أثار فوز مسلسل "راجعين يا هوى" بجائزة أفضل عمل كوميدي في مهرجان القاهرة للدراما في دورته الأولي، تعجب الكثيرون، وتساءل الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، عن سبب فوز المسلسل بجائزة العمل الكوميدي.

فرغم حالة الإعجاب الكبيرة التي لاحقت المسلسل من أول حلقة عند عرضه في شهر رمضان الماضي، إلا أنه لم يكن من المتوقع أن يفوز بجائزة العمل الكوميدي، نظرا للقضايا الجادة التي يتناولها والموضوعات الاجتماعية التي كانت بعيدة عن الشاشة منذ فترة.

لكن لجنة التحكيم بالمهرجان كان تصنيفها للعمل بعيدا عن رؤية الجمهور من خلال نظرة فنية أكثر تخصصا.

ونشر السيناريست محمد سليمان مؤلف العمل حيثيات اختيار المسلسل للفوز بهذه الفئة رغم وجود أعمال تصنيفها الكوميدي أكثر وضوحا.

وجاء في الحيثيات "تلاحظ في السنوات الأخيرة اختصار فن الكوميديا على لون بعينه من الكوميديا وهو فن الفَارس، ما عكس تصورا لدى الجمهور وعلى بعض صناع الفن بأن الكوميديا لون واحد. وللأسف حتى هذا اللون تم ابتذاله حتى صار كل ما يُقدم مجرد فقرات من التهريج الصرف التي يبتذل مقدموها من أجل انتزاع ضحكة من الجمهور".

وتابعت الحيثيات "ولهذا رأينا في لجنة التحكيم أن نصنف الأعمال المقدمة للتسابق وفق المعايير الفنية الحقيقية دون الخضوع للتصنيف الشائع. وعلى هذا الأساس رأينا إدراج عدة أعمال درامية تنتمي لفن الكوميديا بشكلها الصحيح، وهي أعمال جمعت بين الإضحاك وبين الفكرة الجادة وبين حيل الكوميديا المعروفة. وعليه وقع الاختيار على مسلسل راجعين يا هوى كأفضل مسلسل كوميدي، لأنه – بخلاف فكرته الجادة وموضوعه المهم – جمع بين فنون الكوميديا من كوميديا الشخصية لكوميديا الموقف وغيرها من حيل الكوميديا وحافظ على طبيعته كعمل من أعمال الكوميديا الجادة حتى نهايته والتي توافقت مع فن الكوميديا باختيار النهاية السعيدة وإعادة الوفاق بين المتخاصمين ما يذكّرنا بكوميديات شكسبير العظيمة".