‏بعد  35عامًا على عرض فيلم Home Alone لأول مرة، لا يزال منزل عائلة «مكاليستر» واحدًا من أكثر البيوت شهرة في تاريخ السينما، ورمزًا لموسم الأعياد حول العالم.
‏ القصر الذي شهد مغامرات الطفل كيفن في مواجهة اللصوص، عاد مؤخرًا إلى دائرة الضوء بعد بيعه رسميًا بملايين الدولارات، ليطرح سؤالًا متجددًا: ماذا حدث لمنزل Home Alone الحقيقي؟.

‏‏منزل Home Aloneصنع أسطورة سينمائية لا تنسى

عرض فيلم Home Alone في نوفمبر 1990، وسرعان ما تحول إلى أيقونة سينمائية مرتبطة بالكريسماس، وواحد من أنجح أفلام العائلة في تاريخ هوليوود.

‏تدور أحداث الفيلم حول الطفل كيفن مكاليستر، الذي يُترك بالخطأ وحيدًا في منزله بينما تسافر عائلته لقضاء عطلة عيد الميلاد في باريس، ليجد نفسه مضطرًا للدفاع عن منزله بذكاء وحيل مبتكرة ضد لصين يحاولان اقتحامه.

‏لكن نجاح الفيلم لم يكن قائمًا فقط على القصة أو أداء ماكولي كولكين، بل لعب المنزل نفسه دورًا أساسيًا في ترسيخ سحر الفيلم في ذاكرة الجمهور

‏‏كيف اختير منزل «مكاليستر» ليكون بطلًا صامتًا؟
‏
‏المخرج كريس كولومبوس كشف في مقابلات سابقة أن اختيار المنزل لم يكن عشوائيًا، بل استغرق أسابيع من البحث في ضواحي شيكاغو الشمالية.

‏وأوضح أن فريق العمل كان بحاجة إلى منزل يخدم الحبكة من الناحية البصرية، ويتيح تنفيذ المشاهد الخطرة والفخاخ التي نصبها كيفن، وفي الوقت نفسه يبدو دافئًا ومخيفًا قليلًا، بما يناسب خيال طفل ترك وحيدًا.

‏وعندما عثر على المنزل المناسب، كان القرار فوريًا، ليصبح القصر جزءًا لا يتجزأ من هوية الفيلم.

‏‏الموقع الحقيقي لمنزل Home Alone
‏
‏‏وفقا لموقع people يقع المنزل الحقيقي في 671 شارع لينكولن بمدينة وينيتيكا، إحدى ضواحي شيكاغو الراقية في ولاية إلينوي.

‏المنزل مبني على الطراز الجورجي الاستعماري عام 1921، ويضم خمس غرف نوم وستة حمامات، بمساحة تتجاوز 9 آلاف قدم مربعة.

‏ويحتوي القصر على العديد من المرافق الفاخرة، من بينها صالة رياضية، وبار متكامل، وسينما منزلية، ومساحات ترفيهية واسعة، بالإضافة إلى ملعب رياضي داخلي، ما يعكس طبيعة الحياة الثرية التي ظهرت في الفيلم.

‏من سكن المنزل أثناء تصوير الفيلم؟
‏
‏عاشت عائلة أبيندشين في المنزل أثناء تصوير Home Alone.

‏جون أبيندشين وزوجته السابقة سينثيا ديمبس انتقلا إلى القصر عام 1989، أي قبل عام واحد فقط من عرض الفيلم، وعاشا فيه مع ابنتهما لورين.

‏خلال التصوير، استخدم المنزل فقط للمشاهد الخارجية، بينما تم بناء ديكورات داخلية مطابقة لغرفه داخل الاستوديوهات. ومع ذلك، أصبحت العائلة جزءًا من تاريخ الفيلم، سواء أرادت ذلك أم لا.
‏
‏
‏الشهرة المفاجئة… نعمة أم عبء؟
‏
‏بعد النجاح الساحق للفيلم، تحول المنزل إلى مزار غير رسمي لعشاق Home Alone.

‏تدفقت السيارات والزوار لالتقاط الصور أمامه، خاصة خلال مواسم الأعياد، ما فرض واقعًا جديدًا على سكانه.

‏لورين أبيندشين تحدثت لاحقًا عن تلك الفترة، مؤكدة أن الأمر كان غريبًا في البداية، لكنه تحول مع الوقت إلى تجربة مميزة، حيث شعرت العائلة بأنها تشارك الجمهور سحر الفيلم وذكرياته.

 

‏بيع المنزل بعد أكثر من 20 عامًا
‏
‏وفي تقرير عن مجلة people  أنه في عام 2012، قررت عائلة أبيندشين بيع المنزل بعد أن غادرت الابنة منزل الأسرة.

‏ومنذ ذلك الحين، انتقل القصر بين عدة ملاك، إلى أن عاد مجددًا إلى دائرة الاهتمام الإعلامي في مايو 2024، عندما طرح للبيع بسعر 5.25 مليون دولار.
‏
‏
‏
‏ماكولي كولكين… مالك محتمل
‏
‏‏اللافت أن بطل الفيلم نفسه، ماكولي كولكين، فكر في شراء المنزل في لحظة عفوية.

‏الممثل صرح مازحًا بأنه فكّر في امتلاكه «من باب المرح»، معترفًا بأنه لم يكن ينوي السكن فيه، بل تحويله إلى منزل ترفيهي يتيح للمعجبين إعادة تمثيل مشاهد الفيلم.

‏لكن الفكرة توقفت سريعًا بسبب انشغاله بحياته العائلية وأطفاله.

 

‏بيع رسمي بمبلغ قياسي
‏
‏‏لم يستغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى عثر المنزل على مشترٍ جديد.

‏وفي يناير 2025، أُعلن رسميًا بيع قصر Home Alone مقابل 5.5 مليون دولار، في صفقة اعتبرت تتويجًا لمكانته الفريدة في تاريخ السينما وذكريات الأعياد.
‏
‏
‏
‏
‏هل يمكن زيارة منزل Home Alone اليوم؟
‏
‏‏رغم شهرته العالمية، فإن منزل Home Alone غير مفتوح للجمهور، ولا يسمح بدخوله أو زيارته من الداخل.

‏كل ما يمكن لعشاق الفيلم فعله هو مشاهدة الواجهة الخارجية من مسافة، احترامًا لخصوصية الملاك الحاليين.

‏ومع ذلك، شهد المنزل تجربة استثنائية عام 2021، عندما أتاح موقع Airbnb إقامة لليلة واحدة فقط، ضمن حملة ترويجية، استضافها الممثل ديفين راتراي، الذي جسّد شخصية «باز» شقيق كيفن‏.