تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام : صدر عام 1930.. حكاية أقدم كتب زراعة التوت وصناعة الحرير
source icon

الأهرام

.

زيارة الموقع

صدر عام 1930.. حكاية أقدم كتب زراعة التوت وصناعة الحرير

تتناول "بوابة الأهرام" ضمن سلسلتها الوثائقية عن تاريخ الأشجار، حكاية أقدم الكتب المصرية التي تناولت زراعة شجرة التوت وصناعة الحرير في مصر، وهو كتاب أحمد إبراهيم محمد مدير التعليم بمديرية أسيوط، والذي صدر عام 1930م ، حيث تناول إبراهيم المراحل التاريخية لصناعة الحرير في مصر والعالم. 

قال أحمد إبراهيم ، إن صناعة الحرير نشأت في الصين منذ زمن بعيد، حيث شجعت الإمبراطورة شى لنغ شى زوجة الإمبراطور هوانج تي، زراعة شجرة التوت وتربية دودة القز سنة 2640 قبل الميلاد، وقيل أن الإمبراطورة كرست شطرًا كبيرًا من حياتها للعناية بدودة القز، ويرجع لها الفضل في اختراع المنسج، ولقد كان الصينيون حريصون علي عدم إفشاء سر هذه الصناعة، ولكن اليابان عرفت سر الصناعة من خلال كوريا، حيث حصلت منها على المعلومات الخاصة بصناعة الحرير وكان ذلك حوالي عام ثلاثمائة قبل الميلاد.

فى الهند وأسيا الوسطى تسربت المعلومات عن تربية دودة القز، ويُقال أن إحدى أميرات الصين نقلت سر الصناعة للهند وبذور شجرة التوت، حيث وضعت البذور مخبأة في غطاء رأسها، ومن خلال الهند انتشرت سر الصنعة لكافة دول آسيا، وفي الأمبراطورية الرومانية في أوائل العصر الميلادي كان الحرير من أهم حاصلات الشرق إلى أسواق أوروبا ، وتدل إحدى الروايات أن الحرير كان يساوي ثقله ذهبًا في عصر الإمبراطور الروماني أورليان، وقد انتشرت صناعة الحرير رغم القيود التى وضعت على استخدامه، وقد احتكر الأمبراطور جستيان صناعة الحرير وتجارته، وأقام أقدم الأنوال في قصره بالقسطنطنية، وقد استطاع راهبان فارسيان  التوصل لسر الصنعة من خلال الصين، وقد أغواهما الإمبراطور جستيان لقدوم للقسطنطينة حوالي 550م، لتزدهر صناعة الحرير.

وتناول مدير تعليم مديرية أسيوط دخول صناعة الحرير إلى اليونان وإيطاليا، مؤكدًا  أن فرنسا استقدمت عمالاً من ميلانو بإيطاليا لمعرفة سر الصنعة عام 1512م، أما بريطانيا فلم تعرف صناعة الحرير إلا في عهد جيمس الأول، مضيفًا أن  العرب كان لهم الفضل في انتشار صناعة الحرير وتقدم الصناعة أيضا، ووصلت حنكة الصانع في العصر الفاطمي أنه كان يصنع أثوابًا تتغير ألوانها بتغير ساعات اليوم، بل استطاع أن يمر الثوب من خلال خاتم الأصبع، وقد انتشرت صناعة الحرير وزراعة شجرة التوت في مصر انتشارًا كبيرا في العصر الفاطمي وكذلك العصرين الأيوبي والمملوكي.

وكادت صناعة الحرير تنقرض من مصر حتى قدم محمد علي باشا، حيث قرر الارتقاء بالصناعة، وزراعة شجرة التوت، وقد استعان بالشوام في البداية  حتى وصلت صناعة الحرير المصرية لازدهار كبير، مما جعل حامد بك قنصل مصر في بيروت يكتب  تقريره كيف اعتمد المربي في بلاد الشام علي البذور المصرية في شجرة التوت، بل كان الشوام يستقدمون البذور المصرية بثمن غال من اليونان، وقد وصلت صناعة الحرير عام 1833م لنحو 10 آلاف أوقة، ولكن بعد موت محمد علي باشا تقهقرت تربية دودة القز وزراعة شجرة التوت 

وفي عهد فؤاد الأول، أخذت وزارة الزراعة على عاتقها الاهتمام بزراعة شجرة التوت، وقامت وزارة المعارف بتعليم التلاميذ كيفية تربية دودة القز، واشتهرت المنوفية وخاصة منطقة الباجور بتربية دودة القز وصناعة الحرير، وقد نال أحمد صبيحة وهو من كبار المشتغلين بتربية دودة القز ميدالية في المعرض الصناعي المصري عام 1926م، بل تشكلت لجان من وزارة المعارف بإدخال المحاضرات للتلاميذ وعرض مناظر سينما في تربية دودة القز وزراعة شجر التوت. 

وأكد مدير تعليم مديرية أسيوط عام 1930م أن شجرة التوت متنوعة، وأصلح نوع للشجة الذي يثمر التوت الأبيض وهو متوسط الحجم معتدل الساق، مضيفا أن أفضل الأنواع لزراعة شجرة التوت هي الأراضي ذات التربة الهشة السهلة في الري، حيث تنبت أجود الأنواع في ورق التوت. 

 
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية