تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام : عصر الملك توت عنخ آمون .. هل تفلح محاولات العثور على اكتشاف قبر حبيبته؟ | صور
source icon

الأهرام

.

زيارة الموقع

عصر الملك توت عنخ آمون .. هل تفلح محاولات العثور على اكتشاف قبر حبيبته؟ | صور

صعد الصبي توت عنخ آتون إلى العرش فجأة ولم يتعدَّ عمره التاسعة, بعد أعوام من الاضطراب خلفت رحيل أخناتون، كان اسمه خلالها معروفًا "بالملك المهرطق" و"المارق" واقترن بصفة "مجرم آخت آتون"، وكُشط اسمه من على السجلات والبرديات حتى أضحى ممحوًّا من ذاكرة المصريين القدماء، ويقول الخبير الأثري الدكتور شريف شعبان لــ"بوابة الأهرام" إن توت عنخ آمون  لم يلملم فيها أي إدراك سياسي أو وعي بمسئولية الحكم، بينما كانت شخصيته الساذجة وتفكيره الطفولي كانتا أضعف من التخطيط والتدبير لمثل تلك الأمور.

 وقع توت بين يدي أقوى شخصيتين في عصره امتلكا وحدهما زمام الأمور خلف أستار الحكم، تاركين الملك في صدارة المشهد ينعم بالتبجيل ويستمتع بزهوة العرش: أولهما هو الكاهن آي، ذلك العجوز الداهية صاحب الخبرات العسكرية والحنكة السياسية والسطوة الدينية وثانيهما القائد حور إم حب الذي كان يسيطر على  الجيش، صاحب النفوذ الواسع والعلاقات المتشعبة داخل أروقة البلاد والمحبوب بين ضباطه وجنوده ، ولأن آي العجوز كان يخشى شخصية قوية مثل شخصية حور إم حب، بينما تجنب حور إم حب دهاء ونفوذ آي، فكانا في الظاهر يعملان معًا؛ خصوصًا أن كليهما أصحاب سطوة سلاح ، وبينهما مصالح مشتركة وأهداف واحدة، في حين يبين وجود صراع خفي بين الرجلين، كلٌّ يريد الانفراد بالسلطة والحكم مستخدمًا إمكانياته السياسية ونفوذه العسكري، كل منهما يريد أخذ الحظوة لدى الملك بدعوى إخلاصه له وللدولة. 
ويضيف شعبان ، أما الملك الطفل توت عنخ آمون  فما كان في أيديهما سوى دمية يوجهانها مثلما يشاءان، يحركانها فتتحرك ويوقفانها فتقف، ينفذ الصغير أفكارهما ويوقع على مراسمهما معتقدًا أنهما مُعلِّماه في السياسة وموجهاه في الحياة، لا يجرؤ على اتخاذ قرار أو الإقدام على أمر إلا بمشورتهما، أو بمعنى أكثر دقة أوامرهما ، ويضيف شعبان ، أنه في العام الثاني من حكم توت ، ثمة تأثير ما حدث على فكر الملك الصغير يبدو أن مصدره كان من كهنة آمون وعلى رأسهم الكاهن الداهية  آي، جعله يعيد ترتيب أوراقه بل ويتنصل من ماضي أبيه المؤذي بعدما أوحى إليه آي بأن في ذلك خطر داهم على الدولة بل  وعلى حياته الشخصية، وكانت شخصية توت الضعيفة تربة خصبة لتقبل كل آراءه. ولم يصبح بُعده عن ماضي أبيه مجرد إيماءات ولكن تحولت إلى قرارات رسمية ملموسة

وسرعان ما قص توت عنخ آتون آخر شعرة بينه وبين عصر العمارنة وأعلن تغيير اسمه رسمياً إلى "توت عنخ آمون" أي الصورة الحية لآمون في إعلان مباشر إلى عودة قوة آمون ونفوذ كهنته بعد سنوات من التغييب ، وكما كانت نفرتيتي داعمة لأبيه أخناتون في دعوته، سارعت زوجته الملكة الصغيرة عنخ إس إن با آتون في ركاب طوفان آمون وغيرت هي الآخرى اسمها إلى "عنخ إس إن آمون" أي التي تعيش عبر آمون، وهو ما يمكن تفسيره بحداثة سنها وانعدام خبرتها هي وزوجها وعدم قدرتهما على مجاراة ما يحدث من تغيير فآثرا الاستكانة والرضا بعودة التيار القديم.
 
ويوضح شريف شعبان، أنه جاء التغيير الأكبر في عام حكم توت عنخ آمون الثالث، حيث أعلن الملك أمام الجميع ترك آخت آتون للأبد والعودة إلى عاصمة الأجداد طيبة وهو وزوجته، وما أن وطأت قدمه أرض العاصمة حتى صرّح رسمياً رفضه لعقيدة آتون وقرر العودة إلى التعددية الفكرية التي كانت عليها مصر قبل أخناتون، فسمح لكهنة مختلف المعبودات بإنشاد تراتيلهم علانية وأعاد فتح المقاصير والمعابد المغلقة واستكمل بناء تماثيل وتقديم القرابين باسم بقية المعبودات وعلى رأسهم بالطبع آمون، وقد عاد توت عنخ آمون وزوجته إلى حظيرة آمون وانحنى طوعًا وكرهًا لعاصفة التيار القديم، إلا أن هذا لم يشفع له مقدار ذرة، وصاحبته هو الآخر خطايا عصر العمارنة وذنب تدمير البلاد، ووصل الأمر إلى أن حمل الأبن ذنوب أبيه وناله قدر من تلك اللعنات دون أن يكون له دور في ثورة أخناتون الفكرية أو حتى الاشتراك فيها، حتى انكشط اسمه ومُحي ذكره مثل أبيه من سجلات التاريخ واعتُبرا كأنهما لم يكونا، ودخل توت عنخ آمون في غياهب النسيان قرونًا طوال.

أما حالة العشق التي كانت بين الملك توت وزوجته فقد جسَّدها الفن بشكل ملتهب كي تصبح خالدة تأسيًا بمناظر الحب الأسرية التي ابتدعها أبوه أخناتون ومن قبله جده أمنحتب الثالث، فعلى ظهر العرش المُذهب الشهير، نجد تمثيلًا لتلك الحالة في منظر مفعم بالمشاعر، حيث يظهر توت جالسًا على عرشه وعلى رأسه تاج مركب ثقيل، بينما تقف أمامه زوجته تحمل آنية زيت عطري وتمد يدها كي تمسح برفق على جسد زوجها ، ويظهر الملك في مناسبة أخرى وهو جالس على العرش بينما يسكب الماء على يد الملكة التي تجلس عند قدميه، ومنظر ثالث يظهر الملكة وهي تربط قلادة ذهبية حول عنق زوجها الشاب، وهو ما يدل على رغبة الملك في إظهار مدى حبه لزوجته الشابة أمام العالم للأبد، وكأنها قصة حب كُتبت بالذهب. حينها ظنَّ الملك توت أن القدر قد منحه  الحب الأبدي مثلما رزق أبيه بالملكة نفرتيتي، وحصل على نفس النصيب من السند والدعم عبر ابنتها التي تزوجها. 

البحث عن قبر حبيبة توت عنخ آمون 
ظهرت عنخ إسن آمون زوجة توت عنخ آمون في الجدارية المتواجدة بمتحف برلين، حيث كانت تجلس مع إخوتها بجانب أبويها إخناتون ونفرتيتي في تل العمارنة، حيث كان إسمها آنذاك عنخ إسن آتون، لتظهر ثانية في الطقوس الجنائزية لزوجها المحبوب توت عنخ آمون في مقبرته ، وقال  عالم الآثار المصري الدكتور زاهي حواس  فى تصريحات صحفية سابقة عام 2019م ، إن البعثة الآثرية المصرية، في منطقتي وادي الملوك الغربي المعروف باسم "وادي القرود" ووادي الملوك، الذي يوجد به المقابر الملكية الشهيرة،  وأضاف حواس، أن العمل يجري حاليًا بالوادي الغربي للبحث عن مقبرة الملكة نفرتيتي ومقبرة ابنتها وزوجة الملك توت عنخ آمون الملكة عنخ إس إن آمون، وأن المنطقة التي تقع بين مقبرة الملك أمنحتب الثالث ومقبرة الملك آي هي المنطقة التي من المتوقع أن تحتوي على مقابر أفراد عائلة عصر العمارنة

