تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام : من أجل الدفء احترق البيت.. أزمة وسائل التدفئة خطر صامت يحصد الأرواح في الشتاء
source icon

الأهرام

.

من أجل الدفء احترق البيت.. أزمة وسائل التدفئة خطر صامت يحصد الأرواح في الشتاء

مع انخفاض درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، يلجأ ملايين المواطنين إلى وسائل التدفئة المنزلية هربا من البرد القارس، إلا أن الاستخدام الخاطئ لتلك الوسائل يحوّلها في كثير من الأحيان من وسيلة أمان إلى مصدر خطر داهم، يتسبب في اندلاع الحرائق أو حالات اختناق وتسمم، خاصة بين الأطفال وكبار السن.

وتشير البيانات الرسمية إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات حرائق المنازل خلال أشهر الشتاء، حيث سجل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء عشرات الآلاف من حوادث الحرائق سنويا، تمثل الحرائق المنزلية نسبة كبيرة منها، وترتبط في معظمها بسوء استخدام أجهزة التدفئة والتمديدات الكهربائية، أو الإهمال داخل المنازل المغلقة.

أسباب شائعة وراء حرائق الشتاء

خبراء الحماية المدنية يؤكدون أن التدفئة الخاطئة تأتي على رأس أسباب الحرائق خلال فصل الشتاء، وفي مقدمتها تشغيل الدفايات الكهربائية الرديئة أو غير المطابقة للمواصفات، وتحميل "المقابس" الكهربائية بأحمال تفوق قدرتها، فضلا عن ترك المدافئ تعمل لساعات طويلة دون رقابة.

كما تمثل التوصيلات الكهربائية العشوائية والأسلاك القديمة أحد أخطر العوامل، خاصة في المنازل القديمة أو المكتظة بالسكان، حيث يؤدي الضغط الزائد على الشبكة إلى شرارات كهربائية قد تشعل الحرائق.

وإصافة إلي وضع مواد قابلة للاشتعال، مثل البطاطين أو الستائر، بالقرب من مصادر الحرارة، أو استخدام مواقد الغاز للتدفئة بدلا من الطهي.

التدفئة والاختناق

ولا تقتصر مخاطر التدفئة الخاطئة على الحرائق فقط، بل تمتد إلى حالات الاختناق والتسمم بغاز أول أكسيد الكربون، الناتج عن تشغيل السخانات أو المدافئ داخل أماكن مغلقة دون تهوية كافية. ويعد هذا الغاز عديم اللون والرائحة من أخطر الغازات القاتلة، إذ يؤدي إلى فقدان الوعي خلال دقائق، وقد يفضي إلى الوفاة دون سابق إنذار.

وتؤكد التقارير الطبية أن عددا من حالات الوفاة الشتوية تحدث داخل المنازل نتيجة استنشاق هذا الغاز، خاصة أثناء النوم، في ظل غياب الوعي بخطورة تشغيل أجهزة التدفئة في غرف مغلقة لفترات طويلة.

تكرار حدوث الحروق كل شتاء

وتكشف مستشفيات علاج الحروق عن زيادة ملحوظة في أعداد المصابين خلال فصل الشتاء، معظمهم من الأطفال، نتيجة انقلاب الدفايات أو اشتعال الملابس والبطاطين.

وتؤكد إحصاءات المستشفىات، أن نسبة كبيرة من هذه الإصابات يمكن تجنبها باتباع قواعد السلامة البسيطة داخل المنازل، وأن الحروق المنزلية لا تخلف فقط إصابات جسدية بالغة، بل تمتد آثارها النفسية والاجتماعية لفترات طويلة، وقد تتطلب علاجا معقدا وتأهيلا ممتدا، ما يضاعف من حجم المعاناة الإنسانية والاقتصادية.

أضرار صحية واقتصادية جسيمة

وتتجاوز أضرار التدفئة الخاطئة الخسائر المادية الناجمة عن تلف المنازل والممتلكات، لتشمل آثارا صحية خطيرة، أبرزها الحروق من الدرجات المختلفة، والاختناق، ومضاعفات الجهاز التنفسي، فضلا عن الصدمات النفسية، خاصة لدى الأطفال الذين يتعرضون لمشاهد الحرائق أو يفقدون أحد ذويهم بسببها.

كما تمثل هذه الحوادث عبئا متزايدا على المنظومة الصحية، من خلال إشغال أسِرة الطوارئ والعناية المركزة، واستنزاف الموارد الطبية في حوادث يمكن الوقاية من معظمها بالوعي والالتزام بإجراءات السلامة.

طرق الوقاية

ويؤكد خبراء السلامة أن الوقاية من حرائق الشتاء لا تتطلب إجراءات معقدة، بل تبدأ بخطوات بسيطة، في مقدمتها التأكد من سلامة الأجهزة الكهربائية، وعدم تشغيل أكثر من جهاز تدفئة على نفس المقبس، وفصل الأجهزة فور عدم الحاجة إليها.

كما ينصح بعدم ترك المدافئ تعمل أثناء النوم، وضرورة توفير تهوية مناسبة عند استخدام السخانات أو المدافئ التي تعمل بالغاز، مع الحرص على إبعاد أي مواد قابلة للاشتعال عن مصادر الحرارة.

وتشدد حملات التوعية، على أهمية وجود طفاية حريق داخل كل منزل، وتعليم أفراد الأسرة، خاصة الأطفال، أساسيات السلامة والتصرف السريع في حالات الطوارئ.

ثقافة السلامة ضرورة لا رفاهية

ويرى خبراء الصحة العامة أن الحد من حرائق الشتاء يبدأ بنشر ثقافة السلامة المنزلية، وتحويلها إلى سلوك يومي، وليس مجرد نصائح موسمية. فمع تكرار الحوادث سنويا، تصبح المسؤولية مشتركة بين الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلامية، لنقل رسائل واضحة تحمي الأرواح والممتلكات.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية