17 عاماً من الكفاح تحملت خلالها ما لم يتحمله بشر.. بهذه الكلمات بدأت نجلاء مستجير الأم المثالية الأولى بمحافظة بورسعيد والدة الشهيد محمود مندور شهيد الإرهاب ببئر السبع كلماتها، راعيت زوجي لمدة 7 سنوات كاملة بعد إصابته بسرطان في المعدة، عملت بأحد المصانع الملابس الجاهزة بالاستثمار فترتين عقب توقف زوجي عن العمل، إلا أن القدر فرق بيننا، مات زوجي وترك لي ثلاث أبناء لم يدركوا معنى الحياة بلال ومحمود وأميرة، وبدأت رحلة الحياة بحلوها ومرها تحملت مسئولية تربية أبنائي إلى جانب مرعاة أبي وأمي المرضى. 

وأضافت "نجلاء": كلمة لم ولن أنساها أبداً قالها زوجي لي ربنا يسترك زي ما سترتيني، قالها وهو على فراش الموت، مرت الأيام والشهور والسنين تعثرت كثيرًا ووقفت مجددًا استكمل مشوار الحياة المريرة، حمل ثقيل أعانني المولى على تكملته بمساعدة أبنائي بعدما كبروا، بلال الأبن الأكبر التحق بالعمل أثناء دراسته، ومحمود (الشهيد) يعمل وهو بالصف الأول الثانوي، تحملوا المسئولية رغم صغرهم، كل واحد كان له دور كبير، ومرت الأيام وحصل بلال على بكالوريوس تجارة ومحمود معهد حاسب آلي وأميرة بكالوريوس تجارة.

وعن ابنها الشهيد قالت "نجلاء": التحق محمود بالخدمة العسكرية، وبعد 4 أشهر من التحاقه استُشهد وهو يواجه الإرهابيين الذين حرموني من نور عيني، وتحدث معي محمود قبل وفاته بيوم واحد عبر الهاتف ليطمئن عليّ، وبعد انتهاء المكالمة شعرت بخفقان قلبي وانتابني شعور غريب، وكأن روحي سُرقت منّي، ولم أُدرك أنها المرة الأخيرة، ولن أعد أسمع صوته مرة أخرى، وأخبرني زميله بأنه قبل أن تفيض روحه قال له: أخبر أمي أنها وحشتني قوي".

سعادة وفرحة

وفي نهاية حديثها قالت: "أفتخر بأنني لقبت بأم الشهيد، ما زالت رائحة المسك تخرج من العلم الذي كفن به، يوميًا احتضن العلم حتى أتذكر لحظاتي الجميلة معه"، وأعربت عن سعادتها الغامرة بفوزها بلقب الأم المثالية على مستوى بورسعيد، وعن لقائها بالرئيس عبدالفتاح السيسي، بأنه تتويج من الله عز وجل لمشوار الحياة مع أبنائي. 

وعلى جانب آخر كرم المجلس القومي للمرأة برئاسة نجلاء إدوار الأم المثالية الأولى بمحافظة بورسعيد نجلاء مستجير والدة شهيد الإرهاب ببئر السبع، وتم تسليمها درع المجلس.

.

.

.