تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام : العقود الآجلة للذهب ترتفع وسط تراجع السندات الأمريكية
source icon

الأهرام

.

زيارة الموقع

العقود الآجلة للذهب ترتفع وسط تراجع السندات الأمريكية

ارتفعت العقود الآجلة للذهب اليوم الثلاثاء، حيث تمت تجارة العقود الآجلة للذهب مرتفعا بنسبة 0.47%.

ويعيد الذهب رسم تعاملات الأسواق في انطلاقة مذهلة لتعاملات الثلاثاء، بعدما اخترق الذهب حاجز 3500 دولار للأونصة، مسجلاً ذروة تاريخية جديدة بعد إغلاق الإثنين عند 3480 دولارًا. ليتجاوز بذلك السندات الأمريكية في تحول اقتصادي جديد.

تألق الذهب فوق السندات الأمريكية، يعكس تحولًا في تفضيلات المستثمرين نحو أصول تحمي الثروة في مواجهة التضخم، السياسات النقدية المتذبذبة، والتوترات السياسية،  فاختراقه لمستوى 3500 دولار يؤكد دوره كمرآة للتحديات الاقتصادية العالمية، ورمز للاستقرار في عالم يتسم بالاضطراب. مع استمرار هذه الديناميكيات.

سعر الفضة

في الوقت نفسه على كومكس, ارتفع سعر الفضة لشهر ديسمبر بنسبة 2.48% لتتم المتاجرة به على 14.73 للأونصة بينما ارتفع سعر النحاس لشهر ديسمبر بنسبة 0.28% لتتم المتاجرة به على 4.5 للرطل.

تفوق الذهب 

محمود جمال سعيد، محلل أسواق السلع قال إن هذا الارتفاع ليس مجرد قفزة سعرية، بل علامة فارقة تؤكد تفوق الذهب على السندات الأمريكية كملاذ آمن، في تحول اقتصادي يعكس تغيرات عميقة في ديناميكيات الأسواق العالمية، بل يظل الذهب خيارًا استراتيجيًا لتنويع المحافظ، متحديًا التقلبات ومعيدًا رسم قواعد الاستثمار في عصر عدم اليقين.

وأضاف  أن هذا التألق يأتي مدفوعًا بثبات التضخم الأمريكي، وتآكل ثقة المستهلكين، وتوقعات بخفض أسعار الفائدة، إلى جانب مخاوف متصاعدة حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، لافتاً إلى أن هذه العوامل، المتشابكة بإحكام، ترسم مسارًا صعوديًا للذهب، مؤكدة دوره كحصن استراتيجي في بيئة اقتصادية مشحونة بعدم اليقين.

أكد جمال أن تفوق الذهب على السندات الأمريكية، خاصة سندات الخزانة لأجل 10 سنوات التي تحوم عوائدها حول 4.2%، يحمل دلالات اقتصادية عميقة. تاريخيًا، كانت السندات ملاذًا آمنًا يوفر عوائد ثابتة، لكن تراجع جاذبيتها وسط توقعات بسياسة نقدية تيسيرية جعل الذهب الخيار المفضل. 

وقال خبير أسواق المال أن هذا التحول يعكس فقدان الثقة النسبي في الأصول المرتبطة بالدولار، خاصة مع ارتفاع الدين الأمريكي إلى أكثر من 36 تريليون دولار، وتوقعات بتكاليف فوائد سنوية تتجاوز تريليون دولار خلال العقد القادم.

التضخم 

وتابع الذهب، بطبيعته كأصل لا يخضع لتقلبات السياسات النقدية، يبرز كحماية ضد التضخم المستمر، الذي استقر عند 2.6% وفقًا لمؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي، مدفوعًا بسياسات تجارية حمائية قد ترفع الأسعار أكثر.ضعف ثقة المستهلكين الأمريكيين يضيف وقودًا لهذا الزخم.

وأوضح جمال أن استطلاعات حديثة كشفت عن تراجع حاد في التفاؤل الاقتصادي، مدفوعًا بارتفاع تكاليف المعيشة في ظل توقعات بتباطؤ النمو، مبيناً أن هذا القلق يدفع المستثمرين للهروب نحو الذهب، الذي يحتفظ بقيمته في أوقات الاضطراب.

أسعار الفائدة

وشدد أنه في الوقت ذاته، ترتفع توقعات خفض أسعار الفائدة، حيث تراهن الأسواق بنسبة 89% على خفض بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع الاحتياطي الفيدرالي لشهر سبتمبر، مع احتمال خفض إضافي بحلول نهاية العام، هذا التيسير النقدي يقلل من تكلفة الاحتفاظ بالذهب، الذي لا يدر عائدًا، مقارنة بالسندات التي تتراجع عوائدها، مما يعزز جاذبيته.

وصرح جمال بأن ضعف الدولار، الذي هبط بنسبة 2.2% خلال أغسطس، يجعل الذهب أكثر إغراءً لحاملي العملات الأخرى، مما يعزز الطلب العالمي. مشيرا إلى أن العامل الأكثر إثارة للقلق هو الجدل حول استقلالية الاحتياطي الفيدرالي. الضغوط السياسية المتزايدة، بما في ذلك التدخلات المثيرة للجدل من الإدارة الأمريكية في قرارات البنك المركزي، تثير مخاوف من تقويض مصداقيته. 

وذكر خبير أسواق المال أن هذا الشك يزيد من حالة عدم اليقين في الأسواق، مما يدفع المستثمرين لتفضيل الذهب كأصل محايد لا يتأثر بالتجاذبات السياسية. التوترات الجيوسياسية المستمرة، خاصة في الشرق الأوسط، تعزز هذا الاتجاه، حيث يظل الذهب ملاذًا آمنًا في مواجهة الاضطرابات الإقليمية.

وتشير توقعات السوق إلى استمرار هذا الزخم الصعودي.

 تتوقع مؤسسات مالية بارزة، مثل بنك باركليز وشركة إنفستكو، أن تصل أسعار الذهب إلى نطاق 3600-3900 دولار خلال الأشهر المقبلة، مدعومة بمشتريات مكثفة من البنوك المركزية، خاصة في الأسواق الناشئة، وتدفقات استثمارية قوية نحو صناديق الذهب. 

وأضاف محمود جمال سعيد أنه من الناحية الفنية، يجد الذهب دعمًا قويًا عند مستويات 3350-3400 دولار، بينما يفتح اختراقه لمستوى 3500 دولار الباب أمام مستويات أعلى، قد تصل إلى 4000 دولار بحلول منتصف 2026 إذا تصاعدت التوترات أو استمر التضخم.

وذكر خبير أسواق المال أنه مع ذلك، تبقى المخاطر قائمة، فىانتظار بيانات اقتصادية قوية، مثل تحسن مفاجئ في ثقة المستهلكين أو استقرار سوق العمل، قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي لتأخير خفض الفائدة، مما يعزز الدولار ويضغط على الذهب مؤقتًا. 

وقال جمال أن التقلبات الناجمة عن الجدل حول استقلالية الفيدرالي تؤدي إلى تذبذبات حادة،  لذا، يُنصح المستثمرون بتبني استراتيجية دخول تدريجية، مستغلين الانخفاضات المؤقتة كفرص شراء، مع إدارة دقيقة للمخاطر لمواجهة التطورات غير المتوقعة، مطالبا بمراقبة بيانات التوظيف وثقة المستهلكين المقرر صدورها هذا الأسبوع، حيث ستحدد نبرة قرارات الفيدرالي وتؤثر مباشرة على مسار الذهب.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية