تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام : رصاص «الوعي» يسبق القانون.. كيف نوقف نزيف الدماء داخل الأسرة؟
source icon

الأهرام

.

رصاص «الوعي» يسبق القانون.. كيف نوقف نزيف الدماء داخل الأسرة؟

لم تعد الجرائم الأسرية حوادث فردية معزولة، بل تحولت إلى ظاهرة تعكس خللاً عميقاً في البناء الاجتماعي؛ فالعنف الأسري نتاج منظومة اجتماعية مضطربة، وإنقاذ الأرواح يبدأ بإعادة بناء الوعي قبل تشديد العقوبة، ومحاولة تشكيل سلوك الشباب بشكل صحيح وواعٍ، وتحديد مسؤوليتهم في منع تحول الخلاف الزوجي إلى جريمة مكتملة الأركان.

رجولة مشوهة.. حين تتحول القوامة إلى تسلط

يؤكد الدكتور أحمد عبد العظيم، أستاذ علم الاجتماع، أن جزءاً كبيراً من المشكلة يعود إلى مفهوم مشوه للرجولة، يُربط بالسيطرة لا بالمسؤولية، بالإضافة إلى أن بعض الشباب يتربى على أن الرجولة تعني فرض الرأي بالقوة، وحين يدخل الزواج بنفس المنطق، يتحول الخلاف الطبيعي إلى صراع إثبات ذات. الحل: تصحيح المفاهيم منذ الطفولة، وربط الرجولة بالاحتواء وتحمل المسؤولية لا بالعنف.

الضغوط الاقتصادية وقود للعنف

ترى الدكتورة منى الشربيني، خبيرة علم الاجتماع الأسري، أن الضغوط المادية المتراكمة تلعب دوراً مباشراً في انفجار العنف داخل الأسرة؛ فالشاب الذي يدخل الزواج مثقلاً بالفشل والديون، دون مهارات للتعامل مع الضغط، قد يرى الزوجة كحلقة أضعف لتفريغ غضبه. الحل: إعداد اجتماعي حقيقي للمقبلين على الزواج، يشمل إدارة الضغوط والأزمات.

ثقافة الصمت والتدخل المتأخر

يشير الدكتور أحمد عبد العظيم إلى أن المجتمع يتحمل جزءاً من المسؤولية، موضحاً أن الجرائم الأسرية لا تقع فجأة، بل يسبقها عنف مسموع ومرئي، لكن ثقافة عدم التدخل تجعل الجميع شهوداً صامتين. الحل: نشر الوعي بأهمية التدخل المجتمعي الآمن والإبلاغ المبكر.

الأسرة والتنشئة غير المتوازنة

توضح الدكتورة منى الشربيني أن التنشئة القائمة على التمييز بين الذكر والأنثى تخلق شخصية غير سوية اجتماعياً، ترى العنف حقاً مكتسباً، وفي المقابل تُربى الفتاة على التحمل والصمت، ويُربى الزوج على السطوة والسلطة، مما يعيد إنتاج دائرة العنف داخل مؤسسة الزواج. وأضافت أنه عندما يُربى الابن على أنه فوق المساءلة، والبنت على الصبر، نكون قد زرعنا بذرة الجريمة دون أن نشعر. الحل: تنشئة قائمة على المساواة والمحاسبة منذ الصغر.

الدين لا يبرر العنف

أكد الدكتور أحمد عويضة الأزهري، الواعظ الديني بالمجمع الإسلامي، أن ما حدث جريمة مكتملة الأركان، ولا يمت للإسلام بصلة، مشدداً على أن القوامة مسؤولية ورحمة وليست قهراً أو اعتداءً. وأوضح أن النبي ﷺ أوصى بالنساء خيراً، وأن تبرير العنف باسم الدين يُعد تشويهاً للنصوص الشرعية، مؤكداً أن الحفاظ على النفس مقدم على أي اعتبارات أخرى.

كيف يمنع المجتمع تكرار الجريمة؟

يقول الدكتور أحمد عبد العظيم إن الردع القانوني وحده غير كافٍ؛ فالقانون يعاقب بعد الجريمة، لكن المجتمع الواعي يمنعها قبل أن تقع. الحل: دمج التوعية الأسرية في التعليم والإعلام، وتكريس مفهوم الزواج كشراكة إنسانية لا ساحة صراع.

كيف يواجه المجتمع الظاهرة؟.. خطوات يجب تنفيذها

اتفق خبراء علم الاجتماع والأزهر الشريف على أن الردع القانوني وحده لا يكفي، فمن الضروري:

تصحيح مفاهيم الرجولة والزواج.

تأهيل اجتماعي حقيقي للمقبلين على الزواج.

خطاب ديني واضح يجرّم العنف صراحة.

كسر ثقافة الصمت والتشجيع على التدخل المبكر.

إصلاح الوعي لتجنب العنف الأسري قبل أن يتحول البيت إلى ساحة جريمة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية