تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
تواصل «بوابة الأهرام»، نشر حلقات الملك توت عنخ آمون، تزامنا مع احتفالية مئوية اكتشاف مقبرته فى وادي الملوك بالأقصر عشرينيات القرن الماضي.
ويقول الخبير الأثري الدكتور شريف شعبان لـ "بوابة الأهرام" ، إنه سطع إسم سمنخ كارع، هذا الملك والذي يعني إسمه "قوية هي روح رع" مع نهايات عصر إخناتون باعتباره شريكاً له في الحكم وخليفته من بعده قبل حكم توت عنخ آمون. وكانت وفاة أخناتون المفاجأة خلال تلك الفترة الغامضة قد أربكت حسابات العلماء في تحديد هوية وطبيعة حكم خليفته. فمع قلة المصادر عنه والآثار التي تركها، لا نعرف أصول سمنخ كارع سوى أنه إما كان أخ غير شقيق لأخناتون أو ابن له من إحدى زوجاته الثانويات.
ويرى البعض بأنه اشترك مع أخناتون مع أبيه أمنحتب الثالث في عرش مصر، وقد أشرك أخناتون معه سمنخ كارع طيلة عامين على الأقل حتى وفاته. ومثلما كان أخناتون وعصره مليئاً بالألغاز، طال هذا الملك الجانب الأكبر من الغموض المقترن بالنبذ بعدما اعتبر سليل لعنة آتون وعصره، مرفوضاً من مجتمع طيبة وكهنتها.
ويضيف شعبان ، قام سمنخ كارع بالزواج من ابنة أخناتون ميريت آتون الزوجة الملكية الكبرى، مما عزز موقفه كحاكم مشارك للعرش، وهو ما يدل عليه ظهوره بصحبتها على جدران مقبرة مري رع الثاني وهما يكافئانه، كما أنه دليل على أن ميريت آتون كانت مثل أمها شريكة في الحكم لأبيها ولزوجها من بعده. ونظراً لأن المنظر غير مؤرخ، فمن الممكن أن صاحب المقبرة قد أقحم صورة سمنخ كارع كدلالة على رغبته في مواكبة التحول السياسي بظهور ملك شريك في الحكم أو باعتباره ملك جديد بعد وفاة إخناتون دون تأكيد على أي منهما.
أما عن مدة حكمه، فمازلنا في حيرة، حيث ما تبقى من آثار تشير إلى أنه قد حكم مدة قصيرة تتراوح ما بين عامين إلى ثلاثة لا نعرف فيهم أية أحداث مسجلة. فهناك بطاقة محتويات لأواني نبيذ تخص القصر الملكي بالعمارنة تحمل إسمه وترجع لعام حكمه الأول، بينما عثر على قوائم محتويات نبيذ أخرى تخص ملك مجهول من عصر العمارنة ولكنها تؤرخ بالعامين الثاني والثالث، وهو ما دعى بعض العلماء إلى نسبها إليه وأنه حكم لمدة ثلاث سنوات ، وعلى جانب آخر، يرى العديد من العلماء بأنه لم يحكم مصر بشكل منفرد لكنه كان شريكاً للحكم فقط، فيرى عالم الآثار الانجليزي آيدان دودسون Aidan Dodson أن سمنخ كارع قد حكم فقط كوصي مشارك لإخناتون لمدة عام تقريبا ثم اختفى.
ويوضح شريف شعبان ، أن هناك لقب أنثوي يقترن بفترة سمنخ كارع وهو نفر نفرو آتون يُعتقد بأن صاحبته قد حكمت مصر بعد أخناتون. ففي رواية تبناها بعض العلماء مثل الفرنسي مارك جابولدي Marc Gabolde هو أن ميريت آتون قد حكمت مصر بعد وفاته باعتبارها الزوجة الملكية وحملت لقب نفر نفرو آتون ثم جاء من بعدها سمنخ كارع، كما يتصور الأمريكي جيمس بيتر ألين Peter Allen أنه حكم منفرداً بعد حكم نفر نفرو آتون.، أما عالمة الآثار الكندية فاليري أنجينو Valerie Angenot أن الحكم من بعد أخناتون قد آل لاثنين من بناته قد حكمتا مصر معاً، حيث ترى أن أخناتون بعدما تزوج من ابنته ميريت آتون ونصبها الزوجة الملكية رفع بجوارها أختها نفر نفرو آتون ونصبتا سوياً كحاكمان مشتركان للعرش تحت إسم عنخ خبرو رع. وادعت أنجينو نظريتها بناءً على تحليل فني لنقش معروض في المتحف المصري في برلين من عصر العمارنة والذي يظهر شخصين جالسين على العرش يلامس أحدهما ذقن الآخر، وترى أن هذا الوضع هو وضع لم يحدث سوى بين الأميرات.
ومن المحتمل أنه عندما توفى الملك سمنخ كارع، تم دفنه في مقبرة غير كاملة بالجبانة الملكية بالعمارنة بالقرب من المقبرة الملكية الخاصة بالملك إخناتون. وقد عثر على العديد من القطع داخل مقبرة توت عنخ آمون بوادي الملوك يعتقد أنها قد صنعت في الأساس لسمنخ كارع، من بينها التابوت الأوسط للملك الصبي. وقد ساد اعتقاد أن المقبرة KV55 قد خصصت لسمنخ كارع، فعندما هجرت عاصمة قرص الشمس إبان السنوات الأولى لحكم الملك توت عنخ آمون وعودة البلاط الملكي إلى طيبة، يبدو أنه قد تم نقل مقابر أفراد العائلة المالكة بالعمارنة إلى طيبة، حيث كان سمنخ كارع واحد منهم.
ويؤكد الخبير الأثري شريف شعبان ، أن أكثر التكهنات التي تضرب بقوة، هو أنه من المرجح أن هذا الخليفة الغامض سواء كان سمنخ كارع أو نفر نفرو آتون لم يكن سوى الملكة نفرتيتى باسم جديد لتحكم به كملك لمصر بعد وفاة أخناتون زوجها وانقلاب الأوضاع من بعده، حيث يظن أنها عادت من جديد وحاولت أن تنقذ ما يمكن إنقاذه بعد نهاية عصر العمارنة وتعالى طوفان آمون. ويأتي ذلك الرأي استناداً على أن إسم (عنخ خبرو رع) الذي كان أيضاً أحد أسماء نفرتيتى، حيث أن ألقاب التتويج لا تتكرر مع ملكين اثنين، كما أنها حصلت على عدة ألقاب جديدة مثل المحبوبة من آتون بدلاً من ألقابها المعهودة مثل المحبوبة من زوجها خاصة بعد وفاته، وبالتالي يصبح اسمها الرسمي هو: "عنخ خبرو رع سمنخ كارع المحبوبة من آتون"، بالإضافة إلى مناظرها في وضعية الملك المحارب يرجح أنها عادت مرة أخرى محملة بالخبرة والقوة لتحكم بشكل منفرد.
توت عنخ آمون ووالده أخناتون
نقوش آثار العمارنة
الملك اخناتون
نقش حجري يظهر اخناتون
الملكة نفرتيتى
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية