تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام : «ليالي الحلمية والحرب العالمية الثانية».. ذكرى سكوت المدافع بين الحلفاء والمحور واشتعال حرب "البيه و
source icon

الأهرام

.

زيارة الموقع

«ليالي الحلمية والحرب العالمية الثانية».. ذكرى سكوت المدافع بين الحلفاء والمحور واشتعال حرب "البيه والعمدة"

يشهد شهر سبتمبر حلول ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، والتي تم تجسيدها بشكل درامي متميز في مسلسل "ليالي الحلمية"، حيث عرض الجزء الأول منه عام 1987م ، وهو الجزء الذي استعرض تاريخ مصر الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، فى أربعينيات القرن الماضي، كما استعرض شكل العالم كله أثناء الحرب العالمية الثانية، والتي انتهت رسميًا في 2 سبتمبر عام 1945م ، بعد أن قضت على ملايين البشر في العالم. 

"بوابة الأهرام" في تقريرها التالي،  تستعرض وقائع الحرب العالمية الثانية من خلال مسلسل "ليالي الحلمية" إحدى أهم روائع الدراما المصرية والعربية، حيث صاغ المبدع الراحل أسامة أنور عكاشة عذابات سليم البدري ابن الطبقة الارستقراطية، والذي أدى شخصيته الفنان يحيي الفخراني، حيث كان من قدره أن يتم احتجازه وأسره من خلال الفيلق الألماني قبل وصوله لمراكش، حال هروبه عن طريق البر، أثناء رجوعه من بريطانيا لتوريد الالآت ومعدات لمصانع الغزل والنسيج التى يمتلكها، وذلك بسب توقف المواصلات عن طريق الجو الطائرات، وعن طريق البحر البواخر؛ بسبب اشتعال المعارك فى البحر المتوسط.

وأظهرت الحلقة العاشرة من الجزء الأول للمسلسل، قيام توفيق والذى أدى شخصيته الفنان حسن يوسف وهو ابن عم سليم البدرى، بإقناع عدو سليم  البدرى ، العمدة سليمان غانم ببيع نصيبه من المصنع ، حيث أظهر له تليغراف مزور منه يحثه على بيع أسهمه فى مصنع الغزل والنسيج فى الحلمية من أجل مصنعه الجديد بشبرا الخيمة ، وهى الخديعة التى ابتلعها العمدة سليمان غانم فوافق على البيع، كى لايجعل ابن البدرى يكسب ، كان توفيق مؤمنا أن الشر لايورث وأن العمدة يقوم بالشر والمكيدة على سليم الذى ليس له دخل بالثأر القديم بين الآباء. 

فى بداية الحرب العالمية الثانية، شكلت الحكومة المصرية مصلحة وقاية المدنيين من الغارات الجوية، وألحقتها بوزارة الداخلية، وتم تعيين المحافظيين كرؤساء لهذه اللجنة، حيث تم تعيين كل محافظ فى المديرية كرئيس، وتم تعيين عبدالسلام الشاذلى باشا محافظ القاهرة مديرا عاما للقاهرة، كما تم عمل مشروع إسعاف وعلاج المصابين برئاسة الخبير الطبى أوستن بيرن وعدد من الأطباء المصريين،وتم وضع خريطة احترازية فى الشوارع منها: منع إضاءة المصابيح، والإبقاء على المصابيح الزرقاء، وتكون واحدة فقط، كما تم منع سير الدراجات النارية ليلا وكذلك السيارات وقت الغارة، كما فتحت الدولة التطوع للإناث والذكور فى إعانة المنكوبين من الغارات ومساعدة اللجنة. 

وقالت "الوقائع" إنه يجب على ملاك العقارات المخصصة لسكن ما يزيد على خمسة عشر شخصا، وعلى ملاك العقارات أن يعدوا ويشرعوا فى بناء المخابئ، كما تشمل هذه التكاليف ملاك معاهد التعليم، وأصحاب المحال التجارية والصناعية، وكذلك المقاهى التى هى ملزمة بعمل مخابئ فى أماكن يؤى لها الناس لو حدثت الغارة وهم فى المقهى، وقالت الوقائع إن الذين قاموا بإنشاء مخابئ فى الإسكندرية عليهم الإخطار بذكر اسم الشارع وعدد الأشخاص الذين سيسعهم المخبأ، ورسم يبين موقع المخبأ ومداخله ومخارجه، وكل من يخالف أمرا يعاقب بالحبس لمدة شهر وبغرامة لا تتجاوز 5 جنيهات. أما المنازل التى تقل قيمتها عن ألف جنيه مستثناة من القرار، وكذلك المنازل التى يسكنها المالك بنفسه هو وأسرته حتى لو كانت مخصصة لأكثر من شخص، حيث تم إعداد مخابئ فى أماكن إضافية لهم من قبل الحكومة.

لماذا سافر ابن البدرى  لأوروبا لاستقدام الآلات لغزل النسيج المستخرج من القطن؟

تقول الصحف المصرية  الصادرة عام 1943م ، والتى بشرت المواطنين بتطهير الحلفاء لإفريقيا من قوات المحور ، حيث أكدت أن العالم لا يستغنى عن القطن ، ولكن فى الحرب لن تزيد حاجة العالم عن الربع ، وأكدت صحيفة النبراس المحلية الصادرة فى دمنهور أن الحرب قد جعلت أغلب الدول تستغنى عن القطن بالألياف الصناعية وهذه الألياف قد أصبحت تهدد القطن ومستقبله تهديدا مباشرا ، مؤكدة أن الدول التى كانت تعتمد على القطن فى وقت السلم ويدر القطن مصانعها ، قد حولت الآلات إلى آلات تفيي بحاجة المقبلين على المواد الصناعية والنباتية بدلا من القطن ، وقد ضربت النبراس مثالا بمصانع لانكشير ببريطانيا والتى كانت قلعة صناعات الغزل والنسيج فى العالم آنذاك، والتي ارتحل لها سليم البدري في مسلسل ليالي الحلمية بالجزء الأول. 

تستمر حلقات الجزء الأول من مسلسل ليالي الحلمية ، حيث يأتى المشهد بتبليغ  نازك السلحدار زوجة سليم البدري ، بأسر واحتجاز الألمان سليم البدري، بسبب ظروف الحرب الدائرة فى العالم حيث يخبر الباشا والذي أدى دوره الفنان أحمد مظهر بالحقيقة ، كان البدري يستعد للرجوع لمصر  لكن ظروف الحرب ملخبطة مواعيد الطيران والبواخر،  فعدى من انجلترا لفرنسا لأسبانيا علشان ييجى من طريق البر من خلال مراكش ،  لكن اتمسك ووقع فى أثر الألمان، أكد الباشا لنازك السلحدار تأكدى أن قلقلكم  ياهانم على سليم زي قلقنا  بالضبط ، وأنت عارفه أنى كنت باعتبره  زى ابني بالضبط ، الحكاية أنه كان مستعجل،  فلم يصبر أن الإنجليز يحجزوا ليه للسفر ، وقد ارتحل من أوربا للوصول لمراكش من كريق البر حتى مصر ، إلا إنه وقع أسيرا لدى الألمان فى جبال البرنيه  الألب ، ومن سوء حظه أن صديقه البريطاني كان جاسوس للمخابرات البريطانية ، وقد أكد الباشا ، إحنا نحمد ربنا أن مصر اترفعت عنها الحماية البريطانية  ، وإلا كان سليم فى نظر الألمان إنجليزي ، تأكدى أننا مش هنسكت خالص.

يقول كتاب الحرب العالمية الثانية فى البحر المتوسط ، إنه خلال شهر فبراير من عام 1941م بدأ فيلق أفريقيا الألماني فى الوصول لدول شمال إفريقيا محوطا بستار من الكتمان بحيث لم تستطع قيادة الشرق الأوسط تحديده ، وقد كان الفيلق مسلحا بأحدث الوسائل وأقوي الدبابات الألمانية ، ومدافع ذاتية الحركة كما كان لديه من المعدات مايلائم العمليات الصحراوية وكان جنود الفيلق من خيرة الجنود الألمان ، وقد تم تعيين الجنرال أورين روميل قائدا للفيلق حيث كان أحد القلائل البارعين فى عمليات القتال المدرع فكان سريع القرار جريئا فى عملياته وفى سرعة استغلاله للمواقف كما كان منظما إداريا من طراز فريد ، وقد  شنت  قوات المحور غارات على الإسكندرية عام 1941م كانت الغارة الأولى ليلا، ولم تكن ترفع الأنقاض حتى ألقيت غارة جوية أخري مما جعل القطارات تتكدس وهى تحمل المهجرين الناجين من الإسكندرية للقاهرة، تسببت الغارات فى مآس حقيقية، حيث قضت على 50 عاملا دفعة واحدة كانوا يصرفون مرتباتهم من مقاول على مقهى.

ونشرت الصحف قصة المرأة التى فقدت 4 من أولادها الذكور كانوا ينامون مع أبيهم، حيث ماتوا مع أبيهم أما هى فقد كانت نجاتها بسبب خروجها من المنزل، وقد أصيبت المرأة المكلومة بالجنون، أما الأب الذى كان يبكى من الفرحة لرؤية أولاده فقد قال إنه اختبأ فى مخابئ، وحين خرج اكتشف أن أولاده أحياء بأعجوبة ، كما نشرت الصحف هلع السيدات وصراخهن "حوش ياحواش" وهن يشاهدن الضحايا، حيث قدمت الصحف صورا حقيقية لمأساة المصريين مع الحرب العالمية الثانية.

تأخذنا حلقات ليالي الحلمية لوقع سمع خبر اعتقال الألمان لسليم البدري ، حيث والدته تخاطب نجله الصغير اليتم على البدري " ياعينى عليك يا على،  الأول أمك، والتانى أبوك ، وقد حاولت أنيسة التخفيف عنها ، أما والد أنيسة الذى دخل على ابن نجلته المتوفاة ، فقد أكد لوالدة سليم البدري ، أن ابن البدري عند هتلر ومش ممكن يأذيه علشان هتلر عارف أن المصريين بيكرهو الإنجليز ويحبوا الألمان،  وتانى حاجة علشان هتلر مسلم وموحد بالله هو أسلم فى السر ومسمى نفسه الحاج محمد هتلر ، حيث استطاع السيناريست أسامة أنور عكاشة أن يظهر فى مشهد  الميديا الألمانية  أثناء الحرب العالمية الثانية ونجاحها فى اختراق عقول المصريين والعرب  الذين كانوا يكنون الكراهية للبريطانيين،  فانساقوا لهذه الخرافة،  بل تم إطلاق اسم هتلر ومحمد هتلر كاسم مركب على أسماء المواطنين سواء فى الدلتا أو الصعيد كما تظهر السجلات 

ويرصد كتاب "معركة مصر في الحرب العالمية الثانية" طبعة 1965م، النهب الاستعماري لمصر، حيث قامت مصر بمساعدة الحلفاء في الحرب مجبرة، وأكد الكتاب أن وزارة الزراعة زادت من المساحة المنزعة بالحبوب على ما يزيد على مليون فدان على حساب القطن الذي كان رأس مال الفلاح المصري، كما زادت من زراعة الخضر لأكثر من الضعف، وخاصة البطاطس والقرنبيط؛ لسد حاجة القوات البريطانية، وصدرت الأوامر بتوفير اللحوم للقوات المتحاربة.

أما السير روبرت هايننج رئيس مركز التموين في الشرق الأوسط، أكد أن مصر خفضت استهلاكها المحلى، ووضعت مراقبة دقيقة على الواردات، وامتنعت عن أكل اللحوم لمدة يومين في الأسبوع، وقد بدأنا نستخدم البطاقات لتنسيق الصرف، ويوضح الكتاب أن مصر زادت من إنتاج الكتان لنحو 50 ألف فدان لحاجة الصناعات الحربية إليه، واستوردت الفحم من الهند، والورق من اليابان بدلا من ألمانيا وبولندا وفنلندا، وكانت مصر هي القاعدة الكبرى للشئون الإدارية والتجهيز للقتال تجهيزا كاملا، كما أصبحت الإسكندرية قاعدة احتياطي للعالم.

تستمر الحلقات في ليالي الحلمية، وفى الحلقة الثانية عشرة ظهرت والدة سليم البدري مع الباشا الذى أكد لها أن سليم البدري لن يرجع، وأن جهود وزراة الخارجية باءت بالفشل، وسط تصميم الألمان أنهم لايعرفون عنه شيء، وقد كان لهذا الخبر وقعه الحاد على الأم التى ماتت وهى تقوم بحضن ابن نجلها على البدري فى منزل العامل توفيق، دون أن تنتظر أنيسة وهى تجلب لها البخور لترقي الطفل على البدرى، لتُقام لها جنازة فى منطقة الحلمية. 

 أما الحلقة الثالثة عشر تظهر رجوع سليم البدري فجأة حيث يقول :"ضلمة غويطة وطويلة مالهاش آخر ، باب محفور فى بطن الأرض، نمت وصحيت ، وقمت واغمى علي، أكلت حاجات معرفش عنها حاجة، وشربت ميه وعرق ودم، أضربت لحد ماجلدى مات، شالونى وودونى المستشفى ومنها ودونى مكان مهجور، وقالوا لى أجري وقعدت أجري لحد ماوقعت فى ميناء فيها إنجليز، بعدين ركبوني طيارة نزلوني ألماظة، وسلموني لناس تانيه معرفش غير أنهم قالوا تروح المصنع ولا البيت، قلت المصنع ، ثم تساءل هو على فين وفين نينا ؟ ثم تنقلنا الحلقة لبكاء سليم البدري أمام قبر والدته التي ماتت حزينة من أجله بعد اعتقاله على يد الألمان". 

وبدأت الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر من عام 1939 في أوروبا، وانتهت في الثاني من سبتمبر عام 1945، شاركت فيها أو تأثرت بها الغالبية العظمى من دول العالم منها الدول العظمى في حلفين عسكريين متنازعين هما: قوات الحلفاء، ودول المحور، كما أنها الحرب الأوسع في التاريخ، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 بلدًا، وقد وضعت الدول الرئيسية كافة قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي. 

 وقد أدت الحرب العالمية الثانية إلى عدد كبير من القتلى المدنيين، لعبت الطائرات دورًا رئيسيًا في الصراع، حيث مكّنت القصف الاستراتيجي للمراكز السكنية الذي أودى بحياة حوالي مليون شخص، بما قنبلتي هيروشيما وناجازاكي.

وأسفرت الحرب عن وقوع 50 إلى 85 مليون قتيل حسب التقديرات؛ غالبيتهم من المدنيين؛ لذلك تعد الحرب العالمية الثانية أكثر الحروب دموية في تاريخ البشرية، ومات عشرات الملايين من الناس بسبب الإبادة الجماعية.

 
مشاهد من اثار الحرب العالمية الثانية مشاهد من اثار الحرب العالمية الثانية
 
مشاهد من اثار الحرب العالمية الثانية مشاهد من اثار الحرب العالمية الثانية
 
مشاهد من اثار الحرب العالمية الثانية مشاهد من اثار الحرب العالمية الثانية

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية