تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام : من غرفة القيادة والسيطرة للدفاع الجوي.. اللواء يحيى السنجق يسترجع ذكريات الاستنزاف والنصر
source icon

الأهرام

.

زيارة الموقع

من غرفة القيادة والسيطرة للدفاع الجوي.. اللواء يحيى السنجق يسترجع ذكريات الاستنزاف والنصر

كتب:مها سالم

49 عامًا مرت على نصر أكتوبر  1973، وما زال العالم يتأمل كيف استبسل المصريون في الذود عن أرضهم بشجاعة وبسالة، "بوابة الأهرام" تبحث في دفاتر النصر، تفتح الباب أمام حكايات الأبطال، لنعرف أبناءنا بما قدمه جيل النصر، حديثنا مع اللواء يحيى السنجق، أحد أبطال القوات المسلحة والذي تولي منصب مدير مكتب قائد قوات الدفاع الجوي وانقسمت فترة خدمته بين الوحدات القتالية و مراكز القيادة والسيطرة، لنستمع لشهادته عن الحرب من داخل غرفة قيادة الدفاع الجوي في حوار شامل  عن المقاتل ودور القوة الرابعة في قواتنا المسلحة وعن الاستفادة من النصر في الحاضر وعن الإنسان والفنان الذي أهدانا إحدى لوحاته:

ما سر تميز المقاتل المصري في حرب أكتوبر؟

 الروح المعنوية لأفراد القوات المسلحة من ضباط وصف وجنود من أهم عوامل الكفاءة القتالية، فمهما كان لدينا من معدات وأسلحة ستبقى كفاءة الفرد المقاتل هي الأساس، ففي نصر أكتوبر لم يكن السلاح سر تميزنا، ولكن تفوقنا بالروح المعنوية والقتالية، ولذلك فالتركيز في التدريبات يكون دائما على أن يكون الفرد المقاتل في أفضل حالاته النفسية، حتى يقاتل لآخر نفس ويصمد في وسط الميدان، ليس فقط لآخر طلقة، ولكن يقاتل ويناور حتى بعد انتهاء الذخيرة لآخر نقطة دم، فكلما كنا في روح معنوية أفضل، كلما كان أكثر إيلامًا للعدو.

 ماذا تعلمنا من هزيمة يونيو  للإعداد لنصر أكتوبر؟

5 يونيو 1967 كانت نقطة الانطلاق بعد الهزيمة التي مُنينا بها في هجوم مباغت للعدو على قواعدنا الجوية وتدميرها بالكامل، رغم أن القيادة السياسية  في ذلك الوقت كانت تتوقع هجوم العدو الإسرائيلي والرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان في زيارة لأحد القواعد الجوية في أبو صوير، واجتمع بالضباط والقوات الموجودة، وحضر المشير عبد الحكيم عامر، وقال لهم: "أتوقع هجومًا إسرائيليًا خلال 24 ساعة، وذلك يوم 3 يونيو، والغرب منع مصر من القيام بضربة استباقية لإجهاض الضربة الإسرائيلية، والمشير عامر رد على الرئيس بعبارة: "رقبتي يا ريس".

وحين درسنا أسباب الهزيمة وجدنا أن هناك عدة أسباب من بينها، عدم وجود خطط داخل الوحدات بمهام هجومية أو دفاعية، استدعاء الاحتياطي غير المدرب، سواء العساكر بملابس مدنية دون تأهيليهم، ما جعلهم عبئا على القوات المسلحة، وهناك  أيضًا اختيار القيادة العسكرية في ذلك الوقت والاعتماد على الثقة أكثر من الكفاءة، فأحاطت نفسها بمجموعة من أهل الثقة والعكس على مستوى القتال للوحدات.

 وفي ليلة ٥ يونيو تم الهجوم على الـ قواعد جوية، وكنت  يومها في قاعدة أنشاص الجوية تعرضت لهجوم في الساعة 8.20 صباحًا، ونجحنا في حماية عدد من الطائرات وفتحنا النيران على الطيران بالمدافع المضادة للطيارات، ولكن حدثت هجمات  متوازية على كل المطارات والطائرات  التي كانت مكشوفة بدون دشم وتحولت إسرائيل إلى الهجوم على القوات البرية في سيناء.

كيف بدأنا الإعداد لحرب أكتوبر بعد الاستفادة من دروس ٦٧؟

هناك الكثير من الدروس التي تعلمناها وتم تطبيقها  في أكتوبر، بالاستثمار في تدريب الأفراد وبذل الجهد والعرق في التدريب، لتوفير الدم في المعركة، وكذلك اختيار القادة من أهل الخبرة وتوفير الأسلحة المناسبة للأهداف وحسن انتقاء الجندي وتدريبه والاهتمام بالقوات الاحتياطية، بجانب وضع خطط للهجوم والدفاع، تماشيا مع الهدف.

ومن الدروس التي تعلمناها من يونيو 1967م، أن نؤمن أسلحتنا، فوضعنا الطائرات في دشم، بجانب خطط التمركز والتوزيع، ودراسة الأخطاء والعمل على تلافيها في خططنا المستقبلية وتطعيم القوات على خط القتال.

كيف تابعتم من غرفة قيادة الدفاع الجوي عبورنا لقناة السويس؟

عبرنا القناة في توقيتات قياسية على جميع المستويات، رغم تحديد الخبراء الروس أنه مع أول ساعة سنفقد نحو 20 ألف شهيد، ولكن في حقيقة الأمر لم نفقد 10% من ذلك العدد طوال المعركة التي استمرت حتى الـ 24 من أكتوبر، فنجحنا في العبور تحت غطاء الدفاع الجوي،  صاحب الدور البارز في تأمين قواتنا ومنع العدو من الاقتراب ، فنجحت قوات الدفاع الجوي بهجوم يتكون من عناصر الطائرات والصواريخ المضادة للطائرات وباقي الأسلحة حتى القوات البرية عبرت مستخدمة كباري العبور وكان إحساسهم كأنها نزهة على كوبري قصر النيل. 

ما دور قيادة قوات الدفاع الجوي في حرب أكتوبر 1973؟

قوات الدفاع الجوي هي القوة الرابعة من ضمن القوات المسلحة المصرية، والتي تضم: القوات البرية، القوات الجوية، القوات البحرية، قوات الدفاع الجوي، وهي القوة المسؤولة طبقا لقرار رئيس الجمهورية بإنشائها، لتصبح مسؤولة عن حماية الجمهورية من أي عدوان على مجالها الجوي والتعامل مع أي اختراق له بأسلحتها المختلفة، طبقا لخواصها التكتيكية والقتالية، متعاونة مع عناصر القوات الجوية من مقاتلات مخصصة لأغراض الدفاع الجوي. وتقود قيادة قوات الدفاع الجوي قواتها المتوفرة من صواريخ مضادة للطائرات التابعة "المتحركة والمحمولة" والمدافع والرشاشات مختلفة الأعيرة وأجهزة الرادار للإنذار المبكر عن الأهداف المقتربة من المجال الجوي، هذا بالإضافة إلى وحدات المراقبة بالنظر، من أفراد مدربين وأجهزة حرب لإليكترونية لأغراض التشويش الإليكتروني والسيطرة الإليكترونية.

وحتى تتمكن القيادات حسب مستوياتها القتالية: "كتائب، لواءات، فرق، مجموعات منفصلة" من إحكام السيطرة على وحداتها، تقوم بفتح غرف عمليات حسب كل تشكيل للسيطرة على وحدات التشكيل وقياداته عملياتيا وقتاليا، وتحقيق ذلك على مستوى قيادة قوات الدفاع الجوي. 

في حرب أكتوبر كانت تسيطر على جميع فرق الدفاع الجوي ومجموعاته المنفصلة وتنسيق التعاون مع القوات الجوية من خلال غرف عمليات شبه متصلة بكافة تشكيلات الدفاع الجوي على مدار اليوم وتجميع معلومات القتال لوحدتها، وتناور هذه الوحدات طبقا للموقف الاستراتيجي والتكتيكي أثناء سير القتال، كما أن من مسؤولياتها الدائمة توفير المعلومات الحديثة عن موقف العدو الجوي، وتوفير الخطط والأهداف المستقبلية والحالية ومنعه من تحقيق المفاجأة، وذلك بالتأكد من  كفاءة أجهزة الإنذار المبكر ووصول معلومات هذه الأجهزة إلى الوحدات للاستعداد لأي عمليات،  والعمل على تدمير الأهداف الجوية، وحرمانها من تنفيذ وتحقيق أهدافها من تدمير للمنشآت الحيوية في الجمهورية وتدمير تجمعات القوات البرية والجوية، ومن أهم الأدوار التي قامت بها قيادة قوات الدفاع الجوي أثناء حرب أكتوبر هي المناورة بالوحدات وبالأجهزة ووضع خطط الكمائن وتحريك حائط الصواريخ إلى خط القتال  وثبات خلال حرب الاستنزاف.

 نفذت قوات الدفاع الجوي دورها بامتياز خلال الحرب وكانت من أسباب النصر ، واستهلت المعركة يوم ٦ أكتوبر باطلاق مدفعيات القوات المسلحة المتواجدة فى خط القتال من مدافع ميدان وصواريخ تكتيكية يقدر عددها 2000 مدفع بقوة نيران استمرت لفترة 53 دقيقة بمعدل نيران 175 دانة فى الثانية بحوالى 10750 دانة فى الدقيقة لمدة 53 دقيقية , وعبرت القوات الجوية خط قناة السويس فوق رءوس قواتنا البرية على ارتفاعات منخفضة جدا مما رفع من معنويات المقاتل المصرى , وبدأت قوات الجيوش الميدانية فى عبور قناة السويس بواسطة 750 قاربا مطاطى و 1500 سلم حبل لتسلق المانع الترابى , واستخدمت طرمبات المياه فى تدمير ما تبقى من القذف المدفعى للمدفعيات وعبر 8000 جندى خلال 15 دقيقية الاولى , و113 الفا آخرين خلال 45 دقيقية و 33 الف جندى فى خلال ال 3 ساعات الاولى , ووضع قادة السريا والكتائب والفرق اقدامهم على الضفة الشرقية لقناة السويس خلال الساعات الاولى من الحرب ونجحت قوات الدفاع الجوى فى توفير الحماية الجوية والمظلة التى حمت القوات اثناء حشدها استعدادا للعبور، وأثناء عبورها أعطت لها الفرصة الكاملة فى انشاء 5 رءوس كبارى على الضفة الشرقية مما اعطى الفرصة لقوات المدرعات والمشاه المكانيكى من تدعيم الهجوم.

كيف أمكن إعداد أفراد القوات المسلحة  لخوض معركة  أكتوبر ٧٣؟

الفرد المقاتل  يقابله  في الإعداد مجموعة متكاملة  تعمل لنصل لمستوي قتالي عال ومتابعة كافة تفاصيل العمليات ، منها إعداد الأفراد من الإداريين؛ فالمقاتل يحتاج إلى الماء والغذاء والملبس والذخيرة والوقود ووسائل الانتقال والتجهيز الهندسي ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية،  والتجهيزات الهندسية التي لا غنى عنها لحماية المعدات وأماكن المبيت،  بالإضافة إلى الرعاية الصحية والإسعاف الفوري أثناء المعركة مع توفير الرعاية الاجتماعية  والمعنوية للفرد المقاتل، فكانت قيادة قوات الدفاع الجوي أثناء حربي الاستنزاف وأكتوبر تركز على الخطط الحربية وحماية الأهداف، وتقود العمليات الحربية بحنكة واقتدار من ناحية، ومن ناحية أخرى تعمل على توفير كافة احتياجات المقاتل حتى توفر له أفضل ظروف تزيد من تركيزه في المعركة، إنها منظومة متكاملة متشابكة لا يمكن فصلها أو تجزئتها، منظومة القيادة والسيطرة وإدارة عمليات القتال وقيادة القوات.

بعين الخبير الذي عاش في عهدهم كيف ترى رؤساء مصر منذ الرئيس عبد الناصر  إلى الرئيس السيسي؟

الحياة مثل الحرب تتكون من معارك قد تنتصر في بعضها ولا تنتصر في البعض الآخر، في أكتوبر اناصرنا في الكثير من المعارك، وربحنا الحرب، تعلمنا من أخطاء الماضي،، كل فرد في قواتنا المسلحة قام بدوره، وهناك الكثير من المزايا للقادة التي ساهمت في إحراز النصر، الرئيس عبد الناصر كان له دور في تحقيق النصر  فهو من قاد حرب الاستنزاف وأعاد تأهيل الجيش وكان ذا شخصية قوية والتفت حوله الأمة، والسادات كان سياسيا محنكًا ويكفيه فخرًا إصدار أمر القتال في أكتوبر 1973، وتوقيع معاهدة "كامب ديفيد" يستطيع أن يفهم العدو والصديق أنه لمصلحة مصر مستقبلًا، والمنطقة كلها والوطن العربي بأكمله كان مستعدا يحارب إسرائيل لآخر جندي لديهم وعرف متي يصدر قرار وقف الحرب ليكمل رحلة السلام، الرئيس مبارك أقدره كدور عسكري نجح في قيادة القوات الجوية في الحرب وموقفه عندما تولى الرئاسة،  فكان يسير  بخطوات جيدة لكن لي تحفظات عديدة على أدائه في آخر عشر سنوات لحكمه.

أما الرئيس عبد الفتاح السيسي  فهو هدية من السماء لإنقاذ الوطن من ظلام، كان من الممكن أن يستمر لألف عام، وربما أباد مصر من الوجود ويصبح من الصعب العودة إلى الدولة ذات الشأن والسيادة مرة أخرى، فحكم الميليشيات لا ينتج دولة، بل دمار وقتل، مثلما يحدث في أفغانستان وغيرها حاليا.

لا يمكن أن أنهي الحوار دون السؤال عن الفنون في حياة المقاتل؟

في الحقيقة، الرسم موهبتي التي تمثل متنفسًا لي، ابتدأ حبي للرسم منذ التحاقي بالمدرسة وتوقفت فترة وعدت بعدها لشغفي من جديد، أحب أيضًا المقتنيات القديمة سواء في الداخل أو الخارج أشتري منتجات فنية، او المصنوعة بمهارة وجمال، للاقتناء، وكذلك المقتنيات النادرة والفريدة مثل السيوف من الحرب العالمية الأولى.

المقاتل  المصري إنسان طبيعي وله حياة متكاملة وبطبيعة إعداده يقدم روحه فداء لمصر و لا يلجأ للعنف إلا دفاعا عن الوطن والمواطنين.

 
اللواء يحيى السنجق يسترجع ذكريات الاستنزاف والنصراللواء يحيى السنجق يسترجع ذكريات الاستنزاف والنصر
 
اللواء يحيى السنجق يسترجع ذكريات الاستنزاف والنصراللواء يحيى السنجق يسترجع ذكريات الاستنزاف والنصر

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية