قال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن الجامعة العربية تشدد على أن الحل الوحيد للأزمة السودانية هو الوقف الفوري لإطلاق النار، وتطالب بالتحرك ومساعدة المدنيين في العاصمة السودانية "الخرطوم"، لأنها مدينة كبيرة وتشهد نزاعا مسلحا في شوارعها. 

وأكد زكي، في حوار خاص مع قناة "القاهرة الإخبارية" لبرنامج "لقاء خاص"، مع الإعلامية أمل الحناوي، أن جامعة الدول العربية تعاملت مع الأزمة السودانية بالتدريج .. مشيرا إلى أنها بدأت بإصدار تصريحات واضحة للأمين العام أحمد أبو الغيط طالبت بوقف فوري لإطلاق النار وعودة الهدوء. 

وأوضح أن الخطوة التالية كانت إصدار بيان عن مجلس الجامعة، ثم دعوة السفراء العرب في الخرطوم إلى تشكيل مجموعة تواصل برئاسة مصر بهدف سهولة التنسيق مع الأمانة العامة، وتكوين رؤية ميدانية لما يحدث على الأرض، وأيضا للعب دور الوساطة وتمرير رسائل الجامعة العربية للأطراف المتحاربة في السودان.

وأشار إلى "أن زيارة وفد من الجامعة العربية إلى السودان نوقش في الاجتماع الوزاري، ولكن هناك صعوبات في تنفيذه بسبب إغلاق كافة المطارات، كما أن هناك تحليقا لطائرات حربية وقتالا لا يتوقف هناك، ما يجعل التنفيذ أمرا مستحيلا الآن، ولكنه سيظل مطروحا في حال تحسن الوضع".

وأكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أن بيان الجامعة العربية عبر بشكل مقبول عن دعم السودان حتى يخرج من أزمته، مع الأخذ في الاعتبار أن الدول العربية ليست كلها تقف نفس الموقف مما يحدث في السودان.

وتابع السفير حسام زكي إنه "كالعادة أخذ البيان القاسم المشترك بين الجميع، وفي تقديري لن نحتاج حاليا إلى أكثر من ذلك، ربما في وقت لاحق تحتاج الجامعة إلى بيان آخر بشكل مختلف، مشيرا إلى أنه لم يحدث خلاف بين الدول العربية على الأمور الأساسية خلال اجتماع الجامعة لدعم السودان، فالجميع اتفق على وقف إطلاق النار واللجوء للحل السلمي، وكانت هناك خلافات في الصياغات مثلا، لكن الأسس لم يكن عليها خلاف.\

وأضاف أن جميع ردود الفعل العربية والعالمية فوجئت بإقدام الفرقاء السودانيين على استخدام السلاح في مدن مليئة بالمدنيين، لكن تجاوز الجميع المفاجأة وبدأوا بالعمل على وقف القتال، ولم تتوقف الاتصالات بين كل المؤسسات الدولية والإقليمية ووزراء الخارجية في العالم، في محاولة لتعبئة موقف دولي مما يحدث في السودان.

ولفت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى أن هناك خلافا في وجهات النظر حول أسباب اندلاع الاقتتال في السودان، ربما تكون الحوارات السياسية التي أفضت إلى اتفاق ضغطت على الأطراف العسكرية ووصلت الأمور لهذا الحد، وقد يكون هناك ترتيبات من قبل ذلك، ولكني أفضل تجاوز هذه النقطة والتركيز على عودة الهدوء.

وشدد على ضرورة أن تتوقف التدخلات الأجنبية السلبية، منوها إلى أن دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت صريحة بعدم تدخل أي طرف أجنبي تدخلا سلبيا، بتأجيج النزاع، لأنه أمر غير مقبول وقد يصل بالسودان إلى مربع بعيد، حيث التفكك والتيه الوطني، لذلك نطلق المناشدة وراء الأخرى لوقف التدخلات السلبية.