أقيمت في اتحاد الكتاب بالزمالك أمسية ثقافية لتكريم الصحفي الأديب السكندري الراحل فتحي الإبياري الذى أثرى الحياة الصحفية والساحة الأدبية بأعماله المتميزة في مجال القصة القصيرة. 

وقدمت الأمسية الإذاعية د. عطيات أبو العينين رئيسة شعبة السرد باتحاد الكتاب، المذيعة بإذاعة القاهرة الكبرى، وحضرها لفيف من الصحفيين والأدباء والنقاد، منهم الناقد د. صبري زمزم مدير تحرير الأهرام، ود. صلاح  معاطي والناقد صالح شرف الدين ود. سلامة تعلب والإعلامية المذيعة بصوت العرب أمنية الإبياري نجلة الأديب فتحي الإبياري، والأديبة د. شروق كمال، ، والكاتب مجدي مرعي وأحمد فضل شبلول، والشاعر جابر بسيوني، والإعلامي جمال حماد. والكاتب الصحفي طارق شحاتة. 

وتطرق النقاش إلى مجموعته القصصية «ترنيمة حب» وهي تنتمي الى القصص القصيرة جدا وتشتمل المجموعة على ١٣ قصة. 

وفي بداية الأمسية قدمت الإعلامية د. عطيات أبو العينين نبذة عن الكاتب الراحل ومكانته الأدبية والصحفية وأشارت إلى مؤلفاته المتميزة منها الموسوعة المحمدية، كانت مع غيرها نتاج مشوار طويل بدأه مبكرا وهو طالب ثانوي في السادسة عشرة من عمره، ثم الجامعة عن طريق الصحافة المدرسية والجامعية، وكتب أكثر من كتاب عن محمود تيمور، وسافر متنقلا بين عواصم أوروبية وآسيوية، وأرسل رسائل نشرت في الصحف تندرج تحت أدب الرحلات وضم نتاجها في ٥ كتب، كما كتب عن الأم والمرأة، ووصل إلى منصب نائب رئيس تحرير الأخبار، وقدم إنتاجا غزيرا للإذاعة،  وكان متعدد الأنشطة متنوع المواهب، وأسس نادي القصة في الإسكندرية. وصاغ السيرة النبوية في المحمديات، والموسوعة المحمدية.

أما ابنته الإعلامية المذيعة بصوت العرب أمنية الإبياري، فقالت إننا اليوم نجتمع للاحتفال وإحياء ذكرى والدي الأديب فتحي الإبياري الذي ولد في ٣ أغسطس ١٩٣٤.

ومما أذكره عملي معه في الإعلان عن جوائز نادي القصة بالإسكندرية، وكان يعتمد على رغم صغر سنه على ذلك فنشأت محبة للأدب والزرع والموسيقى مثله، فامتصت منه كالإسفنجة هواياته والمجالات التي يحبها ويهتم بها.

أما أحمد فضل شبلول رئيس لجنة الجوائز باتحاد الكتاب فقد بدأ كلمته ببشرى الإعلان عن بدء وتدشين جائزة فتحي الإبياري في القصة القصيرة، من العام المقبل إن شاء الله، ثم أشار إلى إبداع الإبياري في مجال القصة القصيرة جدا وكانت في وقتها صيحة واتجاها جديدا، في أدب القصة والسرد، ويوسف الشاروني يرى أن «ترنيمة حب» للإبياري يصح أن نطلق عليها مجازا اسم قصة شعرية،  وملاك ميخائيل وصفه بأنه شاعر القصة القصيرة لأن القصة الشعرية لها سمات نسجية ودلالية وسياقية لها من الظلال ما يجعل الكلمات والمفردات ذات دلالة مختلفة عن دلالتها المعجمية. 

 ‏أما الشاعر جابر بسيوني عضو مجلس إدارة اتحاد الكتاب، فأكد أن الأديب فتحي الإبياري صاحب مصطلح« القصة القصيرة جدا» ونحن نحفظ له حقه في هذا المصطلح تنظيرا وتحريرا ثم جاء من بعده من يدعي هذا المصطلح لنفسه، لذا نؤكد حقه من خلال مجموعته القصصية «ترنيمة حب» التي كتب في غلافها قصص قصيرة جدا. وكنت أتعاون معه في العمل ولمست من خلال عملي معه مآثره الأدبية والصحفية والشخصي،  ومن حسن حظنا أننا كرمناه في حياته بإعداد كتاب عنه وتم تكريمه بمركز شباب الأنفوشي. 
 
والتقط الميكروفون الإعلامي جمال حماد بصوت العرب، فأشار إلى العلاقة الإنسانية التي كانت تربطه بالأديب فتحي الإبياري من خلال مساهماته الإذاعية التي كان يؤلفها في الإذاعة لتمثيلها ولم يكن ذلك مقصورا على إذاعة صوت العرب التي أعمل بها، ولكنه كان نشطا إذاعيا في إذاعة البرنامج العام والشرق الأوسط والبرنامج الثقافي وإذاعة الإسكندرية وغيرها من الإذاعات فضلا عن أثره الأدبي فيما ألفت من قصص.

وبدأ د. صبري زمزم بالتأكيد على مكانة الأستاذ فتحي الإبياري الصحفية حيث اعترك الحياة الصحفية في مراحله العمرية المختلفة، بدءا بالصحافة المدرسية، والجامعية ثم تدرج بعد تخرجه في عالم الصحافة من خلال جريدة الأخبار، أما في عالم الأدب فيكفي الأستاذ فتحي الإبياري  شهادة الرائد الأدبي محمود تيمور في وصفه لقصو قصيرة له بعنوان «زلطة» فوصفها باللؤلؤة لاهتمامه بشخصية مهمشة وهي شخصية الحاوي ومعاناته للتغلب على شظف العيش. 
     ‏