تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
حارب الإرهاب والتطرف.. محطات عادل إمام الإنسانية خلال مشواره الفني في عيد ميلاده الـ 83
اعتاد الزعيم عادل إمام على طرح أفلام ومسلسلات درامية تناقش الموضوعات الهادفة، وكان دائما يحرص على مناقشة قضايا المتجمع على الساحة الفنية، واستطاع أن يكون بصمة خالدة في تاريخ الفن.
ففي ذروة الأحداث التي ارتكبتها جماعات إرهابية في مصر بداية تسعينيات القرن الماضي، لم يخش تهديدات الإرهاب بالقتل، وقدم فيلم "الإرهابي" للمخرج نادر جلال عام 1994، بل ذهب إلى عقر دارهم إلى أسيوط، رغم نشاط تلك الجماعات آنذاك في صعيد مصر، وعرض مسرحيته "الوأد سيد الشغال" على مدار 3 أيام متتالية، أدخل فيها البسمة والضحكة لقلوب الصعايدة.
قلوب الجماهير... مقر سفارة الزعيم
تتجلى أعمال سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة، الذي اختار مقر سفارته قلوب الجماهير، حاملا شهادة حبهم بدرجة امتياز، في بساطتها وقوة وصولها إلى مشاهدي عائلات الطبقة الوسطى والفقيرة، إذ نجح عادل إمام بالقفز بجمهور السينما الشعبية في فترات الاسترخاء، إلى السينما الواقعية، التي تعكس الصورة الحقيقية لأحوال المواطن الكادح الباحث عن رزقه وسط معاناة الحياة، ليس هذا فحسب، بل كانت القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في عدد من أفلامه، مثل "السفارة في العمارة" 2005.
سلاح الزعيم ضد الإرهاب
ومن الأفلام الأخرى، التي حملت رسائل عادل إمام السياسية ضد الإرهاب والأصوليين من جهة، والفاسدين والعابثين "اللعب مع الكبار 1991"، و "الإرهاب والكباب 1992"، و "المنسي 1993"، الذي حاز بفضله جائزة أفضل ممثل لعام 1995 في مهرجان القاهرة السينمائي، و "طيور الظلام 1995"، و "النوم في العسل 1996"، و "مرجان أحمد مرجان 2007"، و "حسن ومرقص 2008".
"مضحكة، ونبيلة"، هي "خلطة" عادل إمام في أفلامه القيمة، التي لم تنحدر إلى مستوى الضحك من أجل جني الأرباح، وتصدر شباك التذاكر فقط. وفي كثير من مشاهد تلك الأفلام وغيرها كان عادل إمام يمرر رسائله الواضحة ضد الإرهاب، ومناهضة تيار الإخوان، ضمن مشواره الفني الحافل ب126 فيلما و16 مسلسلا و11 مسرحية ومسلسل إذاعي مع العندليب الراحل عبدالحليم حافظ، الذي قدم في رمضان 1973، ثم توقف بثه، بسبب الحرب.
برؤية فنية ذكية، أخذ عادل إمام على عاتقه مهمة تمثيل أحوال المشاهد على شاشة السينما، فانتقل به من الكوميديا الهزلية، التي لم تعد مناسبة لجذب جمهور السينما، إلى الكوميديا الذكية التي تحمل سوطا إصلاحيا في يدها، فتمرر من خلالها المشورة والنصيحة والعبر الأخلاقية، في قالب كوميدي ساخر هادف، يمزج الفكاهة والضحك مع القضية المراد وضعها أمام المشاهد، دون الانخراط بعمق في تفاصيلها الكثيرة والمملة، حتى لا يصبح العمل منبرا خطابيا أو درسا تعليميا، وهذا ما أبدع فيه عادل إمام، الكوميديان الذكي، الذي حمل بين يديه ميزانا حساسا، فلم يفقد المشاهد معه متعة المشاهدة، بل ظلت "إفيهاته" تتناقل بين ألسنة الجمهور بمختلف طبقاته، حتى بلغت عصر السوشيال ميديا، باستحضار "كوميكس" من أعماله الفنية في مختلف المواقف الحياتية اليومية على الصعيدين السياسي والاجتماعي.
رحلة نضال ضد الإرهاب
ولكن، لم يسلم عادل إمام برحلة نضاله السينمائية ضد التنظيمات المتطرفة وفضح أسالبيها الملتوية، فتم تلفيق عدة اتهامات ضده مثل الإساءة إلى الإسلام وازدراء الأديان، كما واجه برفقة أسرته العديد من التهديدات بالقتل، ورغم ذلك لم يتوان في أي مناسبة أو مهرجان، في التعبير عن آرائه السياسية المناهضة للتكفيريين، مطالبا المصريين بأن يتوحدوا تحت راية واحدة ضد الإرهاب.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية