عادت الروح والبهجة مجددًا إلى عروس البحر الأبيض المتوسط "الإسكندرية" من جديد بعد أن استعادت جزءًا أصيلًا من روحها، بعودة مهرجان المسرح الروماني بعد غياب عامين عن جمهوره ومحبيه بسبب جائحة كورونا، هذا الخبر الذي استقبله أهالي المحافظة ومحبوها بترحاب كبير ليعيدوا معه ذكرياتهم في هذا الحدث شديد الخصوصية.

انطلقت فعاليات المهرجان ليلة الجمعة الماضية، لتؤكد استكمال الدور المهم الذي تلعبه وزارة الثقافة في مواصلة دورها التوعوي والترفيهي لأهالي محافظات جمهورية مصر العربية بما تحققه من عدالة ثقافية بدى أثرها واضحًا في مختلف المهرجانات التي تقيمها على مستوى محافظتها المتعددة.

عاد المهرجان إلى وهجه بطقوسه التي ظلت محفورة في الذاكرة، بما تحمله من هيئة المسرح الذي يأتي على شكل مدرجات تعود بالحضور إلى حقبة زمنية ماضية تعود للعصر الروماني، مما يثير معه تنشيطًا لحركة السياحة أيضًا بالمحافظة باعتباره أحد معالمها الأثرية المميزة. 

وعلى خشبة هذا المسرح، الذي حمل شكلًا متجددًا في الإضاءات المستخدمة به سواء في إنارته بشكل عام أو في الأجواء الخاصة التي صاحبت النجوم خلال تقديمهم لوصلاتهم الغنائية في اللعب بها لإحداث تفاعل أكبر مع الحضور. 

افتتح المهرجان فعالياته بحفل للنجم مدحت صالح الذي حمل الكثير من البهجة بإطلالاته الغنائية الجاذبة وحركاته الراقصة التي تفاعل معها الجمهور خلال تقديمه أغنيته الشهيرة "المليونيرات" وسط تفاعل الجمهور معه بالغناء والتصفيق.

ولأن الأجواء على نسمات المدينة الساحلية بحاجة لمزيد من الطاقة والحيوية، قدمت إدارة المهرجان برنامجًا فنيًا يحمل الكثير من الطاقات الشابة والحيوية التي تحمل روحًا تفاعلية تتماشى معها، مما جعل المهرجان يشهد تزاحمًا كبيرًا على حفلاته. 

وكان من النجوم الشباب المشاركين: نجوم الغناء بدار الأوبرا المصرية، فريق مسار إجباري، دينا الوديدي، محمد محسن، الفنان طارق العربي وأبناؤه. 
مهرجان المسرح الروماني يظل حالة استثنائية تبقى حية في وجدان أبناء المحافظة وغيرهم من المصطفين الذين كانوا وظلوا يحرصون على متابعة فعالياته، وخير دليل على ذلك أن شعبيته لم تتأثر بتوقفه عامين متتاليين بسبب جائحة كورونا.

مهرجان المسرح الروماني افتتحته الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة واللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية، ونظمته دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور مجدي صابر وأشرف عليه الدكتور خالد داغر رئيس البيت الفني للموسيقى والأوبرا والباليه، واختتمت فعالياته بالأمس الأربعاء، بحفل لفريق مسار إجباري شهد حضورًا جماهيريًا كبيرًا.