تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
دراسة تاريخية جديدة تكشف العلاقة بين الرموز الفرعونية وعلم النفس التحليلي
حينما نقلب صفحات التاريخ، نجد أن حضارة مصر القديمة كانت سباقة في إلهام العالم بأسره لأصول ونظريات العلوم والمعارف، ويأتي علم النفس كأحد أهم العلوم التي أهتم بها المصري القديم، وهذا ما سجلته الحضارة الفرعونية على وجه الحجر وعبر أوراق البردي.
تلك الزاوية المضيئة في تاريخ مصر القديمة، كانت محورًا للورقة البحثية التي ألقتها الأستاذة سماح سمير ـ الحائزة على دبلوم علم النفس التحليلي من معهد كارل يونج بسويسرا، بعنوان "قراءة الرموز المصرية القديمة برؤية علم النفس التحليلي" ، والتي ألقتها في الموسم الأول من سمينار التاريخ القديم والآثار، بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية.
يتناول البحث الحديث أهمية علم النفس التحليلي لمؤسسه كارل جوستاف يونج، فهذا العلم هو فى الأساس يساعدنا على فهم الإنسان الذى صنع الحضارة ورموزها المختلفة، كما يسعى لفهم إنسان اليوم وارتباطه بتاريخه.
وتحدثت الباحثة فى معنى الرموز المصرية من الناحية النفسية،حيث أنها تحمل طاقة نفسية فى داخلها محملة بمعان يتشارك فيها الإنسان منذ بداية وجوده على الأرض وحتى اليوم.
وقد تحدث يونج عن اللاوعي الجمعي، والذي تخرج منه كل هذه الطاقة فى صورة الأحلام والرؤى لنا اليوم بجانب اللاوعى الفردى الذى تتحدث عنه أفرع أخرى لعلم النفس.
وفد كشف الجزء الثانى من البحث أن تلك الرموز نتشارك جميعنا فيها مع المصرى القديم عندما تحدث فيها عن العالم الآخر وما سوف يقابله هناك بعد الموت حتى يبعث من جديد.
فمثلا كتاب "الإيمى دوات" أو "ما هو موجود فى العالم الآخر" يتحدث عن صور سرية، على الإنسان أن يتعرف عليها عندما يقابلها فى رحلته الليلية مع إله الشمس وحينها ستصبح رحلته فى الحياة واعية وطريقه مضىء مثلما فعل إله الشمس عندما ذهب إلى ذلك المحيط الأزلى وتقابل مع الراحلين هناك.
يقول إله الشمس:"إن تلك الصور الخفية فى هذا العالم السرى محفوظة فى الكتاب السرى للدوات لا يعرفها إلا القارئين العارفين وهم قليلون، حتى يصبحوا أرواحا نورانية تذهب وتجىء وهذه تجربة حقيقية تحققت ملايين المرات".
وهكذا فإن الحضارة المصرية قد أعطتنا خريطة دقيقة جدًا لما يحدث للإنسان داخليا على مستوى لا واعٍ، وهى بذلك قد عبرت عما يعرف باللاوعى الجمعى فى علم النفس العميق.
وذكرت الباحثة في علم النفس التحليلي، أن هذه الدراسة التي تجمع بين علم الآثار وعلم النفس تساعد الباحثين على الإبداع والإستمتاع بالبحث العلمى، فمن شأنها أن تجدد المعانى فى التاريخ الإنسانى وتستخدم المنهج التحليلى بجانب المنهج التوصيفى الذى لاغنى عنه، حيث يقول إريك هورنونج عالم الآثار السويسرى الذى ترجم كتب العالم الآخر:"إن مصر فكرة فوق الزمن"
ويقول عالم النفس تيودور أبت الذى تتلمذ على يد هورنونج واستخدم علم النفس التحليلى فى فهم كتب العالم الآخر :"إن مصر قدمت نموذجا عظيما فى علم النفس الإنسانى".
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية