تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
مبادرة دولية وخفض الانبعاثات مع استخدام الطاقة الشمسية.. إجراءات اتخذتها "الري" للتكيف مع التغيرات المناخية
تعددت أشكالها، وتباينت أثارها، إلا أنها اجتمعت على كونها مخاطر، رسمت لها التغيرات المناخية مسارًا، باحت ببعض أسراره، وأخفت بعضها.
هنا سواحل معرضة للغرق، ومساحات شاسعة تواجه التصحر، هناك مدن تشهد فيضانات في سابقة هي الأولى من نوعها، وتلك صحراء أنبتت أرضها الجدباء بفعل الأمطار، وها هي غابات تحترق، ومناطق خصيبة تشهد شتاء بلا أمطار.
ظواهر متطرفة
ظواهر مناخية متطرفة شهدها العالم -ربما- تفاقم جموحها في كثير من الأوقات، نتاج تلويث بيئي لا ينقطع، باعتماد على وقود "عدو للبيئة" لا يتوقف، الأمر الذي دفع الطبيعة الأم لتنفث عن غضبها وتصبه على كوكب الحياة.
صفر انبعاثات كربونية
"صافي انبعاثات" أو "صفر انبعاثات" هدف وضعته دول العالم نصب عينيها للوصول إليه، في محاولة لخفض حدة التوتر بين الطبيعة الأم وسكان كوكب الحياة، للحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الأنشطة البشرية، لتجنب كوارث سينتج عنها حتما خسائر -ربما- يطول الزمن لحصرها.
مساهمة مصر في الانبعاثات الكربونية
مساهمة مصر في الانبعاثات الكربونية العالمية -لا يزال- منخفضا، إلا أنها واحدة من أكثر دول العالم معاناة من أثار هذه التغيرات، فسواحلها الشمالية ودلتاها معرضة للغرق بفعل ارتفاع درجة الحرارة، ومساحات من أجود الأراضي الزراعية تواجه نفس المصير، لارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يؤثر بالتبعية على تداخل مياه البحر مع المياه الجوفية، مسببا زيادة ملوحتها، وسط تحديات أخرى مرتبطة بزيادة سكانية مضطردة، وحصة مائية ثابتة منذ أن كان المصريون 27 مليون نسمة، في ستينيات القرن الماضي.
إجراءات جادة للتكيف مع التغيرات المناخية
رغم هذه المساهمة الضئيلة في الانبعاثات الكربونية العالمية، اتخذت مصر عدة إجراءات جادة، لخفض هذه الانبعاثات في المجالات كافة، لعل أبرزها ما يرتبط بالمياه، وما أتبعه ذلك، من تنفيذ إستراتيجيات عدة، سارت من خلالها إلى محور التكيف مع التغيرات المناخية جنبا إلى جنب مع محور التخفيف من أثار هذه التغيرات، بجهود لخفض الانبعاثات الكربونية.
الحماية من أخطار السيول
مع زيادة شدة وتواتر السيول الومضية، التي تضرب العديد من محافظات الجمهورية، كتأثير سلبي واضح لأثار التغيرات المناخية، أنشأت وزارة الري ١٤٧٠ منشأ للحماية من أخطار السيول في تلك المحافظات التي تتعرض لها، وتساهم هذه المنشآت في حصاد مياه هذه السيول للاستفادة منها من قبل المواطنين، وكذلك في شحن الخزان الجوفي، فضلا عن الحد من أثارها التدميرية، وما تخلفه من خسائر كبيرة.
غرق الدلتا والسواحل الشمالية
ويهدد ارتفاع مستوى سطح البحر والنوات البحرية، دلتا النيل والمناطق الساحلية بالغرق، ودفع ذلك الوزارة لتنفيذ أعمال لحماية الشواطئ بأطوال تصل إلى ١٤٤ كيلومترا، فضلا عن استخدام مواد صديقة للبيئة لحماية السواحل في 5 محافظات بطول ٦٩ كيلومترا.
تأهيل الترع.. منظور أخر
مشروعات تأهيل الترع -من منظور جديد- تساهم في خفض الانبعاثات الكربونية، فبعد أن تبطين وتأهيل نحو ٧ آلاف كيلومتر من أطوال الترع حاليا، سيساعد ذلك على توصيل المياه إلى نهايات الترع بكفاءة، مما يترتب عليه خفض عدد ساعات ضخ آبار المياه الجوفية السطحية (الري التكميلي)، وبالتالى التقليل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، الناتجة عن الماكينات المستخدمة في عملية الضخ.
تطهير الترع للتخفيف من أثار التغيرات المناخية
تطهير الترع التي تصل أطوالها إلى ٣٣ ألف كيلومتر -خاصة نزع الحشائش الغاطسة- ستسهم فى توفير مناسيب المياه المطلوبة أمام مآخذ محطات الرفع، التي يبلغ عددها ٣ آلاف محطة رفع، وبالتالى تحسين كفاءة تشغيل هذه المحطات، وتقليل استهلاك الطاقة بها، مما يعد نوعا من خفض الانبعاثات.
استخدام الطاقة الشمسية لضخ المياه الجوفية
التوسع في استخدام الطاقة الشمسية لرفع مياه الآبار الجوفية؛ لتقليل الاعتماد على المحروقات، نهج اعتمدته وزارة الري، وتعمل جاهدة للتوسع فيه، لتحقق بذلك هدفين، أولهما؛ تقليل الانبعاثات، وثانيهما: الحفاظ على المخزون الجوفي من الاستخدام الجائر.
الري الحديث
ويتوازى ذلك مع العمل على زيادة الإنتاجية المحصولية، بتعظيم العائد من وحدة المياه، من خلال التوسع فى التحول إلى أنظمة الري الحديث في الأراضى الرملية والبساتين ومزارع قصب السكر، والتوسع فى استخدام الطاقة الشمسية فى رفع المياه من المساقى.
AWARe مبادرة دولية لتكيف قطاع المياه مع التغيرات المناخية
مجهودات مصر فى التكيف والتخفيف من أثار التغيرات المناخية، لم يقتصرعلى الإجراءات الداخلية، ولكن تعدى ذلك إلى جهود عالمية بارزة، تجلت في إدراج قضايا المياه وعلاقتها المناخ لأول مرة في مؤتمرات المناخ، في مؤتمر المناخ الماضي COP27، بالإضافة إلى إطلاق مبادرة دولية للتكيف بقطاع المياه AWARe.
أهداف مبادرة AWARe
ووضعت المبادرة 3 أهداف رئيسية تسعى إلى تحقيقها، أولها، تقليل الفاقد وتحسين إمدادات المياه عالميا، ثانيها، اقتراح ودعم تنفيذ السياسات والأساليب المتفق عليها بشكل متبادل والتعاون فيما يختص بإجراءات التكيف المتصلة بالمياه وفوائدها المشتركة، وثالثها، تعزيز التعاون والترابط بين المياه والعمل المناخي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في 2030، لاسيما الهدف السادس المتعلق بالمياه.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية