تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
بعد فوزها بجائزة الشيخ زايد فى مجال النشر.. د. فاطمة البودى: لست قلقة على المستقبل
تلقب بالمرأة الحديدية فى مجال النشر، الذى بدأته من سنوات طويلة بعد دراستها للكيمياء الحيوية، ومن خلال هذا المجال بدأت التعرف إلى كبار المثقفين والأدباء.
اهتمت بنشر الكتب العلمية والإنسانية، ولم تكن مجرد ناشرة عادية، بل هى سيدة مثقفة تبحث دائما عن كل ما هو جديد فى عالم النشر، فنافست الرجال فى تلك الصناعة الشرسة وتفوقت عليهم، وبدأ اسم «دار العين» يتردد بشكل قوى فى المحافل الدولية والعربية.
صار كبار مثقفى الوطن العربى يأتون إليها لطباعة أعمالهم، واستطاعت أن تكسب ثقتهم من خلال تقديم منتج ثقافى ذى محتوى راق، وهذا ما أهل الكثير من كتب الدار للوصول إلى الجوائز العربية الكبرى، على مدار أعوام متتالية، وحصول أغلب كتاب الدار على جوائز.
وها هى اليوم تحصد جائزة أفضل دار نشر، ضمن جائزة الشيخ زايد للكتاب، وسوف يتم تكريم الفائزين فى حفل كبير بمتحف اللوفر ضمن فاعليات معرض أبوظبى الدولى للكتاب.
«الأهرام العربى» أجرت هذا الحوار مع د.فاطمة البودى، للتعرف على مشروعها الجديد، وهو إعادة نشر كتب الأدب العربى الحديث فى فترة السبعينيات.
■ فى البداية نبارك لك فوزك بجائزة الشيخ زايد، هل يمكن القول إنها تتويج لمسيرة فاطمة البودي؟
أنظر دائما لمسيرتى بكل رضا وفخر، الحقيقة لعدة سنوات مضت وبالتحديد الثلاث سنوات الأخيرة، وصلت بعض إصدارات دار العين للقائمة الطويلة للبوكر، أرى أن هذا طبيعى لاختلاف ذائقة اللجان، أنا دخلت هذا العالم الذى كان ساحرا منذ بدايات عملى فيه، ولم أكن أعلم خباياه، والسبب الذى شجعنى لدخول هذا العالم، هم أصدقائى المهتمون بترجمة ونشر الثقافة العلمية، لأن الناشرين التقليديين لم يهتموا بنشر هذا النوع من الثقافة العلمية، لذلك ولدت الدار مميزة بكتابها ومترجميها.
■ ماذا عن مشروع سلسلة الأدب العربى الحديث؟
قررت تقديم سلسلة الأدب العربى الحديث، وننشر فيها أهم ما نشر لكتاب عرب من السبعينيات، واتفقت خلال زيارتى الأخيرة لبيروت مع الكاتب اللبنانى حسن داود والكاتب والشاعر عباس بيضون، على أن يكونا نواة لهذه السلسلة.
■ ما التحديات التى واجهتك فى عالم النشر؟
تحديات كثيرة، لكن كان أكبر تحد هو أزمة فيروس كورونا، لأنها أجبرتنا على الإغلاق والتخلى عن خططنا، لكن فى الحقيقة «دار العين» استطاعت أن تصمد فى هذه الفترة بفضل العاملين بالدار، الذين قرروا التنازل عن نصف مرتباتهم، حتى تظل الدار قائمة ومستمرة، وأنا أدين لهم بالفضل فى النجاح الذى حققته الدار.
■ ما التوليفة الخاصة بالدكتورة فاطمة البودى التى جعلتها تصمد فى سوق النشر؟
ليست عندى توليفة خاصة بالنشر، أهم شيء أن يكون النص جيدا محترما، ممتعا للقارئ، وهذا ما نعمل عليه طوال الوقت، وهذا شعارنا الحقيقى فى دار العين، ورب ضارة نافعة، مع الإغلاق الذى حدث فى كورونا تنبهت لأهمية النشر الإلكتروني، خصوصا أننى أهملت سابقا عقود نشر كثيرة لشركات نشر إلكترونية، لكن مع هذه الأزمة شعرت بأهمية أن يكون منتج الدار متوافرا أمام القارئ إلكترونيا، وهذا له مميزات كثيرة، خصوصا بالنسبة للكتاب من خارج مصر، فمن الضرورى أن تتوافر كتبهم «أون لاين».
■ علاقتك الوطيدة بكبار المثقفين العرب والأجانب هل لعبت دورا مؤثرا فى نجاحك؟
لولا دراستى العلمية وتخصصى فى الكيمياء الحيوية، لم أكن لأتعرف على الأساتذة الأجلاء الذين تعاملت معهم، وكانوا سندا ودعما كبيرا فى مسيرتي، وأدين بالفضل للدكتور حنا صادق أستاذى الذى أشرف على رسالتى للماجستير والدكتوراه، والذى فى بيته تعرفت إلى شوقى جلال المفكر الكبير والدكتور مصطفى فهمى، والدكتور نبيل على، ولا يخلو الجانب العلمى من المعرفة الثقافية، فتعرفت إلى كتاب مهمين جدا.
■ هناك تحديات كثيرة تواجه سوق النشر، بعقلية المرأة المثقفة كيف استطعت الصمود بقوة؟
حتى هذه اللحظة لم أكن أستطيع مقاومة تزوير الكتاب الورقى، لأنها تحد كبير لقطاع النشر وللدولة نفسها، للأسف المزورون أقوى منا كناشرين، ويصدرون كتبنا إلى الخارج بكل سهولة، لذلك نطالب الدولة بسن التشريعات والقوانين للقضاء على ظاهرة التزوير، ومعاقبة المزورين بتطبيق أقصى أنواع العقوبة.
■ إلى أى مدى استفدت من مشاركتك فى المعارض الدولية؟
من خلال وجودنا فى المعارض العربية والدولية، اكتسبت علاقات كثيرة طيبة وجيدة، ودعيت إلى عدة ورش عمل وبرنامج الزمالة فى معرض فرانكفورت الدولي، وبرنامج تنشيط التعاون بين الناشرين العرب، والألمان، وباستمرار تتم دعوتى للمعارض العربية، كمتحدث فى مهنة النشر.
كما شاركت فى العديد من مؤتمرات النشر فى مختلف دول العالم، عندى حلم كبير أن أقدم عملا متميزا، كما فهمت طبيعة القارئ فى البلد الذى أعرض فيه، والثقة التى فى رقبتى بالنسبة للكاتب، أسعى دائما لأن أوفيها حقها، من خلال إتاحة كتابه فى مختلف المعارض، بشكل لم يكن يحلم به، وأحيانا تتم دعوته لحضور المعارض والاشتراك فى الندوات الثقافية، ليتحدث عن منتجه الأدبي.
■ نشاهد اليوم اقتحام عدد كبير من السيدات لقطاع النشر برغم التحديات، فما نصائحك لهن؟
فعلا أرى بنات كثيرات فى الفترة الأخيرة اتجهن للعمل فى قطاع النشر، طبعا هذا شيء جميل ورائع، وأشجعهن على هذا، وأتمنى أن يكن على مستوى المسئولية، موضوع النشر لا يقتصر فقط على المشاركة فى المعارض فى الخارج، لابد أن تدرك الفتاة التى تعمل فى قطاع النشر، أنها تحمل اسم مصر، لابد أن تعمل على هذا، وعليها أن تختار مواضيع جيدة، وتتعب على الكتاب بحيث يكون خاليا من العيوب، وتقدم منتجا جيدا يليق باسم مصر فى معارض الكتب الخارجية والمحلية أيضا.
■ هل أنت قلقة على مستقبل قطاع النشر؟
لم يكن عندى أى خوف وقلق من المستقبل، أعمل واجبى كما يجب أن يكون، وأترك الأمر لله، وليس عندى أى قلق من المستقبل فليس لدى شيء يقلقني، لكن ما يؤرقنى تعدد وتنوع التعليم فى مصر، للأسف الطلاب فى المدارس الدولية لا يعرفون الحديث باللغة العربية، والتعليم العربى فى المدارس العربية فيه مشاكل كثيرة، يؤرقنى أن هناك شبابا كثيرا لم يقرأوا باللغة العربية، وغير متفاعلين مع اللغة العربية، يهتمون باللغة الأجنبية، وهذا ما لمسته من خلال أحفادى وأحفاد أصحابي.
■ ما الكتب التى تحرصين على قراءتها بين الحين والآخر؟
أحرص على قراءة كتاب «أولاد حارتنا» لنجيب محفوظ، وأقرأ كتاب لطيفة الزيات «الباب المفتوح» وطوال الوقت بجانبى كتاب «الشعر الجاهلي» لطه حسين، الذى سأنشره خلال معرض القاهرة المقبل.
■ ماذا عن خططك لمشروع الأطفال الذى أعلنت عنه؟
حتى الآن لم أضع الخطة المفصلة، لكن الخط العريض أن يكون الكتاب بمستوى غير الموجود فى السوق العربية، خصوصا أن السوق مليئة بكتب كثيرة عادية، باستثناء بعض الدور التى تسعى لتحديث منتجها فى كتب الأطفال بين الحين والآخر، فى الحقيقة أحاول أن أقدم مشروعا غير تقليدي.
■ أطلقت مبادرة عام 2018، وهى «جائزة الكاتب الكويتى إسماعيل فهد إسماعيل وأدب النوفيلا» فلماذا ؟
أعلنت عن هذه الجائزة أثناء معرض كتاب الكويت، وكانت بعد وفاة الكاتب إسماعيل فهد إسماعيل تقديرا لدوره ومشواره الأدبي، كما أنه كان رجلا وطنيا وعروبيا، وكتب ثلاثية عن القاهرة من أروع ما كتب، كما أنه احتضن الجيل الحالى من الكتاب الكويتيين والناشرين الحاليين، الجائزة مخصصة لنوع أدبى «النوفيلا» وهو أدب لا يزال مهملا فى الوطن العربي، قيمة الجائزة ليست مالية، لكن قصدت أن تكون أدبية من خلال نشر أعمال الكاتب.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية