رغم أن شلل الأطفال من الأمراض شديدة الخطورة التي قد تترك أثرا دائما على المصاب، إلا أن وزارة الصحة والسكان حققت إنجازات كبيرة في هذا المجال، حتى باتت البلاد خالية من شلل الأطفال منذ عام 2006، وفقًا لإعلان منظمة الصحة العالمية، وبذلك تعد قصته في مصر تمثل واحدة من أنجح التجارب الصحية في العالم.

يأتي ذلك بفضل الالتزام ببرامج التطعيم، والتنسيق مع الهيئات الدولية، وتعاون المواطنين مع الحملات القومية.

ما هو شلل الأطفال؟

شلل الأطفال مرض فيروسي معدٍ يسببه فيروس يعرف بـ "البوليو"، وهو من الفيروسات المعوية التي تدخل جسم الإنسان غالبا عن طريق الفم نتيجة تناول مياه أو طعام ملوث أو بسبب سوء النظافة الشخصية، وبعد دخوله الأمعاء، يتكاثر الفيروس ثم ينتقل عبر مجرى الدم ليهاجم الجهاز العصبي، مؤديا إلى تلف الخلايا العصبية المسؤولة عن الحركة، وهو ما قد يسبب شللًا دائمًا في الأطراف.

الأعراض

غالبا ما تبدأ أعراض شلل الأطفال بشكل خفيف قد يختلط مع أمراض أخرى مثل الإنفلونزا، إلا أن خطورته تكمن في إمكانية تطوره بشكل مفاجئ، وتتنوع الأعراض كما يلي:

أعراض أولية بسيطة: الحمى، الصداع، التهاب الحلق، القيء، والتعب العام.

أعراض متوسطة: تصلب في الرقبة والظهر، وآلام في العضلات والمفاصل.

الأعراض الشديدة: ضعف أو شلل في عضلات الساقين، وقد يمتد في بعض الحالات ليؤثر على عضلات التنفس مما يهدد حياة المريض.

طرق الوقاية

رغم خطورة المرض، فإن شلل الأطفال من الأمراض التي يمكن الوقاية منها بالكامل بوسائل بسيطة وفعالة كالنالي:

التطعيم: يُعد التطعيم حجر الزاوية في الوقاية، وتستخدم مصر نوعين من اللقاحات، وهما اللقاح الفموي (OPV) على شكل قطرات تعطى للأطفال، واللقاح العضلي (IPV) الذي يُعطى بالحقن ضمن برامج التطعيم الروتيني.

النظافة الشخصية: غسل الأيدي بانتظام والحرص على النظافة العامة.

سلامة المياه والطعام: ضمان وصول مياه شرب نقية وخالية من التلوث، والابتعاد عن الأطعمة غير الصحية.

جهود وزارة الصحة المصرية

منذ إعلان مصر خالية من شلل الأطفال عام 2006، لم تتوقف وزارة الصحة والسكان عن إطلاق حملات قومية منتظمة للتطعيم لضمان عدم عودة الفيروس مرة أخرى، خاصوطة مع احتمالية انتقاله من بعض الدول التي ما زالت تسجل حالات.

وجاءت أبرز جهود الوزارة تتمثل في الحملات القومية للتطعيم، أي يتم تُنظم الوزارة حملات عدة مرات سنويًا، وتستهدف جميع الأطفال من عمر يوم وحتى خمس سنوات، بغض النظر عن جنسيتهم، مجانًا.

إضافة إلي التطعيم الروتيني، وذلك من خلال وحدات الرعاية الصحية الأولية المنتشرة في جميع القرى والمدن، لضمان حصول الأطفال على الجرعات الأساسية.

كما تتعاون وزارة الصحة مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف في إطار المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، بما يضمن استمرار الترصد الوبائي الدقيق.

وأيضا تقوم وزارة الصحة بلتغطية المجتمعية الشاملة، من خلال فرق طبية تجوب المنازل، وتزور المدارس ودور العبادة والمراكز المجتمعية للوصول إلى كل طفل، لتحقق سب التغطية بالتطعيم 95% في معظم المحافظات.