يوجد للملك خوفو تمثال متكامل تم العثور عليه في أبيدوس، وبلطة نحاس وجدت في مدينة جبيل اللبنانية، حيث أظهرت أنه أرسل بعثات في جبيل بلبنان "بلاد فينيقيا"، كما يُذكر في أحد النقوش بمعبد دندرة بقنا؛ مما يدل على أن له معبدًا قديمًا هناك، فيما تظل مومياؤه مفقودة حتى الآن، كما نالت الكثير من الأساطير والخرافات شخصيته، إلا إنه رغم ما قيل بحقه من خلال المؤرخين الأجانب الذين هاجموا شخصيته، إلا إن الدراسات الموثقة أثبتت أنه كان رحيمًا بشعبه وعادلاً وليس جبارًا قاسيًا كما صوره هيردوت.

 لقد استمر هيردوت في كيل الاتهامات ل خوفو رغم أن شعبه قدسه، بل أن هيردوت لم يقم بزيارة مصر إلا بعد موت خوفو بآلاف الأعوام، حيث زار مصر في القرن الخامس قبل الميلاد.

بدوره يقول الخبير الأثري شريف شعبان في تصريح لـ"بوابة الأهرام"، إن كافة الدراسات الموثقة أثبتت أن خوفو كان رحيمًا وعادلاً حتى مع العمال الذين قاموا ببناء الهرم الأكبر "المعجزة الخالدة"، حيث كان آلاف العمال تنقسم لفرق وطوائف يحمل كل منهما اسما خاصًا، وكانت قطع الأحجار تحمل علامات مميزة تحدد مكانها من المحاجر ومكانها من البناء كما تؤرخ وتشير لاسم الناحية، أما تموين العمال وتنظيم أجورهم فقد كان يجري بمنتهى الدقة، ناهيك عن الاكتشافات الأثرية التي أثبتت أن خوفو قام بتشييد مواني بحرية، وكان يهتم بالعمران.

 وخوفو هو ابن  الملك سنفرو،  ووالدته هي الملكة حُتب حِرس، وتدل المرويات والبرديات أنه كان يبحث عن برديات جحوتى أو توت أو هيرمس بالإغريقية، والذي يرجعه المؤرخون العرب للنبي إدريس ـ عليه السلام ـ، ومن هنا جاءت الحكايات التي جعلت خوفو واحدًا من الموحدين، كما صورته الدراما المصرية في الجزء الأول من مسلسل "لا إله إلا الله"، والذي تم عرضه منتصف ثمانينيات القرن الماضي.

والملك خوفو هو والد الملك خفرع باني الهرم الثاني، واستمر هيردوت في أكاذيبه على خوفو متهمًا أياه أنه أغلق المعابد، ويؤكد شريف شعبان إن خوفو أحدث انقلابًا في الفكر الديني في مصر القديمة، حيث جعل عبادة "رع" إله الشمس هي المسيطرة، مؤكدًا أن تمثال خوفو الكامل عثر عليه الأثري فلندرز بتري في أبيدوس بسوهاج، وهو تمثال تم تنفيذه بعد وفاته بمئات الأعوام وليس في حياته، مؤكدًا أن هناك الكثير من النقوش التي عُثر عليها تحمل رسومات لخوفو منها لوحة لخوفو في وادي المغارة بسيناء، وغيرها من اللوحات والرؤوس الغير متكاملة، وهى تتواجد في عدد من المتاحف في دول العالم .

في الداخل يضم الهرم الأكبر حجرات ثلاثة بداخلها طبقات، وغرفة دفن الملك ليست في مركز الهرم، ولكنها على مسافة 16 قدمًا للجنوب من منتصف الهرم، أما غرفة الملك فكلها من الجرانيت بسيطة المظهر خالية من كل زخرفها لا تحمل نقوشًا على جدرانها وسقفها مصنوع من 9 كتل جرانيتية هائلة وتزن في مجموعها 400 طنا ثُبتت بطريقة هندسية فائقة، وبالقرب من الجدار الغربي في الهرم الأكبر لخوفو نجد تابوتًا مستطيلا من الجرانيت عبثت به الأيدي منذ القدم خال من النقوش ولا غطاء له، ويُقال أن غطاءه فُقد منذ أيام الحملة الفرنسية، ويعلو غرفة الدفن غُرف خمسة منفصلة يقع كل منهما فوق الأخرى في خط رأسي مستقيم، ويُمكن الوصول إليهما عن طريق سرداب مستقيم.

 ويوضح شريف شعبان أن باني الهرم الأكبر هو حم إيونو، والذي تُرجعه بعض الأقاويل أنه ابن أخ لخوفو، والذي يتواجد تمثاله في إحدى متاحف ألمانيا، مؤكدًا أن الاكتشاف الأخير للممر السري في هرم خوفو يظل مثيرًا، بل يجعل الهرم أكثر إثارة من قبل، فلا أحد يعرف لماذا أراد حم إيونو وضع ممر سري وفراغ بحجم طائرة داخل الهرم الأكبر، مؤكدا أنه ربما تكشف السنوات القادمة عن الكثير من أسرار الحضارة المصرية القديمة.

كانت جامعة القاهرة عرضت المشروع البحثي لاكتشاف ممر جديد بالهرم الأكبر بفريق بحثي من كلية الهندسة جامعة القاهرة، حيث تم اكتشاف الممر لأول مرة في عام 2016م لاستكشاف منطقة الجمالون بالوجهة الشمالية لهرم خوفو.

وقال الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة، بأن عددًا من المراكز البحثية الدولية الفرنسية والألمانية والكندية واليابانية، ووزارة السياحة والآثار المصرية توصلت إلى كشف علمي مصري عالمي بالأهرامات، حيث تم اكتشاف ممر جديد بالوجه الشمالي للهرم الأكبر خوفو، مشيرًا إلى أن الكشف العلمي نتيجة عمل استغرق 7 سنوات متواصلة، وباستخدام أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال.

هرم خوفو

الممر السري المكتشف حديثا بالهرم الأكبر

المهندس حم أيونو .. باني الهرم الأكبر