شهدت فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، المقامة ضمن الدورة الـ46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي اليوم الخميس 20 نوفمبر حلقة نقاشية موسعة بعنوان "مستقبل السرد والحكاية هل يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر في صناعة الأفلام والدراما التلفزيونية؟"، وذلك على المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، وأدارها المنتج والإعلامي عمرو قورة.
 

حمزة عزام: الذكاء الاصطناعي فتح الباب لسينما لم تكن ممكنة عربيًا

أكد المتحدث حمزة عزام أن الذكاء الاصطناعي أحدث نقلة نوعية في العديد من المجالات و أن قطاع السينما كان أحد أبرز المستفيدين من هذه الثورة التكنولوجية.
وقال عزام: صناعة السينما أصبحت أسهل بكثير اليوم يمكن تقديم أعمال سوبرهيرو مثل سوبرمان في عالمنا العربي وهو أمر كان شبه مستحيل قبل ظهور تقنيات الذكاء الاصطناعي.”

وأوضح أن هذه التقنيات لم تسرع العمليات الإنتاجية فحسب وأتاحت أيضا مستوى جديد من الخيال البصري وتوفير التكاليف مما يفتح الباب أمام تجارب محلية كانت خارج نطاق التنفيذ لعقود.

أشرف فودة: التكنولوجيا تصدمنا في بداياتها ثم نصير جزءا منها

من جانبه رأى أشرف فودة أن التطور التكنولوجي يمر دائما بمراحل من الرفض والدهشة قبل أن يتحول إلى جزء طبيعي من الصناعة. 
وقال: شهدنا صدمة في بداية ظهور الديجيتال ثم التلفزيون ثم السوشيال ميديا وبعد ذلك أصبح كل شيء جزءًا من العصر والحداثة.”

وأضاف أن الذكاء الاصطناعي يسهل الوظائف ولا يلغيها وأدوات التصميم الجديدة مثلا لا تقصي المصممين و ترفع من كفاءة عملهم وتطالبهم بمواكبة تطورات العصر. 
وأشار إلى أن بعض الوظائف ستتراجع أهميتها لكن لن تختفي بالكامل.

رؤى عالمية حول مستقبل الإبداع والسرد

شارك في الجلسة أيضا ألكسندر كيسل وستيفن هاكر ليقدما رؤى متعددة حول التحولات التي يشهدها القطاع الإبداعي مع التوسع في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في عمليات كتابة السيناريو المونتاج والمؤثرات البصرية وإدارة الإنتاج.

وتوقفت الجلسة عند الحدود التي لا يزال فيها الإبداع البشري عنصر  لا بديل عنه بما يحمله من خيال وعاطفة وحدس في صياغة الحكايات وصناعة المشاعر على الشاشة رغم التطور المتسارع للتقنيات الجديدة.

ناقش المتحدثون نماذج التعاون المحتملة بين المبدعين والتقنيات الذكية مؤكدين أن الذكاء الاصطناعي يجب أن ينظر إليه كأداة تعزز قدرات صناع المحتوى وليس كبديل لهم.
وقدم المشاركون رؤية معمقة لمستقبل السرد البصري خلال السنوات المقبلة وحدود ما يمكن للذكاء الاصطناعي فعله وما لا يمكنه فعله في عالم السينما والدراما.

عن "أيام القاهرة لصناعة السينما"

أُطلقت المبادرة كمنصة مهنية رائدة لدعم الصناعة السينمائية في العالم العربي وأفريقيا، من خلال برامج التمويل، التدريب، التشبيك، ملتقى القاهرة السينمائي، منتدى المحترفين، وورش العمل. وقد أصبحت اليوم إحدى أهم الفعاليات المتخصصة في المنطقة، لما توفره من فرص حقيقية لتطوير المشاريع والمواهب.

عن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

يُعد من أعرق المهرجانات في العالم العربي وأفريقيا، ومعتمد من الاتحاد الدولي للمنتجين (FIAPF). تأسس عام 1976 ويقام سنويًا تحت رعاية وزارة الثقافة، جامعًا بين البعد الفني والمهني، ومساهمًا في تعزيز حضور السينما العربية على الساحة العالمية.