تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > الأهرام : «قلب الثورة الرحيم».. حكمت أبو زيد أول امرأة عربية تتولى منصب الوزارة
source icon

الأهرام

.

زيارة الموقع

«قلب الثورة الرحيم».. حكمت أبو زيد أول امرأة عربية تتولى منصب الوزارة

سيظل تاريخ المرأة المصرية يذكر أن أول امرأة عربية تولت منصب الوزارة هى هذه السيدة التى لقبها الرئيس جمال عبدالناصر بـ"قلب الثورة الرحيم".  

فى قرية الشيخ داوود بالقوصية بمحافظة أسيوط، وُلدت حكمت أبو زيد في عام 1916م، حيث كانت الابنة الثالثة بين أشقائها، ولم يكن هناك مدارس لتتلقى فيها التعليم، وكان والدها ناظر سكة حديد؛ مما ساعدها ووفر لها امكانية السفر يوميًا من قريتها إلى بندر ديروط؛ لتتلقى التعليم بالمدارس الابتدائية والإعدادية حتى جاءت المرحلة الثانوية، فتغربت الدكتوره حكمت أبو زيد عن أسرتها لتكمل مسيرتها التعليميه بمدرسة حلوان الثانوية، ولم يكن بحلوان فى هذه الفترة مُدن جامعية، فأقامت بجمعية بنات الأشراف التى اسستها الراحلة الزعيمة نبوية موسى.

##

وفى خلال دراستها الثانوية تزعمت ثورة الطالبات داخل المدرسة ضد الإنجليز والقصر مما أثار غضب السلطة، ففُصلت من المدرسة واضطرت لاستكمال تعليمها بمدرسة الأميرة فايزه بالاسكندرية. 

التحقت بكلية الآداب قسم تاريخ بجامعة فؤاد الأول فى عام 1940م التى أصبحت فيما بعد جامعة القاهرة، وكان عميد الكلية وقتها الدكتور طه حسين، والذى تنبأ لها بمكانة رفيعة فى المستقبل؛ نظرا لقدرتها العالية على المناقشة الواعية، ورغم محاولته اقناعها على الالتحاق بقسم اللغة الفرنسية لتفوقها فى هذا المجال ولكونها خريجة مدارس أجنبية إلا أنها فضلت دراسة التاريخ، ولم تكتفى بهذا القدر من التعليم فحصلت على دبلوم معهد التربية العالية عام 1942م ثم الماجستير من جامعة سانت أندروز بأسكتلندا عام 1950م، كما حصلت على الدكتوراه من جامعة لندن عام 1955م، ثم عادت إلى مصر فى نفس العام . 

عُينت فورًا فى كلية البنات بجامعة عين شمس، وفى نفس العام انضمت إلى فرق المقاومة الشعبية، مع قيام العدوان الثلاثى عام 1956 بدأت تتدرب عسكريًا مع الطالبات، وسافرت الى بور سعيد مع سيزا نبراوى وأنجى أفلاطون، وكُن يشاركن فى كل شىء بدءاً من الإسعافات الأولية حتى الاشتراك بالمعارك العسكرية.

اختيرت الدكتورة حكمت أبو زيد فى اللجنة التحضيرية للمؤتمر القومى فى أوائل عام 1962م، وفى هذا المؤتمر تعرفت إلى الرئيس جمال عبدالناصر من خلال مناقشاتها الواعية لبعض فقرات الميثاق الوطنى واختلافها من الكثيرين حول مفهوم العمل الثورى، وقد أثار حماسها إعجاب الرئيس جمال عبد الناصر فاختارها في 25 سبتبر 1962م لتكون وزيرة للشئون الاجتماعية، ثم عملت باللجنة المركزية مشرفة على لجنة الآداب والثقافة والعلوم الاجتماعية. 

##

ففى عام 1964م، ساهمت بوضع قانون 64، وهو أول قانون ينظم الجمعيات الأهلية فلها يعود الفضل فى تطوير العمل الاجتماعى والرعاية الأسرية من خلال توليها منصب الوزارة ضمت للمرة الأولى مؤسسة رعاية الأحداث؛ مما يعد خطوة حاسمة وفعاله فى العنايه بهؤلاء الأحداث.

وبعد هزيمة 1967م أخذت على عاتقها مهمة التخفيف على اسر ضحايا النكسة ورفع روحهم المعنوية.

فى عام 1969 قامت بالأشراف على توطين أهالى النوبة، وبدأت تؤسس قرى كاملة لأهالى النوبة فى المنطقة ما بين كوم امبو وأسوان؛ ولذلك حصلت على لقب "قلب الثورة الرحيم".  

خلال مشوارها كوزيرة للشئون الاجتماعيه نقلت نشاط الوزارة من مقرها فى ميدان التحرير بالقاهرة إلى كافة النجوع والقرى بالجمهورية، ذهبت بنفسها إليهم لتتعرف على مشاكلهم، كما كانت رائدة فى إقامة مشروع الأسرة المنتجة والرائدات الريفيات والنهوض بالمرأة الريفية .

بعد رحيل جمال عبدالناصر، عادت د. حكمت أبو زيد إلى الحرم الجامعى لتدريس الاجتماع  الريفى . 

فى السبعينات، اختلفت الدكتوره حكمت مع الرئيس السادات بشأن مبادرة السلام مع إسرائيل، وشككت فى النوايا الصهيونية تجاه العالم العربى؛ مما أغضب النظام، وتم نفيها إلى ليبيا والحجز على ممتلكاتها، وظلت تعمل بالتدريس الجامعى هناك، وتعود إلى مصر لمناقشة رسائل الماجستير والدكتوراة حتى عودتها بعد أن أصدرت المحكمة العليا قرارها بإلغاء الحراسة عن ممتلكاتها وحقها فى حمل جواز السفر المصرى، حيث كانت تستخدم جوار سفر ليبي في تحركاتها، وعندما علمت بذلك عادت فورًا إلى أرض الوطن في 2 مارس عام 1992م، وفُتحت لها قاعة كبار الزوار، وخرجت منها متوجهة إلى ضريح الزعيم جمال عبد الناصر ليكون أول شىء تراه بعد العودة إلى مصر .

وفى يوم 30 من يوليو 2011م، قابلت الدكتورة حكمت وجه ربها الكريم نتيجة هبوط حاد فى الدورة الدموية، وكانت آخر تصريحاتها فى أعقاب ثورة 25 يناير 2011 التى أبدت إعجابها بها وما أحدثته من تغيرات سياسية واجتماعية.

## ## ## ## ## 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية