تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إن عادة بسيطة مثل تناول الطعام بمفردك في سن الشيخوخة تزيد من خطر سوء التغذية وفقدان الوزن والوهن.. وقد تم تحديد ذلك من خلال تحليل موسع أجراه باحثون من جامعة فلندرز في أستراليا، والذي شمل بيانات من أكثر من 80 ألف بالغ فوق سن 65 عامًا في 12 دولة، وخلص إلى أن أولئك الذين يتناولون الطعام بمفردهم يميلون إلى اتباع نظام غذائي أقل جودة، ويستهلكون كميات أقل من الفاكهة والخضراوات واللحوم، ويكونون أكثر عرضة لفقدان الوزن والإصابة بالوهن.
وتظهر هذه الأدلة وجود علاقة مباشرة بين الشعور بالوحدة أثناء تناول الطعام وتدهور الصحة البدنية والعقلية.. ويتغير الدماغ باستمرار، ولكن ليس بشكل موحد: 66 و83 عامًا هما لحظتان رئيسيتان.
تناول الطعام مع الآخرين يحمي الصحة
تؤكد المراجعة المنهجية "الارتباطات بين النتائج الغذائية والجسدية لكبار السن الذين يعيشون في المجتمع ويتناولون الطعام بمفردهم، مقارنةً بالآخرين" أن معظم الدراسات لاحظت نتائج غذائية وجسدية أقل إيجابية لدى من يتناولون الطعام بمفردهم. في هذه الحالات، لوحظ انخفاض في جودة الطعام وتنوعه، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي أقل توازناً.
على الرغم من أن خمساً من الدراسات التي خضعت للتحليل لم تُحدد أي ارتباطات سلبية، إلا أن الاتجاه العام يشير إلى أن تناول الطعام مع الآخرين يحمي الصحة ويُحسّن المؤشرات الغذائية.
وللبيئة الاجتماعية التي تُؤمَّن فيها الوجبات تأثيرٌ واضحٌ على صحة كبار السن. وصرحت كايتلين وايمان، الباحثة الرئيسية في الدراسة الأسترالية، لصحيفة التلجراف: الطعام أكثر من مجرد فوائده الغذائية.. فمشاركة الوجبة نشاطٌ اجتماعيٌّ مهمٌّ يُمكن أن يُؤثِّر على الشهية، وتنوع الوجبات، والرفاهية العامة". وبينما تُقلِّل الشيخوخة الشهية وتُغيِّر الذوق، فإنَّ العامل الاجتماعي بالغ الأهمية للتغذية وجودة الحياة.
تعزيز فرص تناول الطعام معًا
أوصى فريق البحث بتعزيز فرص تناول الطعام معًا ، سواءً مع العائلة أو الأصدقاء أو من خلال البرامج المجتمعية، لتحسين تناول الطعام والحالة الغذائية لكبار السن.
تهدف المبادرات المقترحة - مثل مجموعات الوجبات المجتمعية، والبرامج المشتركة بين الأجيال، والشراكات مع المقاهي - إلى توفير بدائل لمن يعيشون بمفردهم. وأكدت الدكتورة أليسون ياكسلي، المؤلفة المشاركة في الدراسة، على أهمية دمج التقييم الاجتماعي والتغذوي في الرعاية الروتينية، مشيرةً إلى أن الأسئلة البسيطة حول عادات الأكل يمكن أن تساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة لمخاطر التغذية.
تُصرّ المنظمات والخبراء على أن اكتشاف انعدام الأمن الغذائي ومعالجته يُساعد في الوقاية من مشاكل صحية أكثر خطورة. بل إن التدخلات الاجتماعية تُحسّن الرفاه العام لكبار السن، مما يُهيئ بيئةً مُواتيةً لتقوية الروابط العاطفية.
الشيخوخة والصحة البدنية والنفسية
تعتمد الصحة النفسية في سن الشيخوخة على الصحة البدنية والنفسية، بالإضافة إلى العلاقات الاجتماعية. وقد أظهرت دراسة كندية أجرتها جامعة تورنتو، وتابعت أكثر من 51 ألف بالغ لمدة 20 عامًا، أن الصحة النفسية وشبكة العلاقات الشخصية المتينة أساسيان لتحقيق شيخوخة مُرضية. وكان من تمتعوا بصحة نفسية جيدة في البداية أكثر عرضة بخمس مرات للتمتع بصحة نفسية مثالية في مراحل لاحقة من حياتهم.
للعزلة والوحدة آثار سلبية، ولكن ليس من الضروري وجود عدد كبير من الأصدقاء للاستفادة: فوجود علاقة وثيقة أو اثنتين قد يُحدث فرقًا كبيرًا. تُظهر تجارب المتخصصين أن المشاركة في الأنشطة الجماعية أو التعليمية أو التطوعية تُعزز الثقة بالنفس والشعور بالانتماء.
الإجراءات الموصى بها
لمعالجة مخاطر تناول الطعام بمفردهم، يوصي الخبراء بدمج الأنشطة الاجتماعية والبرامج التعليمية وفرص التطوع في الحياة اليومية لكبار السن... ويُعدّ تشجيع ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن والحصول على قسط كافٍ من الراحة عادات تُحسّن جودة الحياة.
في الختام، تُظهر الأدلة العلمية والتجارب أن تعزيز الروابط الاجتماعية والمشاركة الفعّالة في المجتمع يُحدثان فرقًا إيجابيًا في تجربة الشيخوخة.. فالرفاهية وجودة الحياة في سن الشيخوخة لا تعتمدان فقط على العوامل البيولوجية، بل أيضًا على الخيارات اليومية والقدرة على التواصل مع الآخرين.
إن تناول الطعام معًا والتعلم والمشاركة ممارسات يُمكن أن تُحدث فرقًا كبيرًا في عملية الشيخوخة.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية