألوفة، لكنها في الحقيقة شائعة، وقد تتحول إلى مشكلة حقيقية ما لم يُتدارك الأمر مبكرًا.
في هذا السياق، يوضح الدكتور محمود كامل، طبيب الأطفال، الأسباب المحتملة لهذا النوع من التسوس وسبل الوقاية والعلاج.

تسأل إحدى الأمهات بقلق:
"ابنتي تبلغ من العمر سنة ونصف، وبدأت تظهر على أسنانها علامات تسوس!"
فيجيب الدكتور محمود:
"تسوس الأسنان في هذا العمر أمر شائع، لكنه غير طبيعي، ويتطلب تدخلاً سريعًا قبل أن يتفاقم الوضع."

أسباب التسوس المبكر لدى الأطفال:

1. الرضاعة الليلية دون تنظيف الفم بعدها، سواء كانت الرضاعة طبيعية أو صناعية.

2. الإفراط في تناول العصائر المحلاة أو الأطعمة السكرية.

3. إهمال تنظيف الأسنان أو اللثة بعد الوجبات.

4. استخدام الزجاجة (الببرونة) لفترات طويلة، خاصة أثناء النوم.

ما الذي ينبغي فعله؟

1. زيارة طبيب أسنان متخصص في الأطفال:

من الضروري عرض الطفل على طبيب الأسنان حتى لو كان في عمر صغير، إذ يوجد أطباء متخصصون في التعامل مع الأسنان اللبنية.

يمكن للطبيب تنظيف الأسنان أو إجراء حشو بسيط لمنع تفاقم التسوس.

الفحص المبكر يحد من تطور المشكلة ويحافظ على باقي الأسنان.

2. العناية اليومية بالأسنان في المنزل:

تنظيف الأسنان مرتين يوميًا باستخدام فرشاة صغيرة ومعجون مخصص للأطفال (بكمية صغيرة تعادل حجم حبّة أرز).

تجنّب العصائر الصناعية والحلويات بين الوجبات.

بعد الرضاعة الليلية، يجب تنظيف الفم بالماء أو باستخدام قطعة شاش مبللة.

3. تعديل العادات الغذائية:

تقليل كميات السكريات والعصائر في النظام الغذائي للطفل.

تشجيع الطفل على شرب الماء بعد الرضاعة أو تناول الطعام.

هل هناك علاج منزلي للتسوس؟
التسوس لا يزول من تلقاء نفسه. قد تساعد العناية اليومية في إبطاء تطوره، لكنها لا تغني عن زيارة طبيب الأسنان، الذي يقيّم الحالة ويحدد العلاج المناسب.

حتى في عمر سنة ونصف، يُعد ظهور التسوس مؤشرًا يستوجب التدخل السريع. زيارة طبيب أسنان الأطفال في هذه المرحلة ضرورية للحفاظ على صحة الفم وتجنّب المضاعفات المستقبلية. فالعناية المبكرة بالأسنان اللبنية تمهّد لطفولة صحية وأسنان دائمة سليمة.