يقول المؤرخ الأثري فرنسيس أمين في تصريحات لــ"بوابة الأهرام " إن الأبحاث مستمرة في هذه المنطقة منذ ما يقرب من 100 عام للبحث في المنطقة المتواجدة أمام مقبرة أمنحتب الثالث وهي فترة ثرية تاريخيًا ، وهو ما دفع علماء المصريات المصريون بقيادة الدكتور زاهي حواس بالبحث في الوادي الغربي عكس ما كان يروج له العالم الإنجليزي جيفري مارتن بأن قبر زوجة توت عنخ آمون بالوادي الشرقي ، مضيفا أن عنخ إسن آمون زوجة توت عنخ آمون ليس لها ذكر واضح إلا فيما وجد علي آثار توت عنخ آمون داخل مقبرته، حيث تظهر علي كرسي العرش وتطيب جسده وترسل له تحياتها بآلاف السنين بديلة عن الآلهة، مؤكدا أنها ظهرت في طقوس جنائزية لأول مرة في مقبرة زوجها المحبوب توت عنخ آمون

وقامت العالمة والرسامة ونفريد برنتون برسم زوجة توت عنخ آمون، وأوضح فرنسيس أمين أن ونفريد برنتون قد كتبت كتابان يشملان بورتريهات للملوك والملكات وعظماء مصر القديمة على لوحات صغيرة من العاج فى فن يطلق عليه المنياتيىر أى المنمنمات ونشرتها فى كتابين "ملوك وملكات مصر القديمة"، و"عظماء مصر القديمة" ويعتبره نقاد الفن أنها عبرت بنجاح منقطع النظير عن وجوه الفراعنة بل وتفوقت على المناظر الحديثة للرسوم ثلاثية الأبعاد.، حيث تظهر عنخ إسن آمون كعاشقة في مقبرة زوجها توت عنخ آمون حيث تظهر أيضا علي الصناديق والمراوح وتظهر معه في حديقة كبير تصطاد الأوز وتقدم له السهام، لذلك تحدث العلماء عن قصة حب كبيرة بينهما أظهرتها الرسوم البديعة، ولكن العاشقة أصابتها الكثير من الأقاويل الغير موثقة بأنها أرسلت لملك الحيثيين تطلب أن يرسل له ابنها ليتزوج منها وأن ابن ملك الحيثيين تم اغتياله بتحريض من حور محب وقيل بتحريض من خبـرخبـرو رع آي

وأوضح المؤرخ فرنسيس أمين أن هذه من الأقاويل لايوجد عليها أي سند وشواهد تاريخية وأثرية حيث لاتوجد شواهد أثرية مصرية علي مثل هذه القصة، وأن بعض المؤرخين والأثريين يردون ماقالته النقوش الحيثية التي كانت تصمم علي قلب الحقائق فمثلاً رغم هزيمة الحيثيين من المصريين في معركة قادش إلا إنهم وضعوا نقشاً أنهم انتصروا وطالب فرنسيس أمين بالنظر في ترديد هذه القصة التي لاتملك شواهد وقرائن أثرية عليها لأنها تشويه لزوجة توت عنخ آمون بدون سند تاريخي قوي.

الجدير أن توت عنخ آمون حكم  لمدة 10 سنوات وقيل أنه مات أو تم اغتياله وعمره 19 سنة، ليخلفه سمنخ كا رع وهو من أشهر الشخصيات غموضاً في التاريخ المصري، ليحكم الكاهن العجوز آي الحكم بعده لتتردد أقاويل أن أرملة توت عنخ آمون تزوجته لنقل الدماء الملكية مثل اعتقادات الفراعنة، وأيضًا هي من الأقاويل التي تحتاج لسند تاريخي قوي لصحتها

 
 توت عنخ آمون وزوجته توت عنخ آمون وزوجته
 
توت عنخ آمون وزوجتهتوت عنخ آمون وزوجته
 
 رسوم زوجة توت عنخ آمون رسوم زوجة توت عنخ آمون
 
زوجة توت عنخ آمون فى حجر والدها اخناتون ووالدتها نفرتيتى فى تل العمارنةزوجة توت عنخ آمون فى حجر والدها اخناتون ووالدتها نفرتيتى فى تل العمارنة

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية