تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام : الحرارة الخفيفة المستمرة بعد نزلة البرد.."الفخ" الصامت الذي يُهدد سلامة الرئتين
source icon

الأهرام

.

الحرارة الخفيفة المستمرة بعد نزلة البرد.."الفخ" الصامت الذي يُهدد سلامة الرئتين

تعد نزلات البرد والإنفلونزا من الزوار الثقلاء الذين يطرقون أبواب الأسر مع كل تغير في الفصول، وبينما يتماثل الأغلبية للشفاء في غضون أيام، تظل "الحرارة الخفيفة" التي تعقب التماثل الظاهري للشفاء لغزاً يثير قلق الكثيرين.

هذه السخونة التي لا تتجاوز حدود الـ 38 درجة مئوية، لكنها تأبى الرحيل، قد لا تكون مجرد ذيول لعدوى عابرة، بل ربما تمثل جرس إنذار مبكر لمضاعفات صحية تتسلل إلى الجهاز التنفسي بعيداً عن أعين المريض، مما يطرح تساؤلاً جوهرياً حول التوقيت الحرج الذي يستوجب مغادرة المنزل والتوجه فوراً إلى الطبيب المختص.

الحرارة "المنخفضة" وتحذيرات التشخيص

يقول الدكتور ياسر محمد، أستاذ أمراض الصدر بكلية طب عين شمس، إن بقاء درجة حرارة الجسم في مستويات مرتفعة بشكل طفيف بعد انقضاء الأعراض الحادة لنزلة البرد ليس أمراً عارضاً يمكن تجاهله، بل هو مؤشر حيوي على أن الجهاز المناعي ما زال في حالة اشتباك مع مسبب مرضي لم يتم القضاء عليه نهائياً.

أضاف أن استمرار الحرارة لأكثر من ثلاثة إلى خمسة أيام بعد اختفاء الرشح والزكام يتطلب وقفة فاحصة، لأنها قد تعني تحول العدوى من فيروسية بسيطة إلى عدوى بكتيرية ثانوية استغلت ضعف الغشاء المخاطي المبطن للجهاز التنفسي لتستقر في مناطق أعمق.

وأكد أستاذ أمراض الصدر، أن الخطورة تكمن في الاعتقاد السائد بأن الحرارة التي لا تسبب خمولاً تاماً هي حرارة "آمنة"، مشيراً إلى أن هذا النوع من السخونة المستترة غالباً ما يكون العرض الوحيد لبدايات التهابات صامتة في الجيوب الأنفية أو حتى التهابات رئوية في مراحلها الأولى.

وأشار إلى ضرورة مراقبة توقيت ظهور الحرارة، فإذا كانت تنخفض صباحاً وتعاود الارتفاع في المساء، فإن ذلك يرجح وجود نشاط بكتيري يتطلب تدخلاً دوائياً دقيقاً بعيداً عن الوصفات المنزلية التقليدية أو المسكنات التي تكتفي بإخفاء العرض دون علاج السبب.

سيناريوهات التدهور والمضاعفات

ولفت الدكتور ياسر محمد، إلى أن هناك "الفترة الذهبية" للتعامل مع مضاعفات البرد، وهي الأيام الثلاثة الأولى من ظهور الحرارة المستمرة، حيث إن إهمالها قد يؤدي إلى انتشار العدوى إلى القصبات الهوائية.

وحدد مجموعة من العلامات المصاحبة التي إذا ظهرت مع الحرارة الخفيفة ترفع درجة الخطورة إلى القصوى، وعلى رأسها الشعور بضيق في التنفس عند بذل مجهود بسيط، أو وجود آلام في جانب واحد من الصدر عند أخذ نفس عميق، مؤكداً أن هذه العلامات تشير بوضوح إلى تأثر الغشاء البلوري المحيط بالرئة أو تجمع سوائل نتيجة الالتهاب.

وحذر الدكتور ياسر من اللجوء العشوائي للمضادات الحيوية دون استشارة طبية عند ملاحظة استمرار الحرارة، موضحاً أن تناول جرعات غير كافية أو نوعيات غير مناسبة قد يؤدي إلى تقوية البكتيريا وخلق سلالات مقاومة للعلاج، مما يعقد الموقف لاحقاً.

واستطرد موضحاً أن التشخيص الصحيح يبدأ من خلال الفحص الإكلينيكي الدقيق، وقد يتطلب الأمر إجراء أشعة سينية على الصدر أو فحوصات مخبرية مثل سرعة الترسيب وبروتين (CRP) للتأكد من مدى انتشار الالتهاب في الجسم وقدرة المناعة على المواجهة في تلك المرحلة الحساسة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية