جاء الإعلان اليوم، عن إنهاء أزمة الجنود المصريين وعودتهم سالمين من دولة السودان، ليُسدل الستار عن هذه الأزمة بعد أيام قليلة من الاتصالات والتحركات المكثفة التي قامت بها مصر وأجهزتها المعنية لإنهاء الأزمة التي وصفها مصدر مسئول بأنها "كانت أكثر العمليات دقة وتعقيدا".

وقد شهدت الساعات الماضية، تحركات على أعلى مستوى، لوضع حد لهذه الأزمة، بحكمة ودبلوماسية وصبر، وذلك بمتابعة دقيقة ولحظية من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لكافة التفاصيل مع كافة أجهزة الدولة المهنية حتى لحظة إجلاء الجنود المصريين وضمان سلامتهم وعودتهم جميعا إلى أرض الوطن.

وقد كان التنسيق المصري مع دولة الإمارات الشقيقة، له دور في حل الأزمة عبر الوساطة  التي قامت بها دولة الإمارات مع ميليشيا الدعم السريع، وهو ما توّج اليوم بإعلان انتهاء أزمة احتجاز الجنود في مطار مروي، بعد وصول الدفعة الثانية منهم إلى الخرطوم وتحديدا إلى الملحقية العسكرية بالخرطوم.

ووفق تصريحات لمصدر مصري مسئول، أن العملية تمت بنجاح، رغم كونها أكثر العمليات "دقة وتعقيدا " - على حد صف المصدر- ، وتمت بمتابعة مباشرة من القيادة السياسية وتنسيق متكامل بين القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة، فور اشتعال المواجهات بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع. 

وأوضح المصدر، أن الأزمة بدأت بعدما سيطرت ميليشيا الدعم السريع على مطار مروي الذي يتمركز به عدد من الجنود المصريين تواجدوا في السودان في إطار مهمة تدريب وفق بروتوكول موقع بين البلدين، وتمكن العدد الأكبر من الجنود المصريين من التعامل مع الموقف والإفلات من الاحتجاز في حين تم احتجاز مجموعة أخرى. 

وفور ورود أنباء الاحتجاز، وفيما كانت القاهرة تواصل اتصالاتها المكثفة لمنع تصعيد الموقف في السودان، كانت الأجهزة المصرية تسابق الزمن لاستعادة الجنود المصريين وضمان سلامتهم، ومن خلال تنسيق بين القوات المسلحة وجهاز المخابرات العامة وصلت الطائرة المصرية إلى قاعدة دنقلة السودانية وتم إجلاء  الجنود المصريين.

وصباح اليوم أعلن المتحدث العسكري المصري، في بيان رسمي، أنه في ضوء الأحداث الجارية بالأراضي السودانية وفى إطار جهود القوات المسلحة المصرية والتعاون الوثيق بين كافة الأجهزة الأمنية في مصر والسودان لتأمين عودة القوات المصرية المشتركة في التدريب المشترك مع القوات السودانية، تم أمس الأربعاء، اتخاذ كافة إجراءات التنسيق اللازمة مع السلطات السودانية لهبوط عدد ٣ طائرات نقل عسكرية من القوات المسلحة المصرية في إحدى القواعد الجوية بالأراضي السودانية للقيام بمهمة إخلاء القوات المصرية في ظل إجراءات تأمين شامل للقوات والإقلاع من الأراضي السودانية عبر ٣ رحلات متتالية لمعظم عناصر القوة المصرية والعودة بهم إلى إحدى القواعد العسكرية الجوية المصرية بالقاهرة.